لا تزال أصداء مقتل 16 أفغانياً وتداعياته تتردد في الداخل الأفغاني والخارج على حد سواء، ففي حين توعدت حركة طالبان بالانتقام للمجزرة التي أدت لمقتل المدنيين، حذّر مسؤولون أميركيون من احتمال وقوع هجمات انتقامية ضد مواطنيها، في وقت تدفقت أمواج الأسف والتعازي من واشنطن وحلف الناتو للمسؤولين الأفغان. في الأثناء حذّر مسؤول أفغاني من مغبة إضرار الحادثة بجهود واشنطن التوصل إلى اتفاقية استراتيجية مع كابول، فيما وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أفغانستان في زيارة غير معلنة. وتوعدت حركة طالبان أمس بالانتقام للمجزرة التي راح ضحيتها 16 مدنياً أفغانياً بينهم نساء وأطفال بيد جندي أميركي في جنوبأفغانستان، مؤكدة أنها ستضاعف هجماتها ضد «الأميركيين المتوحشين المرضى عقلياً». وأعلنت طالبان على موقعها الإلكتروني أنها «ستنتقم لكل من الشهداء الذين قتلهم المحتلون بطريقة وحشية». وتابع بيان حركة طالبان أنه « إذا كان مرتكب هذه المجزرة مختلاً عقلياً فعلاً، فهذا دليل على انحراف أخلاقي جديد للجيش الأميركي، لأنه يسلّح مجانين في أفغانستان، يستخدمون دون تفكير أسلحتهم ضد أفغان عزل». من جهته، طالب البرلمان الأفغاني أن «تجرى محاكمة علنية في أفغانستان للجندي الأميركي، في وقت أثار فيه حمام الدم أزمة جديدة في العلاقات المتوترة أصلاً بين واشنطنوكابول. على الصعيد ذاته، حذّر مسؤولون أميركيون أمس من احتمال وقوع هجمات انتقامية بعد مقتل القرويين الأفغان. وقالت السفارة الأميركية في أفغانستان، في بيان طارئ على موقعها على الإنترنت إن: «السفارة الأميركية في كابول تحذر المواطنين الأميركيين في افغانستان من أنه نتيجة لحادث إطلاق نار مفجع في إقليم قندهار شمل عسكرياً أميركياً، فهناك خطر بحدوث مشاعر واحتجاجات مناهضة للأميركيين خلال الأيام المقبلة، ولاسيما في الأقاليم الشرقيةوالجنوبية». وأجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً بنظيره الأفغاني حامد كرزاي، معرباً عن تعازيه لمقتل 16 مدنياً أفغانيا في حادث إطلاق النار. وقال البيت الأبيض في بيان له، إن «أوباما اتصل بالرئيس الأفغاني «ليعرب عن صدمته وحزنه لسقوط الضحايا»، موضحاً التزام إدارته بالكشف عن الحقائق في أسرع وقت ممكن، والمحاسبة الكاملة. على الصعيد ذاته، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي آندرس فوغ راسموسن عن ذهوله و«حزنه»، إثر المجزرة التي ارتكبها جندي أميركي، وأودت بحياة 16 مدنياً أفغانياً. وقال راسموسن في بيان له «أود أن أعبر عن ذهولي وحزني بعد الحادث المأسوي في ولاية قندهار، أقدم أصدق تعازي إلى عائلات وأقارب الضحايا، وإلى الشعب الأفغاني والحكومة». وقال مسؤول حكومي أفغاني أمس، إن «قتل جندي أميركي ستة عشر قروياً أفغانياً في إقليم قندهار، من شأنه إلحاق الضرر بجهود واشنطن للتوصل إلى اتفاقية استراتيجية مع كابول، للسماح بوجود أميركي طويل المدى في أفغانستان»، مشيراً إلى أن الحادث « قد يؤخر التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية». في سياق متصل، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تقوم بزيارة غير معلنة إلى أفغانستان، عدم ثقتها في انسحاب القوات الألمانية المنتشرة في أفغانستان، في إطار قوة الحلف الأطلسي مع حلول العام 2014.