ذكرت صحيفة الجارديان مقالا للكاتب سعد الفقيه اورد فيه ان الفيلسوف الفرنسي دينيس ديدريوت "دعونا نخنق اخر ملك باخر كاهن", و تتكر نفس الجملة علي نطاق واسع في جميع انحاء السعودية حيث انها تقع حاليا تحت استبداد سلالي. فيبقي قليل من الوقت قبل وصول ثورات الربيع التي اجتاحت العالم العربي الي المملكة السعودية. و يقول الكاتب ان معظم العوامل التي ادت لقيام الانتفاضة العربية متوفرة بالسعودية, فيحتجز النظام السعودي عشرات الالاف من السجناء السياسين, و معظمهم بدون تهم, و هذا مجرد مثال علي الاضطهاد الذي يعاني منه الناس ,وحجم الفساد يتزايد. وفي الميزانية الأخيرة وحدها هناك مائة مليار دولار مفقودة. ويستعرض الفقيه أحوال المعيشة، فيقول ان الدولة التي تمتلك عائدات هائلة من النفط ترتفع فيها معدلات البطالة ارتفاعا صاروخيا ويقل متوسط الرواتب عن 1300 دولارشهريا ويعيش 22 % من السكان في فقر. ويضيف أن ما هو اسوء من ذلك, ان العائلة المالكة السعودية تعامل البلاد وشعبها على أنهما ملكية خاصة لها, بدلا من محاولة توفير الخدمات لمواطنيهم. و علاوة علي ذلك, كما هو الحال في اماكن اخري في العالم العربي,كسرت ادوات توسع الاتصالات الحواجز, و حرمت النظام السعودي من السرية و الخداع الذي كانت تستند اليه شرعيته. و تعتبر المحطات الفضائية التي تديرها المعارضة رسالة بديلة, في الوقت الذي تسمح فيه شبكات الانترنت و الهواتف المحمولة بالتفاعل السريع, مما يجعل المناقشات الافتراضية اكثر فاعلية من تلك الحقيقية. ويلوم الكاتب وسائل الإعلام الغربية لتركيزها على مظاهرات الشيعة ووضع المرأة فقط. وعبر عن اعتقاده بأن النظام السعودي يستغل مظاهرات الشيعة ، التي وصفهم الفقيه بالنشطاء في الاحتجاج ، لصالحه . واوضح أن النظام يستخدم هذا النشاط لإقناع الغالبية السنية بخطر السيطرة الشيعية. وبالنسبة للمرأة ، يحذر الكاتب من أن تركيز الإعلام على المرأة يأتي نتائج عسكية في المملكة لأنه يتوائم مع القيم الغربية. ويعتقد أن التركيز على هاتين القضيتين يصرف الانتباه عن تحديات أبعد وأهم تهدد صميم النظام. ثم يتسائل الكاتب لماذا لم تصل الثورة بعد إلى السعودية حتى الآن؟ فالموانع التقليدية لا تزال هناك. و يجيب بأنه" علي الرغم من القناعة الراسخة بان اي تغيير شامل في النظام امر ضروري, الا ان الإصلاحيين مازالوا مترددين في اعلان وجهة نظرهم". و يضيف أن المؤسسة الدينية الرسمية التي يتم تعيين اعضاؤها من قبل الملك مباشرة تستمر في ارضاء النظام في البلد التي يعتبر الدين فيها اللاعب الرئيسي للسياسة. كما ان هناك من يحذر و يربط التغيير بالفوضي وسفك الدماء في وسائل الإعلام كما في اليمن و سوريا و ليبيا. و يختم الكاتب مقال بان التغيير ليس امرا مستحيلا , ويشير إلى أن البداية قد تكون بوفاة الملك الحالي عبد الله البالغ من العمر 90 عاما أو بحادث كالذي وقع لبوعزيزي في تونس.