فر أكثر من 120 لاجئا سوريا معظمهم نساء، إلى تركيا خوفا من "القمع" الذي ترتكبه بحقهم "عصابات النظام" -كما قالوا- بجسر الشغور من محافظة إدلب. في الأثناء أكد نشطاء سوريون أن أرتالا من الجيش تتجه إلى المدينة استعدادا لهجوم لقمع الاحتجاجات، في حين تواصلت المظاهرات المطالبة بالحرية ورحيل النظام. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المجموعة المؤلفة من 122 شخصا معظمهم من مدينة جسر الشغور شمالي غرب البلاد اجتازوا بطريقة غير قانونية الحدود ووصلوا إلى قرية كربياز كيو في محافظة هاتاي جنوبي تركيا.
من جهة أخرى، توفي أحد ثلاثة جرحى سوريين نقلوا مساء الثلاثاء إلى لبنان من منطقة أم جمعة بمنطقة وادي خالد الحدودية، حسب ما أعلن مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية.
لكن المسؤول الأمني اللبناني لم يبين الظروف التي أصيب فيها هؤلاء الرجال الثلاثة.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط قوله إن 13 ناقلة تتجه إلى مدينة جسر الشغور التي يقوم الجيش بعمليات تمشيط فيها منذ السبت الماضي، مشيرة إلى أن تلك التعزيزات انطلقت من مدينة حلب الواقعة شمال شرق جسر الشغور.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن نشطاء رصدوا انتشارا للقناصة على أسطح المنازل وقطع الكهرباء عن جسر الشغور.
وذكرت صحيفة الوطن القريبة من السلطة أن "عملية أمنية وعسكرية واسعة النطاق ستشن في قرى منطقة جسر الشغور، بعد معلومات عن وجود مئات الرجال المسلحين".
وكان التلفزيون الحكومي قد أعلن الاثنين أن 120 رجل أمن قتلوا بالمدينة -بينهم ثمانون قتلوا بالمقر الرئيسي للأمن بالمدينة- برصاص عصابات مسلحة، وتوعد كل من وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار والإعلام عدنان محمود بالرد "بحزم وقوة".
تشكيك لكن معارضين سوريين ونشطاء حقوقيين شككوا في المعلومات الرسمية بشأن مقتل 120 من أفراد الأمن بجسر الشغور.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن معارضين سوريين يسهمون في نقل المدنيين المصابين من محافظة إدلب إلى تركيا، تأكيدهم أن عناصر الأمن قتلوا على يد عناصر من الجيش لأنهم رفضوا إطلاق النار على مدنيين غير مسلحين بمنطقة جسر الشغور.
كما أكد بيان نشر على موقع فيسبوك ويحمل توقيع "سكان جسر الشغور" أن مقتل أفراد الشرطة والجيش هو نتيجة الانشقاقات بالجيش لرفضهم إطلاق النار على المدنيين العزل، مؤكدين أنه لا وجود للعصابات المسلحة بالمنطقة.
وجاء في البيان "نحن أهالي جسر الشغور نؤكد أننا لم نطلب حضور الجيش، ولا أساس للحديث عن وجود مسلحين بالمنطقة".
بدوره قال الناشط الحقوقي وسام طريف لوكالة رويترز إن الاشتباكات كانت بين قوات الجيش وأفراد فروا من صفوفه، واصفا أرقام القتلى بأنها "متضاربة".
وقال مقيمون بجسر الشغور إن موجة من عمليات القتل بدأت في البلدة السبت عندما أطلق قناصة من على سطح مكتب البريد الرئيسي النار على مشاركين في تشييع ستة محتجين قتلوا بمظاهرة قبل ذلك بيوم.
وتقع المدينة التي يبلغ عدد سكانها خمسين ألف نسمة على الطريق بين مدينة اللاذقية الساحلية وحلب.
يذكر أن تمردا على حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد شهدته جسر الشغور عام 1980 سحق بوحشية وسقط فيه عشرات القتلى.
تحذير ودعوة تظاهر في غضون ذلك حذر نشطاء على الإنترنت من أن جسر الشغور قد تتعرض لمجزرة جديدة، ونصحوا المتظاهرين في محافظة إدلب بإعاقة "عصابات النظام" عبر إحراق الإطارات المطاطية وإغلاق الطرق المؤدية إلى المدينة بالحجارة والأخشاب.
وفي نداء جديد للتظاهر "سلميا" طلب النشطاء من الجيش "الدفاع عن المتظاهرين من نيران عملاء النظام".
وتأتي هذه التطورات بعد انشقاق ضابط برتبة ملازم أول يدعى عبد الرزاق طلاس عن الجيش ودعوته زملاءه إلى الالتحاق به.
مظاهرات وعلى صعيد متصل بثت مواقع إنترنت صور مظاهرة ليلية في حي القابون بدمشق تضامنا مع درعا وجسر الشغور.
كما بثت صور على مواقع إنترنت لمتظاهرين غالبيتهم نساء وأطفال في معضيمة الشام. وقد طالب المحتجون بالحرية والكرامة.