عبّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن مخاوف بلاده في ما يتعلق بمعاملة غير لائقة تعرّض لها بريطانيون موقوفون لدى السلطات الإماراتية، لدى لقاء جمعه والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مطالبًا بتحقيق شفاف في هذه المسألة التي تنفيها كليًا الإمارات.
لندن: بحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع رئيس الامارات العربية المتحدة الاربعاء، في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي بدأها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لبريطانيا، الاتهامات بالتعذيب، التي وجّهها ثلاثة بريطانيين مسجونين في دبي الى السلطات الاماراتية.
وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية ان كاميرون بحث مع الرئيس الزائر "مخاوف المملكة المتحدة المتعلقة بمعاملة البريطانيين الثلاثة الذي دينوا بحيازة مخدرات في دبي". واضاف ان كاميرون شدد على اهمية اجراء تحقيق مستقل في هذه القضية.
وتنفي السلطات الاماراتية بشدة ان يكون البريطانيون الثلاثة، الذين اوقفوا في تموز/يوليو بتهمة حيازة مخدرات اثناء اجازة في الامارات، قد تعرّضوا لسوء معاملة. وقد صدر بحق كل منهم الاثنين حكم بالسجن اربع سنوات.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية اعلنت الاحد ان لندن ستغتنم فرصة الزيارة التي يقوم بها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الى بريطانيا للبحث في مصير البريطانيين الثلاثة. واكد متحدث باسم الخارجية البريطانية يومها ان الخارجية "تأخذ على محمل الجد الاتهامات باساءة المعاملة والتعذيب"، مذكرًا بمطالبة لندن باجراء "تحقيق مستقل حول هذه الاتهامات".
من جهة ثانية، تباحث الرئيس الاماراتي مع رئيس الوزراء البريطاني في سبل "التصدي للتحديات التي يفرضها البرنامج النووي الإيراني، ووضع حد للصراع المروع والخطر في سوريا، واعطاء دفع جديد لعملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين".
واضاف المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية ان "الزعيمين اتفقا على ان العلاقة (بين البلدين) تطورت بشكل ملفت في السنة الماضية، ولا سيما عبر بناء شراكة في مجال الدفاع اكثر عمقا وقوة، فضلًا عن علاقة تجارية جديدة".
والتقى الرئيس الاماراتي ايضًا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، وتطرقت المباحثات بينهما الى اوضاع المدنيين في سوريا والنساء في الصومال، كما اعلن هيغ في اعقاب اللقاء. وقال الوزير البريطاني "نحن نتشاطر المخاوف العميقة نفسها ازاء الازمة الانسانية المتعاظمة في سوريا".
واعلن الطرفان ان كلًا من لندن وابوظبي ستساهم بمبلغ مليون جنيه استرليني (1.5 مليون دولار) لمساعدة الصومال على مكافحة العنف الجنسي. وسيتم التطرق الى هذا الموضوع ايضًا في المؤتمر الدولي حول الصومال، الذي تستضيفه لندن الثلاثاء.
من جهته قال الرئيس الاماراتي ان بلاده "يسرّها ان تتمكن عبر هذه المساهمة من دعم الحكومة الصومالية في جهودها لحماية النساء وجعلهن اكثر قوة". وكانت الملكة اليزابيث الثانية استقبلت الرئيس الاماراتي في قصر ويندسور الثلاثاء في اليوم الاول من زيارته.