استعادت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة بعد توقف دام ثلاث سنوات زخمها مساء الإثنين في واشنطن، مع ترحيب من الرئيس الأميركي باراك أوباما، لكنه حذر من أن الطريق ما زال صعبا. نصر المجالي: من محتمل أن تستمر المفاوضات التي بدأت على عشاء في مقر وزارة الخارجية مساء الاثنين لتسعة أشهر. وانهارت آخر محادثات مباشرة في 2010 بسبب البناء الاستيطاني في الأرض المحتلة. وقال أوباما في بيان "هذه خطوة مبشرة رغم أن الطريق لا يزال يحتاج إلى عمل شاق وبه خيارات صعبة." واضاف "أنا متفائل بأن الاسرائيليين والفلسطينيين سيدخلون هذه المحادثات بنية حسنة وبتركيز وعزيمة قويين. وأضاف: "الولاياتالمتحدة مستعدة لدعمهم طوال المفاوضات بهدف الوصول إلى دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن". وتسعى الولاياتالمتحدة للتوسط في اتفاق يتعلق بحل الدولتين تقوم بموجبه بشكل سلمي الى جانب دولة اسرائيل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967. وتشمل القضايا الرئيسية التي يلزم حلها لانهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 60 عاما قضايا الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس. ويمثل الجانب الاسرائيلي في المحادثات وزيرة العدل تسيبي ليفني واسحاق مولخو وهما من كبار مساعدي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وسيمثل الجانب الفلسطيني كل من صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ومحمد اشتيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. كلام كيري وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري دعا يوم الاثنين اسرائيل والفلسطينيين لتقديم "تنازلات معقولة" من اجل السلام في حين يستعد لاستضافة أول مفاوضات مباشرة بينهما منذ نحو ثلاث سنوات. وقال كيري والى جانبه السفير الاميركي السابق لدى اسرائيل مارتن انديك الذي عينه مبعوثا رئيسيا له في المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية "ليس سرا أن المضي قدما عملية صعبة. لو كانت سهلة لحدثت قبل وقت طويل." واضاف "ولذلك ليس سرا ان امام المفاوضين والزعماء كثيرا من الخيارات الصعبة مع سعينا لتنازلات معقولة في قضايا صعبة ومعقدة ومحملة بالمشاعر والقيم الرمزية." وفي إشارة لحجم التحديات اختلف الطرفان بشكل علني بشأن جدول المحادثات وقال مسؤول اسرائيلي ان كل القضايا ستبحث في وقت واحد بينما قال مسؤول فلسطيني انهم سيبدأون ببحث قضايا الحدود والأمن. ويعتبر استئناف محادثات السلام إنجازا لكيري الذي قام بست جولات للمنطقة في الشهور الأربعة المنصرمة ليقنع الطرفين بذلك.. تصريح إنديك من جهته، اشار انديك الذي عمل في السابق مبعوثا رفيعا لأميركا للشرق الأوسط وعمل مرتين سفيرا لبلاده لدى اسرائيل الى ان أحدا لم يتوقع تقريبا نجاح كيري حين بدأ جهوده لاحياء المفاوضات هذا العام. وقال انديك "قبلت التحدي حين كان معظم الناس يرون انك في مهمة مستحيلة."، وقال كيري لدى اختياره انديك انه اختار شخصا له دراية عميقة بالمنطقة ويحظى بثقة الجانبين. وانديك خبير بالجهود الاميركية لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. فقد كان مسؤولا رفيعا في ادارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون التي أشرفت على قمة فاشلة في عام 2000 تفجرت بعدها أعمال العنف في اسرائيل والأراضي الفلسطينية. وخلال المحاولات السابقة لحل الصراع الممتد منذ عقود سعى المفاوضون لتجنب الوصول لطريق مسدود واندلاع أعمال عنف من خلال تناول خلافات أقل حدة أولا وتأجيل القضايا الصعبة مثل مصير القدس واللاجئين الفلسطينيين. وقال سيلفان شالوم الوزير الاسرائيلي والعضو في حزب ليكود اليميني لراديو الجيش الاسرائيلي إنه سيجري هذه المرة "التفاوض في ذات الوقت على كل القضايا التي تمثل محور أي اتفاق دائم." لا تحديد للخلافات وقال ياسر عبد ربه المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية إن خطاب الدعوة الذي أرسلته الولاياتالمتحدة لحضور محادثات واشنطن لم يحدد أي الخلافات التي سيجري بحثها. لكن عبد ربه قال لإذاعة صوت فلسطين "من حيث المبدأ صحيح أن يبدأ البحث في قضايا الحدود والأمن." وقبل استئناف المحادثات كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقاوم نداءات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقبول صيغة حدود 1967. وقال شالوم إن الموقف الاسرائيلي سيساعد على جعل المحادثات شاملة. ويشار في الختام، إلى أن الحكومة الإسرائيلية وافقت يوم الأحد على الإفرج عن 104 سجناء فلسطينيين في قضايا أمنية على مراحل فيما وصفته بأنها بادرة تنم عن حسن النية، وما زال آلاف آخرون قابعين في السجون الاسرائيلية.