فى الثانية عشرة ظهرا كانت دار القضاء العالى على موعد مع استقبال الإعلامى الساخر باسم يوسف، مقدم برنامج «البرنامج» على قناة «CBC»، وذلك للتحقيق معه فى البلاغات المقدمة ضده والتى تتهمه بازدراء الدين الإسلامى، وإهانة رئيس الجمهورية، وذلك وسط استعدادات أمنية مكثفة، وفرض «كردون» أمنى «مشدد» من الحراسات الخاصة أمام غرفة التحقيقات، ومنع حتى الموظفين من المرور أمامها. فى البداية أوضح المستشار محمد السيد خليفة لهيئة دفاع باسم يوسف أن سبب إصدار أمر الضبط والإحضار يرجع لاتهام باسم فى 4قضايا مختلفة، بناء على 4بلاغات قدمت، ومرفقة ب «سيديهات»، وأن كل بلاغ يتعلق بإحدى حلقاته التى يقدمها، وهى حلقات (6، 12، 14، 15)، وأن كل حلقة موضع اتهام مختلف ببلاغ منفصل بقضية مستقلة.
وبدأ خليفة بعرض الحلقات واحدة تلو الأخرى، وبشكل منفصل كمحضر منفصل وقضية منفصلة، واستجوب فى كل مرة باسم وهيئة الدفاع الخاصة به، وواجهه بالاتهامات الموجه ضده وهى أن الحلقتين «12 و15»، احتوتا على عبارات وصور وتعليقات تمثل إهانة متعمدة لرئيس الجمهورية.
كما أن الحلقة «12»، احتوت على ازدراء للإسلام وعلى النبى محمد – صلى الله عليه وسلم – والسخرية من فريضة «الصلاة» والسنة النبوية الشريفة، وإهانة أئمة الإسلام ورجال الدين.
كان رد باسم على كل التهم الاعتراف أولا بأنه بالفعل من قدم هذه الحلقات، إلا أنه لم يتعمد إهانة أحد، لأنه لا يستطيع ذلك ولا يمكن أن يفعل ذلك، لأنه على حد تعبيره «شخص متربى»، ومن بيئة قضائية وأنه لا يتعمد أبدا إهانة الرئيس أو ازدراء الأديان، أو إهانة رجال الدين، فهو نجل المستشار «رأفت يوسف» الرئيس بمحاكم القضاء الإدارى بمجلس الدولة.
وأضاف أن ما يقدمه هو برنامج كوميدى وله مثيل فى دول العالم كله وأنه يحاول محاكاة هذه البرامج ونقلها بطريقة مصرية تتناول القضايا التى تشغل الرأى العام فى إطار كوميدى ساخر، وأنه يقوم فى كل حلقة بالتنويه فى «تتر» البرنامج بأنه برنامج ساخر ولا يقصد به الإهانة أو الاستهزاء بأحد.
وأضاف أنه فى حلقة السخرية من المشايخ، فإنه استضاف «مونولوجست» يدعى «على قنديل»، وأنه وجه انتقاداً لملاك العقارات الذين ينشئون زوايا للمساجد أسفل العقارات للالتفاف على الإعفاء الضريبى ومجانية مياه الشرب واستغلال هذه المزايا على نحو خاطئ لنقل الشعائر الدينية من دور العبادة للمساكن بشكل يقلق ملاك تلك الوحدات السكنية، إلا أنه لم يتعمد السخرية أو الإهانة.
خلال جلسة التحقيقات كان حساب باسم على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» ينشر تعليقات ساخرة عن سير التحقيقات، وكانت المواقع الإخبارية تتناقلها، فوصل الأمر للمستشار مصطفى دويدار المتحدث الرسمى باسم النيابة العامة، خلال متابعته للأخبار الخاصة بالنيابة، الذى قام بدوره بإبلاغ النائب العام والنائب العام المساعد.
تم إخطار المستشار خليفة بالواقعة فقام بمواجهة «يوسف»، فأنكر الأمر وتبرأ منه، وأكد أن أشخاصاً آخرين وراء ذلك، وتم تجاوز الموقف بعد أن توتر لانفعال قاضى التحقيقات مما يتم.
أكثر ما لفت الانتباه خلال التحقيقات هو طلب «باسم» دخول دورة المياه مرات عديدة، وهو الأمر الذى أشارت إليه بعض المصادر بأنه قد يكون مصاباً بمرض «السكرى»، أو نتيجة حالة الاضطراب الشديدة التى كان فيها.
وفى تصريحات خاصة ل«الفجر»، أكد المستشار خليفة أن باسم يوسف يواجه 4قضايا وليس قضية واحدة وأن كل قضية ستحال منفردة للمحاكمة، سواء إلى محكمة الجنح فيما يخص «ازدراء الأديان»، أو إلى محكمة الجنايات فيما يخص قضية إهانة رئيس الجمهورية.
وأضاف أن الاتهامات التى يواجهها باسم قد تصل للسجن لمدة 12سنة، بواقع 3سنوات فى كل قضية، حيث إن تهمة إهانة رئيس الجمهورية نص عليها بالمادة 179 من قانون العقوبات، وأن ازدراء الدين نص عليه بالمادة 161 من قانون العقوبات، وعقوبة كل قضية تصل للسجن 3سنوات.
وأضاف أنه سيتم استدعاء محمد الأمين مالك قنوات «CBC»، فى الأسبوع المقبل وذلك لسماع أقواله فى الاتهامات الموجهة إليه، وأنه يجرى حاليا فحص بلاغات مقدمة حول مصادر تمويل القناة، وقد يتم ضمها ضمن ملف التحقيقات إذا أمر النائب العام بذلك.
وأوضح خليفة أنه أمر أيضا باستدعاء المونولوجست على قنديل، واستدعاء طارق القزاز صاحب شركة «كيو سوفت» منتجة البرنامج، يوم الأحد القادم، وذلك لتحديد المسئولين الفعليين فى القضايا الأربع.
