انتصرت مصر عسكريا .. وهزمت استراتيجيا .. فمن مكاسب الحرب : أنه تم الإتفاق على تبديل السوفييت بأمريكا في تسليح مصر و هذا وحده أفضل ضمان لأمن إسرائيل فلو تكررت أكتوبر لن تستطيع مصر القتال أبداً و لو خسرت طائرة فلن تستطيع تعويضها . لهذا بهدوء وافقت إسرائيل على الانسحاب ثم ألقت بعدة خطب مؤثرة حول بكاء الشعب اليهودي على سيناء و التضحية الكبرى بلا مكاسب بينما على أرض الواقع ضمنت خرج البلد الوحيد القادر على مواجهتها و طرد السوفييت من المنطقة و إبدالهم بالأمريكان جعل سيناء بلا جيش ، إن هذه الصفقة عادلة من وجهة النظر الاسرائيلية فسيناء سترحل لكن معها أي خطر من مصر و حتى لو تكرر الخطر فلا سلاح للحرب لأن مورد السلاح حليف لإسرائيل و الأهم أن مصر حُذفت من قائمة الأعداء. الربح السياسي و الاستراتيجي هنا ينتقل كليةً عام 1979 من مصر لإسرائيل و مصر لم تحصل إلا على أرض فارغة تحت الرهن الإسرائيلي و الحليف الامريكي الذي سيستفيد من كل قطرة سياسة و نفوذ مصرية و لن يمنحنا بها طلقة رصاص واحدة لو عادت الحرب لأي سبب بل سيعود لموقفه القديم منا لكن الفارق هنا أننا لن نجد لا عرب و لا سوفييت بالمرة لأن السوفييت طُردوا ثم فُتتوا و إنتهوا بينما العرب أخذوا موقف من مصر كتصريح وصل إلى حد الفلسطينيين أنفسهم أصحاب القضية الأكبر . * إن النتيجة هي نصر إستراتيجي أُهدر بسهولة و هزيمة تكتيكية تحكمت في كل شئ