قال الناشط السياسي حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي إنه يتعين على مصر رفض قرض صندوق النقد الدولي البالغة قيمته 4.8 مليار دولار بدلا من الإذعان لشروطه التي من شأنها زيادة الفقراء فقرا وقد تؤدي إلى اندلاع ثورة جياع. وقال صباحي في حديث مع رويترز: إنه لا الصندوق ولا الحكومة التي يقودها الإسلاميون، أبلغا الشعب بالحقيقة بشأن إجراءات التقشف المرتبطة بالقرض المقترح.
وكان صباحي قد اجتمع بفريق الصندوق الذي زار مصر هذا الشهر لإجراء محادثات انتهت دون اتفاق، فيما يرجع جزئيا إلى غياب إجماع سياسي على دعم برنامج الإصلاح الاقتصادي المرتبط بالقرض.
ورد صباحي على سؤال، عما إذا كان يوافق على شروط الصندوق، قائلا: "لا غير .. موافق".
وقال في حديثه في مكتبه المتواضع في الطابق الثالث عشر في حي من أحياء الطبقة المتوسطة في القاهرة "الصندوق طول عمره لمكافحة الفقر.. حاجة زي الفل.. وتدور على أي بلد دخلها الصندوق تجد الفقر بيزيد فيها.. عني هو ضد نفسه ضد أدبياته.. وهو يدعم حكاما أكثر مما يدعم شعوبا".
وأضاف "الكلام عن سد عجز الموازنة والميزان التجاري في مجمله ما يأكلش الناس عيش".
وقال صباحي: "إذا بقي الوضع على ما هو عليه أكيد ثورة 25 يناير هتكمل بموجة جديدة تتفجر من الفقر بعد تطبيق شروط الصندوق.. وتبقا هبة جياع ولا تتحقق به رؤية حركة وطنية أدركت أن ثورتها التي لم تكتمل آن الأوان لاكتمالها.. أيا كان.. الثورة إن شاء الله ستكتمل."
والرمز السياسي الوحيد الموجود في غرفة مكتب صباحي هو صورة لجمال عبد الناصر.
ويقتدي صباحي الذي كان خلال فترة الدراسة زعيما طلابيا يتمتع بشخصية مؤثرة بعبد الناصر الذي نفذ إصلاحا زراعيا ضخما وأمم قناة السويس وبنى السد العالي لكنه شن حملة عنيفة على الإسلاميين الذين يحكمون مصر الآن.
ويقول منتقدون: إن برنامج صباحي الاقتصادي توقف عند الحقبة الناصرية ولم يعد يصلح للوقت الحالي وخلال حملته الرئاسية دعا صباحي لملكية الدولة لمشروعات صناعية ضخمة وإلى تطبيق حد أدنى وحد أعلى للأجور وضريبة تفرض لمرة واحدة على الثروات لتمويل التنمية.
وكثيرا ما دافع صباحي الذي سجن عدة مرات لانشقاقه ومطالبته بالديمقراطية في عهد مبارك وفي عهد الرئيس الراحل أنور السادات، عن جماعة الإخوان المسلمين في عهديهما وخاض حملته إلى جانب الاخوان في الانتخابات البرلمانية في عهد مبارك.
وهو الآن يتهم الرئيس الإسلامي محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها بمحاولة احتكار السلطة وتهميش المعارضة.
وقال صباحي "أعتقد أن وضع الانقسام السياسي الحاد الذي تشهده مصر منذ فترة طويلة والذي أعتقد أن السبب الرئيسي فيه هو إصرار الدكتور مرسي وجماعة الإخوان على الإمساك بقبضة حديد على مفاصل الدولة ورفض أي مشاركة جادة مع باقي قوى المجتمع أو القوى السياسية.. هذا الانقسام طريق مغلق وستدفع مصر ثمنا فادحا له على كل المستويات في الدولة والمجتمع."
وتابع صباحي "كثير من الذين يغادرون الإخوان ليست لديهم ثقة كافية في قوة جبهة الإنقاذ على أن تسقط حكم الإخوان وده معناه إن فيه عيوب فينا... عيوب تنظيمية... وأكتر مستفيد من هذه الحالة الجيش المصري."
وردا على سؤال عما إذا كانت حركته ستشارك في الانتخابات البرلمانية المقررة في وقت لاحق هذا العام، قائلا: إن الأمر يرجع لمرسي في تهيئة الظروف بتغيير الحكومة والنائب العام وإقرار قانون انتخابات نزيه.
وأضاف صباحي "بدل الخيار الفاشل اللي هو أخونة مصر أنا باقترح عليهم خيار مفيد اللي هو تمصير الإخوان... (سيصبحون) جزء من الجماعة الوطنية، كما ينبغي لهم وليسوا فوقها وجزء من مصر وحماها وشعبها مش فوق حلم مصر."
