شعور سخيف إنك تحس إنك في وطنك شيء ضعيف !! ،، نعم كلنا شيء ضعيف !! قد يظن البعض أنني أتحدث عن حال مصر قبل ثورة 25 يناير 2011 ولكن .. للأسف هذه العبارة مازالت مستمرة كما هو حال كل شيء في هذا البلد !! نعم شعور سخيف إنك تحس إنك في وطنك شيء ضعيف !! عبارة سيطرت على مشاعري وإحتلت وجداني حينما علمت بخبر تحويل عدد من النشطاء السياسيين إلى المحكمة العسكرية بتهم مختلفة منها محاولة قلب نظام الحكم والإساءة إلى المجلس العسكري وعدد أخر من التهم القبيحة والتي تجسد مسلسل الإستبداد المستمر والذي يمارسه المجلس العسكري مع الثوار منذ توليته مسئولية إدارة شئون البلاد وحتى اليوم وكأنه يعاقب الشباب المصري على ثورته التي قام بها في يناير من العام الماضي والتي لولاها لكان المجلس العسكري اليوم يعظم بتحية لجمال مبارك الرئيس ولكن للأسف مطمرش فيهم حتى أرواح الشهداء التي سالت من اجل حرية مصر وحرية شعبها وحريتهم فهم أول المستفيدين !! ذلك الخبر القبيح هبط على مسامعي كالصاعقة فأصابني بالصدمة و دفعني إلى أن أحدث نفسي وأتمم ببضع أسئلة خرجت من نفسي بشكل تلقائي .. ليه .. هي بلدنا بتعمل فينا ليه كده ؟؟ بجد ليه ؟؟ هو ربنا ساكت على الظلم دا ليه ؟؟ هي دي بلدنا فعلا ولا إحنا مغتربين ؟؟ طب ليه الشعب ملوش ثمن فيها ؟؟ ماذا يريد المجلس العسكري ؟؟ هل يريد منا أن نركع له ونسجد كما ركع هو ومجلسه لأمريكا وأجبر مصر على السجود لها ؟؟ أيريد المجلس العسكري أن يقمع الثورة ويقهر الثوار ؟؟!! أم يريدنا أن نصمت على كل ما فعله بنا من إنتهاكات خلال الفترة الإنتقالية ؟؟!! أيريد ذلك المجلس أن يعيد تشكيل رأس النظام التي أسقطت في ثورة يناير ؟؟!! ،، أعلم تماما إجابات كل الأسئلة التي طرحتها وهناك لحظات ينتابني فيها شعور غريب بأنني أعيش في عالم خيالي يدار بآلة الزمن وفي لحظة معينة تتعطل تلك الآلة لتعود فقط بالعالم إلى الخلف لنعيش نفس الأحداث بنفس النظام بنفس الأداء بنفس التفكير بنفس غباء المسئول !! سئمت الحديث عن الإنتهاكات التي قام بها المجلس العسكري ضد الشعب المصري خلال الفترة الإنتقالية وسئمت الحديث عن التجاوزات الكثيرة من قبل ذلك المجلس ضد الثوار وسئمت ذكر أهم النكبات التي تميزت بها فترة إدارته للبلاد وبالطبع أقصد الظلم والإستبداد والقهر والإهانة وجميعنا يعلم ذلك فبداية من المحاكمات البطيئة لرموز النظام السابق ومعاملتهم بشكل مميز يليق بالسادة أصحاب المعالي مرورا بفض الإعتصامات بالقوة عبورا بكشوف العذرية مرورا بإعتقال النشطاء السياسيين مرورا بدهس المتظاهرين بالأقدام مرورا بقتل المتظاهرين وفقع أعينهم في أحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود وإنتهاك حرمة بنت مصرية وتعريتها في وسط الشارع ودهسها بالأقدام مرورا بأحداث بورسعيد وشارع منصور وأخيرا تهريب الأمريكان المتهمين في قضايا تمويل أجنبي من مصر وسط علامات إستفهام كثيرة للغاية ناهيك عن الفتنة ومحاولة الوقيعة بين الشعب والشعب في أكثر من مره !! نواره نجم وأسماء محفوظ ووائل غنيم وعلاء الأسواني وعلاء عبد الفتاح ويسري فوده وريم ماجد وغيرهم من الشخصيات المعروفة ثوريا وتلك الشخصيات لو كانت في بلد أخر وقامت بثورة تشبهه ثورة مصر لبنيت لهم التماثيل وسميت الميادين بأسمائهم وزينت الكتب بصورهم ولكن لأننا في مصر وتحت حكم العسكر فإن هؤلاء خونه وعملاء ومخربين بل وتجاوزا ذلك بأنهم أخطئوا في الذات الإلهية وسبوا الدين بمجرد أنهم إنتقدوا المجلس العسكري " إله العبيد " وهاجموا سياساته وبقدرة قادر يتحول هؤلاء من أبطال شاركوا في أعظم ثورة على نظام طغى وتجبر وأستطاعوا أن يسقطوا رأسه ليعانوا بعد ذلك في معركة أكثر شراسة مع الروح المسيطرة على ذلك الجسد وكأن الزمن يأبى أن يعيشوا طعم الحرية في بلادهم ولو للحظات !! وكما قلتها سابقا ،، إذا كانت ضريبة الحرية هي السجون الحربية فأهلا وسهلا بالإعتقال وإذا كان الدفاع عن العرض والشرف ودم الشهداء جرما فنعم أنا مجرم وإذا كان الدفاع عن حق من قتلوا في سبيل الحرية بلطجة فنعم أنا بلطجي وإذا كان الخروج على الحاكم الجائر كفرا فنعم أنا كافر وإذا كان الدفاع عن الحق خيانة فنعم أنا خائن وإذا كان الإنضمام إلى الثوار عمالة فنعم أنا عميل وإذا كانت جنة الدنيا تتمثل في العيش بذل وهوان وقهر وإستعباد فسأسعى إلى نارها التي تحمل الشرف والعزة والكرامة وإذا كان ضياع الشرف وإنتهاك العرض ضريبة الإستقرار والرخاء والنمو والإزدهار والأمن والأمان فأهلا بالموت من الجوع و العطش و الخوف مادمت أدافع عن عرضي وشرفي ،، وعلى المواطنين الشرفاء الذين يظنون أن القائمين على إدارة البلاد ملائكة هبطت من السماء أن يعلموا أن دولة الظلم ساعة وستنتهي بالحساب مهما طالت تلك الساعة !! لم أعد أود أن أكتب في هذا المقال حرف أخر فشعوري بالأسى على حالي وعلى حال أخوتي يجعل الكلمات تتجمد ولكن لابد أن أؤكد أننا خلف الثوار وأننا سنفدي ثورتنا بدمائنا وبأرواحنا وسنستمر في ثورتنا حتى نهدم الفساد وننزع النظام من جذوره الممتدة في البلاد ولابد أن يعلم المسئولين عن إدارة شئون البلاد أنهم كلما زادوا في ظلمهم وتجبرهم زدنا قوه وتماسكا وتوحدا ولابد أن يعملوا أننا لن نستسلم أبدا ولن نسقط إلا بسقوط جثمان أخر ثائر في مصر !!