مازالت جماعة الإخوان المسلمين تصر على رفض الاعتراف بشرعية الشعب، وتتمسك برفع شعار "لا نريد إلا الصندوق".. رفضت الاعتراف بخروج الملايين الذين خرجوا نهاية يونيو الماضي وطوال الأسابيع الماضية من يوليو الجاري، ممن وقعوا على استمارة تمرد ، أيا كانت انتماءات المسئولين عنها، مازالت تصر على أن مرسي هو الرئيس الشرعي وفق الشرعية الدستورية التى دفعتهم للخروج والاعتصام في الميادين منذ ما يزيد عن أسبوعين..
وجاء سقوط مرسي بمثابة "لطمة" أطلقت مزيجا من مشاعر الغضب والتحدي والخوف، وربما الإنكار أيضا، بين الإسلاميين في الصعيد، ولكن تاريخهم وحضورهم المكثف في المنطقة يفسر إمكانية عودتهم إلى الحياة السياسية.
ولم يكن قلب نفوذ الإسلاميين محصنا من الريبة والشك اللذين تزايدا بين المصريين خلال العام الأخير إزاء ما يرون أن حكم الإخوان جلبه من انقسام وفشل، فقد تعرض مقر حزب "الحرية والعدالة"، للسلب والنهب والحرق الشهر الماضي. كذلك لم يستطع المحافظ الذي عينه مرسي أن يدخل مكتبه لأسابيع إذ فرض المحتجون حصارا منعه من الدخول.
ما تزال الجماعة تراهن في صمودها وتظاهرها لعودة مرسي، وفي مخططها الجماهيرى، على تعطيل كل المرافق الحيوية والسيطرة على المنشآت العامة، وقد تحقق لها ما أرادت إلى حد كبير، من خلال المسيرات اليومية ليلا في مختلف ميادين القاهرةوالجيزة مما شل الشوارع الرئيسية في المدينتين الكبيرتين.. وكانت أهدافها واضحة منها:
إيجاد "كارت ضغط" على الحكومة والسلطة الحاكمة لأن يتقبلوا التفاوض معهم .. وتناسوا أو نسوا أنهم جماعة ، كما وصفهم العديد من الساسة، فقدت عقلها السياسي، وأصبح "الدم والسلاح" هما "الأبجدية" الوحيدة التي يتقنونها في مواجهة شعب أعزل لا يريد من الدنيا إلا "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".
وأمس الجمعة، كانت المليونية التى خطط لها الإخوان ودعوا لها أنصارهم في كل مكان بمصر ، لكسر الانقلاب الذي قام به الجيش المصري، وعزل رئيسهم ، واحتجزته القوات المسلحة في مكان غير معلوم مما دفع العديد من المنظمات الدولية المختصة بحقوق الإنسان لمطالبة السلطات المصرية خاصة الجيش، بسرعة الإفراج عن مرسي .. وبيان أسباب احتجازه للرأي العام في مصر وكل العالم..
ولذلك كانت موجة جديدة من الغضب، أصحابها هم مؤيدو التيار الإسلامي الذين يشعرون أن إسقاط مرسي كان خيانة لهم. وأكدوا : "مصر إسلامية رغم أنف النصرانية".. وخرجت العديد من المحافظات تعبر عن ثورة الغضب.. وساهمت شبكة الخدمات الاجتماعية التي أسسها الإسلاميون، لاسيما الإخوان، على مر السنين في منحهم نفوذا سياسيا في أعقاب سقوط مبارك.
المهم أن الخطة التي جهز لها الإخوان للرد على ما يسمونه انقلابا عسكريا، في جمعة كسر الانقلاب حسب تعبيرهم، بدأت باحتشاد المئات من أنصار المعزول أمام دار الحرس الجمهوري وسط انتشار القوات أمام الحواجز التي قامت بمنع مؤيدي المعزول من محاولة اقتحامهما وحلقت مروحيات تابعة للقوات المسلحة فوق المتظاهرين، وناشدت القوات الموجودة، المتظاهرين بعدم القيام بأعمال عنف ووجهت لهم التحذيرات، فقابلوا ذلك بهتافات "ارحل ارحل يا سيسى.. مرسي هو رئيس"، "الشعب يحيي صمود الرئيس"، "ثوار أحرار هنكمل المشوار".
وأيضا توجهوا بمسيرات إلى مدينة الإنتاج الإعلامي لمحاصرتها وخصصت أتوبيسات لنقل المتظاهرين لمحاصرة المدينة والضغط على القنوات الفضائية وإجبارها على عدم مهاجمتهم وكشف مخططاتهم أمام الناس وتحرشوا بالأمن لاقتحام المدينة.
وأكد اللواء وجيه صادق، مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، أنه وردت إليه معلومات عن اعتزام بعض أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، إجراء عمليات تخريبية اليوم الجمعة، داخل محطات حيوية بمترو الأنفاق.
وأضاف أن التعامل مع التهديدات بدأ برفع حالة الطوارئ، وتأمين مداخل ومخارج جميع محطات القطارات بالتنسيق مع قوات أمن القاهرة وقطاع الأمن المركزي، وتم الدفع بمجموعة من العمليات الخاصة والكلاب البوليسية، ورجال إدارة المفرقعات للتعامل مع التهديدات.
كما حاولوا اقتحام قصر الاتحادية إلا أن قوات الأمن المسئولة عن تأمين محيط قصر الاتحادية أطلقت طلقات تحزيرية في الهواء وقنابل غاز لإجبارهم على التراجع ومنع وصولهم إلى القصر الجمهوري.
كما تمكن أهالي منشية ناصر من ضبط سيارة ميكروباص محملة بالأسلحة على طريق الأوتوستراد كانت متوجهة إلى ميدان رابعة العدوية، حيث اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، ومنع الأهالي الأتوبيسات التي تحمل مؤيدي المعزول القادمين من المحافظات من المرور.
وفضلا عن هذا خرجت مسيرات باتجاه ميدان الجيزة وسط أنباء عن وقوع أعمال عنف، وهو ما أدى إلى انتشار قوات الأمن على أسطح المنازل لتأمين الميدان تحسبًا لاقتحام محافظة الجيزة.