تواصلت في مصر لليوم الرابع على التوالي تداعيات قضية “التمويل الأجنبي”، وسط مطالبات بلغت حد قطع العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وسحب الثقة من حكومة الدكتور كمال الجنزوري، في وقت أعلن د . سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب، عن عزم البرلمان اتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة لإجلاء الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن مغادرة المتهمين الأمريكيين البلاد، وصدور قرار برفع حظر السفر عنهم بعد ضغوط سياسية . وطالبت لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري أمس ب “قطع العلاقات مع الولاياتالمتحدة لرد الكرامة لمصر”، في الوقت الذي واصل فيه حزب “الحرية والعدالة” الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، تحركاته السياسية لجهة سحب الثقة من الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة ائتلافية لإدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية . وقال الدكتور فريد إسماعيل وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي أمس إن هناك اتجاها قويا داخل البرلمان لسحب الثقة من حكومة الجنزوري، على خلفية بيانها الذي اعتبرته الأغلبية “مخيباً للآمال ولا يلبي مطالب الشعب” . وتزامنت اجتماعات للجان عدة في البرلمان المصري أمس مع تظاهرة لعدد كبير من النشطاء السياسيين والحزبيين مساء السبت، أمام “دار القضاء العالي” بوسط القاهرة، احتجاجاً على السماح لأجانب متهمين بقضية تمويل منظمات المجتمع المدني بمغادرة البلاد . وردد المتظاهرون هتافات “الشعب يريد تطهير القضاء”، و”يا حرية فينك فينك . . الحكومة بينا وبينك”، و”حرية لآخر الزمان غصب عن الأمريكان” . كما نظم مئات من المحامين وقفة احتجاجية أمام مقر نقابتهم المجاور لمبنى “دار القضاء العالي” تنديداً بالسماح للمتهمين الأمريكيين بقضية التمويل الأجنبي بالسفر خارج البلاد . ودعا سلفيون، أبناء الشعب المصري إلى وقفة احتجاجية أمام مجلس الشعب اليوم (الاثنين)، في الذكرى الأولى “لسقوط” جهاز مباحث أمن الدولة، للمطالبة بحل “جهاز الأمن الوطني” . وشارك مئات العاطلين من العمل، معظمهم من أصحاب الحرف، في مسيرة انطلقت من ميدان التحرير إلى مقر البرلمان لمطالبة السلطات بتوفير فرص عمل، رفع المتظاهرون خلالها لافتات “شغلونا”، و”من حقي أعيش”، فيما تمكن مئات من سكان عشوائيات منطقتي الدويقة ومنشأة ناصر من اقتحام مبنى محافظة القاهرة بعد اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى أحدهم في حالة خطرة، احتجاجا على ما وصفوه بمماطلة المحافظة في تسليمهم شققا للإيواء . وكان مئات من الأهالي قد تجمعوا منذ الساعات الأولى لصباح أمس أمام مبنى محافظة القاهرة بحي عابدين، للمطالبة بتسليمهم وحدات سكنية أعلنت المحافظة في وقت سابق استحقاقهم لها، بوصفهم من أصحاب الحالات الطارئة، لكن ملاسنات كلامية تسببت في وقوع اشتباكات بين الأهالي وأمن المبنى، بعد أن تم منعهم من الدخول، ما أدى إلى اقتحامهم المبنى مرددين هتافات تطالب بإقالة محافظ القاهرة، وتمكينهم من الحصول على وحدات سكنية . من جهة أخرى قرر رئيس جهاز الكسب غير المشروع في مصر أمس المستشار عاصم الجوهري، منع اثنين من كبار قيادات وزارة الداخلية من التصرف في أموالهما السائلة والمنقولة والعقارية على ذمة تحقيقات يجريها الجهاز حول تضخم ثروتيهما .