سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإخوان يتقاتلون ويقتلون.. الخبراء يكشفون خبايا وأسرار معركة "النصر".. الجماعة هي المدبر الأساسي لأحداث النصر.. لتكون ذريعة من أجل استدعاء المجتمع الدولي. هناك درجات لفض الاعتصام بالطرق الأمنية.
رابعة العدوية وأهله ضحية الاعتصام.. الأمن لم يكن أمامه سوى الدفاع عن نفسه باستخدام السلاح لا يحق لأنصار مرسي احتلال جزء من البلد.
محمود الشافعي
لن ينسي المصريون جميعا على اختلاف انتماءاتهم يوم أمس الموافق 26-7 الجمعة، فقد خرج المصريون في ذلك اليوم عن بكرة أبيهم لتفويض الجيش والشرطة للقضاء على الإرهاب والتصدى للعنف في مختلف أركان أرض الكنانة..
وقد كان اليوم.. حيث خرج ما يبلغ 29 مليون شخص إلى مختلف ميادين مصر فرحة منهم بسقوط الإخوان ، تفويضا منهم للجيش المصري والشرطة لحمايتهم من الإرهاب الذي يهدد حياتهم في كل مكان خاصة بعد عزل مرسي الزعيم الإخواني..
فيما واصل أنصار مرسي اعتصامهم في ميداني رابعة والنهضة والعديد من المدن والميادين منددين بما فعله السيسي من انقلاب على الشرعية ومطالبين القوات المسلحة بسرعة الكشف عن مكان مرسي وكشف الأمر للرأي العام المصري والعالمي..
وبنظرة موضوعية لأحداث أمس الجمعة نجد أنه على الرغم من الأجواء التي سادت مصر في مليونية تفويض الجيش والتي شهدت نزول الملايين إلى الشوارع والميادين تلبية لدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي؛ لتفويضه للتعامل مع الأجواء.ز
إلا أن هذه الأجواء ما لبثت أن اختلفت مع فجر اليوم السبت، بعد وقوع عدد من الاشتباكات بين قوات الشرطة ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، الذين تحركوا من اعتصامهم أمام مسجد رابعة العدوية باتجاه طريق النصر ومحيط النصب التذكاري بمدينة نصر في محاولة منهم لقطع طريق كوبري أكتوبر، فتصدت لهم قوات الأمن ما أدى إلى سقوط أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى.
ولكشف حقيقة ما حدث أمس وفجر اليوم.. يقول الخبير الإستراتيجي اللواء طلعت مسلم إن ما حدث من اشتباكات في طريق النصر أمر مؤسف، مشيرًا إلى أن الجماعة لم تكتف بالاعتصام أمام مسجد رابعة العدوية وإنما انطلقوا لاستفزاز القوات المسلحة عن طريق التحرك باتجاه طريق النصر ومحاولة قطع كوبري أكتوبر.
وأكد أن قوات الأمن لم يكن أمامها سوى الدفاع عن نفسها باستخدام السلاح مشيرا إلى أنه لاحظ الحديث عن إصابات بسلاح أبيض بين المصابين وهو ما يستدعي مزيدا من التدقيق في الأمر خاصة أن قوات الشرطة أو الجيش لا تستخدم الأسلحة البيضاء.
وأوضح مسلم صحة احتمالات أن تكون جماعة الإخوان هي التي خططت لقتل مؤيديها حتى تشوه صورة القوات المسلحة وتوجد ذريعة من أجل استدعاء المجتمع الدولي حتى يتدخل في الشأن المصري، متوقعا أن تلجأ القوات الأمنية إلى فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة خاصة أن التراخي الأمني في الأيام الماضية قابله استفزاز إخواني للجيش.
فيما أكد أيضا اللواء محمد قدري سعيد، رئيس وحدة الشئون العسكرية لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن ما حدث من اشتباكات في طريق النصر فجر اليوم –السبت- يعتبر رد فعل عنيف من قبل أنصار جماعة الإخوان على الملايين التي نزلت إلى الشوارع أمس في مليونية تفويض الجيش.
وشدد على أن يكون هناك رد "قاسي" من الجيش والشعب على ما حدث خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك هجوم على اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة وأن يتم القبض على أعداد كبيرة من المعتصمين لإزاحتهم من أمكانهم نتيجة لما قاموا به من مجزرة راح ضحيتها عشرات القتلى على الرغم من عدم التعرض لهم.
ونوه سعيد إلى تصريح وزير الداخلية إلى أن اعتصام مؤيدي مرسي سيتم فضه بعد صدور إذن من النيابة بذلك، مؤكدا أن هؤلاء المعتصمين لا يحق لهم احتلال جزء من البلد وتعطيل حياة سكانها، وبالتالي فلابد من القبض عليهم وإزاحتهم لأن الأمر ليس مجرد إجراءات من النيابة.
في حين قال المحلل العسكري اللواء فؤاد فيود، إن أنصار الإخوان هم المسئولون عما حدث من اشتباكات في طريق النصر فجر اليوم السبت، لأنهم حاولوا الاعتداء على الدولة عندما تحركوا من مكان اعتصامهم أمام مسجد رابعة العدوية وحاولوا قطع طريق كوبري أكتوبر لشل حركة المرور في القاهرة والجيزة.
أضاف أنه لا يمكن اتهام قوات الأمن بالتعدي على المعتصمين، لأنه لا يوجد سبب للاعتصام أو للتحرك باتجاه قوات الأمن، وتحديدًا أن مصر أبدت رغبتها في 30 يونيو وأكدتها في مليونية تفويض الجيش، وهو الأمر الذي يجعل هؤلاء المعتصمين هم "مجموعة من المخربين الذين تحدوا إرادة المصريين".
ورجح "فيود" أن تكون جماعة الإخوان هي المدبر الأساسي لأحداث النصر، وتحديدًا أن هناك نوايا من قياداتهم لاستدعاء الخارج بعد توريط الجيش حتى يتكرر سيناريو ما حدث في سوريا من وجود جيش منشق وما حدث في ليبيا من تدخل الناتو من أجل حماية الشعب الليبي من القذافي".
وتأكيدا لما سبق..
قال الخبير الإستراتيجي اللواء عبد المنعم كاطو المستشار بإدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة أن ما حدث من اشتباكات في طريق النصر فجر اليوم –السبت- لم يكن هجوما من قوات الشرطة والجيش على المعتصمين، وإنما كان رد فعل على ما قام به مؤيدو الرئيس السابق من محاولات لاحتلال كوبري أكتوبر، مشيرا إلى أن المعتصمين حاولوا الاشتباك مع قوات الأمن.
وأضاف أن جماعة الإخوان تستغل القنوات الموالية لها في المبالغة بشأن عدد الضحايا حتى تجذب الرأي العام حول فكرة أن هؤلاء "الإرهابيين" مظلومون بما يخالف الحقيقة، كما أن قياداتهم تتعمد تشويه صورة الجيش من أجل الاستقواء بالخارج.
وعن إمكانية فض اعتصام رابعة العدوية في الأيام المقبلة قال:
إن هناك العشرات من قيادات الجماعة مطلوب القبض عليهم إلا أنهم يستغلون البسطاء القادمين من الأرياف كدروع بشرية تحميهم، لكن بصدور قرار النيابة بفض الاعتصام فإن القوات الأمنية ستتمكن من القبض عليهم.
وتابع:
إن هناك عدة درجات لفض الاعتصام بالطرق الأمنية أولها استعمال النداء ومكبرات الصوت، حيث ستؤكد القوات أن من يخرج من الاعتصام قبل فضه سيكون آمنا، ولن يلاحق قانونيا، حيث سيقوم الجيش بتخصيص سيارات تنقل المعتصمين إلى السكك الحديدية، خاصة أن عددا من المعتصمين لا يعرف طريق العودة إلى منزله، مشيرا إلى أنه في حالة مقاومة الأمن سيكون الرد بنفس حجم المقاومة.