حقيقة فيديو "صفقة الآثار" داخل حزب الوفد    نائب محافظ شمال سيناء: تنمية وتعمير سيناء هدف استراتيجي تسعى إليه القيادة السياسية    القوى السياسية تؤيد برنامج الحكومة استجابة لتكليفات الرئيس السيسي    محافظ البحيرة تتفقد أعمال رفع كفاءة طريق دمنهور- شبراخيت    واشنطن تدعم استهداف قوات كييف للأراضي الروسية    هنية يحذر من عودة المفاوضات إلى "نقطة الصفر" بسبب المجازر الأخيرة    أوكرانيا: تسلمنا دفعة جديدة من المساعدات العسكرية الألمانية    رسالة جوابية من الرئيس الإيراني المنتخب إلى أمين عام حزب الله حسن نصر الله    البيت الأبيض: قمة الناتو المقبلة ستوفر الدعم الكافي لأوكرانيا    رئيس هيئة استاد القاهرة الدولي يطالب بغلقه    هاني العقبي يناشد وزير الرياضة بالتعجل في الإعلان عن نتائج التحقيقات بأزمة أحمد رفعت    لجنة الحكام تتوعد أصحاب الأخطاء الفادحة في الدوري    المنتخب الأوليمبي "كامل العدد".. والأجواء الإيجابية تسيطر على اللاعبين    المنشطات تفاجئ ثنائي الأهلي بعد الفوز على طلائع الجيش    كيفية مشاهدة مباراة إسبانيا وفرنسا مجانا في نصف نهائي يورو 2024    أسخن صيف..بيان مهم من الأرصاد بشأن طقس اليوم الثلاثاء 9 يوليو    إصابة 3 شباب إثر انهيار حجري في محجر العلاقى بأسوان    بالخطوات والروابط اعرف طريقة حصول نتيجة امتحانات الدبلومات الفنية 2024 «تجاري، صناعي، وزراعي»    حظك اليوم برج الجدي الثلاثاء 9-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رئيس حزب «التجمع»: بيان الحكومة أمام مجلس النواب رسالة محبة للشعب المصري    «الإفتاء» توضح قصة يوم عاشوراء.. صامه المسلمون وأهل قريش (فيديو)    حمادة هلال يعلن تعرض والد زوجته لأزمة صحية    مدير التأمين الصحي بالقليوبية: هدفنا خدمة المواطنين وإنهاء قوائم الانتظار    الاكتئاب: الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج    الصحة تعلن ضوابط صرف الأدوية في العيادات الصباحية    الونش يتحدث عن.. موعد عودته من الإصابة.. السوبر الأفريقي.. وانسحاب الزمالك من القمة    الدولة تخطت أزمة النقد الأجنبي.. رئيس الوزراء: اقتصادنا قادر على تحمل الصدمات    إزالة 201 مخالفة إشغال طريق في كفر الدوار بالبحيرة    مروة صبري تثير الجدل: «شيرين عبدالوهاب دمرت حسام حبيب» (فيديو)    عماد زيادة: مسلسل «نعمة الأفوكاتو» نقلة كبيرة في مشواري الفني (فيديو)    برلمانيون لقصواء الخلالى: بيان الحكومة الجديدة يشعرنا بالاطمئنان والتفاؤل    عبد الهادي القصبي: النواب من الشعب ويعيشون مشكلاته.. والتحديات العالمية الضخمة أثرت على المواطن    ميدو: تلميحات دعبس عن أحمد رفعت غير مقبولة.. أين إنسانيتكم؟    بعد ارتفاعه 750 جنيها.. خطوات استخراج جواز سفر مستعجل من المنزل إلكترونيا (تفاصيل)    بعد انخفاضها 30%.. قائمة أسعار الأجهزة الكهربائية اليوم في الأسواق (الغسالة تبدأ من 4000 جنيه)    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    انتداب الأدلة الجنائية لمعاينة حريق كافية ب 6 أكتوبر    انتشال جثة غريق والبحث عن آخر بأطفيح    مصرع وإصابة 10 أشخاص في انقلاب ميكروباص على طريق القاهرة - الإسكندرية    الأرصاد: موجة حارة جديدة بدءاً من الثلاثاء حتى الأسبوع القادم    عضو "الأمن القومي بالنواب": المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي في عهد الرئيس السيسي    عمرو خليل: الحكومة تعهدت في برنامجها بالاهتمام بملف بناء الإنسان    جامعة الزقازيق تحقق المركز ال28 عالميا والأول محليا ضمن تصنيف الابتكار لفئة المسؤولية الاجتماعية لعام 2024    طاقة النواب توجه رسالة للمصريين بشأن حقل ظهر وتكشف موقفها من خطة تخفيف الأحمال (فيديو)    البيت الأبيض: هناك فجوات بين حماس وإسرائيل بشأن اتفاق وقف إطلاق النار    سمير الفيل يحصد جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية 2024    مي عمر تظهر ب "شورت" ورنا رئيس بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    وائل جسار عن أسماء جلال: زوجتي قالت لي ممكن تجيبها ضرة (فيديو)    طائرة يونايتد إيرلاينز تفقد عجلة رئيسية بعد إقلاعها في تكرار لحادث مارس الماضي    اليابان والفلبين تعارضان محاولات تغيير الوضع الراهن في المنطقة    ما حقيقة وقف استيراد سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة؟ شعبة السيارات تجيب    وزير الشئون النيابية: برنامج الحكومة الجديدة متكامل وتناول كافة القطاعات    "خلاف على وجبة طعام ".. شاب يدفع زميله من أعلى صبة خرسانية بأكتوبر    أخبار 24 ساعة.. التعليم:امتحان اللغة الثانية للثانوية مكفوفين سار دون مشكلات    أمانة المراكز الطبية بوزارة الصحة تجدد الثقة فى مديرة مركز أورام أسوان    هل الحسد والسحر ابتلاء؟.. أمين الفتوى يجيب.. فيديو    بالفيديو| أمين الفتوى: رؤيا النبي في المنام تثبيت للعباد والأولياء على الطريق الصحيح    دار الإفتاء تعلن موعد يوم عاشوراء وحكم صيامه مع تاسوعاء وثوابهما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر: الجيش هو الحل؟
نشر في الفجر يوم 25 - 06 - 2013


عبد الباري عطوان

عندما يوجّه الجيش المصري تهديدا، وليس انذارا فقط، للنخبة السياسية، في الحكم والمعارضة معا، بأنه سيتدخل لإنقاذ
البلاد من الانزلاق الى نفق مظلم، فإن علينا الا نستبعد حدوث هذا التدخل في غضون الايام القليلة القادمة، وربما قبل مظاهرات التمرد في الثلاثين من الشهر الحالي، لحسم الأمور امنيا والسيطرة على الشارع، والحيلولة دون صدامات دموية. مصر تعيش حالة من الغليان اختلطت فيها الاوراق، وتصاعدت فيها حدة الخصومات، وبات الاحتكام الى الشارع، وليس الى صناديق الاقتراع، هو عنوان المرحلة الحالية، ولا غرابة ان تقول صحيفة ‘التايمز′ البريطانية انها، اي مصر، اكثر بلدان العالم من حيث عدد الاعتصامات. كان ميدان التحرير في السابق هو العنوان الوحيد للاعتصامات والاحتجاجات، الآن هناك ميدان رابعة العدوية الذي بات عنوانا لتجمع الاخوان المسلمين، وهناك قصر الاتحادية الرئاسي، وميدان العباسية كوجهة لمعارضيهم ومناصري جبهة الانقاذ الوطني المعارضة. بالأمس شهدت مصر حادثا مروعا عندما هاجم اسلاميون متشددون منزلا في قرية ابو مسلم في مركز ابو النمرس بالجيزة كان يتجمع فيه مسلمون من معتنقي المذهب الشيعي، وقتلوا اربعة منهم من بينهم زعيمهم حسن شحادة وسحلوهم في الشوارع والدماء تطفح من اجسادهم، وسط ترديد شعارات طائفية غريبة على مصر التسامح والاعتدال والوسطية، على حد وصف بيان الرئاسة الذي ادان هذا الاعتداء بأقسى العبارات. مصر تشهد اعتداءات طائفية عديدة، ولكن بشاعة هذه الجريمة صدمت الملايين الذين شاهدوها حية بأدق تفاصيلها على ‘اليوتيوب'، وشاشات بعض الفضائيات المصرية. والسؤال البديهي من المسؤول عن ايصال مصر الى هذه الحالة؟ ومن قدم غطاء سياسيا لهذا التطرف الطائفي؟ ‘ ‘ ‘ الشارع المصري منقسم افقيا، والتوتر يتصاعد، والاحتقانات تتضخم، هناك احتقان سياسي بين الاخوان المسلمين وخصومهم، وهناك احتقان طائفي بين المسلمين والمسيحيين، وثالث بين الشيعة والسنة، وجميع هذه الاحتقانات تنتظر عود الثقاب الذي قد يؤدي حتما الى الانفجار الدموي الاكبر لا قدر الله. الاسلاميون قرروا النزول الى ميدان رابعة العدوية يوم الجمعة المقبل، لعرض عضلاتهم واظهار قوتهم، تحت عنوان دعم الشرعية، اي شرعية الحكم، اي قبل يومين من المظاهرة الكبرى التي يعدّ لها شباب ‘التمرّد' امام قصر الاتحادية يوم الاحد المقبل، لمطالبة الرئيس محمد مرسي بالرحيل. هذه المظاهرات والمظاهرات المضادة، خلقت وتخلق حالة من الفوضى في البلاد، وتضعها امام مجهول مرعب لا يستطيع احد التنبؤ بما يمكن ان يترتب عليه من سفك دماء. شخصيا حضرت مناسبتين اجتماعيتين سياسيتين اثناء وجودي في القاهرة قبل اسبوعين، الاولى للمعارضة وسمعت رئيس تحرير احدى الصحف المصرية الواسعة الانتشار يتحدث عن انباء مؤكدة بلجوء بعض المشاركين في مظاهرة الاحد القادم الى السلاح، والثانية لأعضاء في المجلس الاعلى للقوات المسلحة، اكدوا لي ان الجيش لن يسمح بانهيار ‘الدولة المصرية'، ولن يتساهل مع اي تحرك يهدد بانفجار صراع تصعب السيطرة عليه. فولاء المؤسسة العسكرية اولا واخيرا لمصر وشعبها. اعضاء المجلس العسكري اشتكوا بمرارة من الإهانات التي تعرضوا لها اثناء استلامهم الحكم من الرئيس المخلوع حسني مبارك، واعربوا عن كراهيتهم المطلقة للاتهامات التي انهالت عليهم خاصة جملة ‘حكم العسكر' ومن الليبراليين واليساريين على وجه الخصوص، وهم الذين يطالبون الآن بتدخلهم لانهاء حكم الرئيس مرسي. المؤسسة العسكرية اذا تدخلت هذه المرة فسيكون تدخلها مختلفا عن المرة السابقة، ولن تسلم الحكم بسرعة وسهولة، بعد ان بات لديها انطباع راسخ بأن النخبة السياسية بمختلف الوانها واطيافها غير ناضجة، وغير مؤهلة لحكم البلاد. ‘ ‘ ‘ الفريق اول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع اعطى في بيانه الاخير هذه النخبة فرصة اخيرة لانقاذ نفسها، واظهار قدرتها على تحمل المسؤولية، عندما دعا الجميع ‘لايجاد صيغة تفاهم وتوافق، ومصالحة حقيقية، لحماية مصر وشعبها'، ولكنني شخصيا لست متفائلا في امكانية تجاوب هذه النخبة مع هذه الدعوة. طريق الحوار والتفاهم بين الرئيس مرسي والتيار الاسلامي الذي يدعمه وبين المعارضة مسدود، فحجم الكراهية بين الجانبين وصل الى مستويات غير مسبوقة، ولا نبالغ اذا قلنا ان معظم احزاب المعارضة تكره الرئيس مرسي وحكمه اكثر مما كانت تكره الرئيس حسني مبارك، الذي اجمع الشعب المصري تقريبا على فساده وديكتاتوريته واهانته له ولمصر العظمى. الرئيس محمد مرسي سيوجه خطابا يوم غد للتحدث الى الشعب المصري بصراحته المعهودة، ولعله يطرح حلولا تنفس الاحتقانات الحالية، وتضيّق هوة الخلافات، وتعيد البلاد الى حالة الهدوء ولو مؤقتا، لتهيئة الاجواء لحوار جدي، ولكننا مرة اخرى لا نشعر بالتفاؤل، لان الرئيس مرسي في خطابات سابقة لم يقدم افكارا او تنازلات كبيرة، ولان المعارضة لا تريد ان تسمع منه غير كلمة ‘التنحي'، وهو لن يقولها حتما، ولن يخلع قفازاته ويغادر حلبة الحكم. نحن امام وضع متفجّر لا يمكن تجنبه الا بمعجزة، وزمان المعجزات في مصر انتهى منذ آلاف السنوات. مصر على حافة ‘انقلاب عسكري' سيعلن فشل الديمقراطية، والنخبة السياسية، ويزجّ بالجيش مجددا في السياسة، ولا ابالغ اذا قلت ان الشعب المصري سيرحب بهذا الانقلاب كملاذ اخير، خاصة ان الازمة الاقتصادية تتفاقم وشريان الحياة الوحيد، اي مياه النيل، مهدد بالانقطاع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.