ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية اليوم الاربعاء ان الاحتجاجات الراهنة فى سوريا التى تتزعمها الغالبية السنية ضد حكومة العلويين وهي فرع من المذهب الشيعي تتصاعد بشكل خطير ولا يمكن التنبؤ بها مما يفاقم التوترات الطائفية عبر حدودها الى منطقة تعانى بالفعل من انقسامات دينية وعرقية . واوضحت الصحيفة فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى ان القتال والنضال فى سوريا ليس فقط تحرير شعب يعيش فى ظل نظام ديكتاتوري بل فى ظل سلطة ومصلحة ذاتية كما ينخرط داخل قوى طائفية خطيرة مما يهدد بانزلاق صراعه إلى مواجهة أوسع نطاقا ، وظهر هذا بالفعل في دولة لبنان المجاورة له حيث اشتبك السنة والعلويون . وبالنسبة للعراق حيث أغلبية السكان من الشيعة ، وضعت الاحداث عبر الحدود بغداد على حافة الانقسام الدينى حيث تسير على نمط النظام فى سوريا. وتابعت الصحيفة ان مواطنين سوريين يهربون من مدنهم الى الدول المجاورة خوفا من التعصب الدينى وليس من القوات الموالية للنظام السورى التى تشن حملات عنيفة ضدهم . واضافت الصحيفة انه رغم سقوط انظمة دكتاتورية فى الدول المجاورة ، ازدادت فقط قوة الهويات الدينية والعرقية والتحالفات غير ان مفاهيم المواطنة لا تزال على الهامش . واشارت الصحيفة الى سبب ذلك ، وهو القتال في سوريا حيث يشعر الشيعة بالقلق ازاء استيلاء الغالبية السنية على الحكم والذى من شأنه أن يبشر ليس فقط بحرب طائفية جديدة بل بنهاية العالم من وجهة نظرهم . واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه رغم مطالبة الحكومات الغربية والعربية باتخاذ إجراءات لوقف اراقة الدماء - وأن الخيارات التى تم بحثها تشتمل على دبلوماسية أكثر عدوانية وحديث عن تسليح الثوار أو التدخل العسكري - الا ان هذه الاجراءات تبقى معلقة بسبب التفكك ونقص التماسك بين المعارضة السورية وقد يكون من بين الثوار عناصر تابعة لتنظيم القاعدة وهناك انباء واردة عن عمليات قتل طائفي.