وجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الشكر إلى المغرب لموقفها "الداعم للحملة العسكرية التي قادتها القوات الفرنسية على معاقل الجهاديين في شمال مالي"، فيما أعرب العاهل المغربي محمد السادس، عن أسفه لعدم تمكن المجتمع الدولي من وضع حد "للمأساة الإنسانية" بسوريا.
جاء ذلك خلال مأدبة عشاء جمعت أولاند والعاهل المغربي محمد السادس في القصر الملكي بالدار البيضاء (وسط) مساء الأربعاء، بحسب بيان للديوان الملكي المغربي حصلت مراسلة الاناضول على نسخة منه.
وكان المغرب قد سمح للمقاتلات الفرنسية بعبور مجاله الجوي من أجل توجيه ضرباتها الجوية لمعاقل المسلحين في مناطق الشمال المالي.
وتدخلت فرنسا عسكريًا في شمال مالي في يناير/ كانون الثاني الماضي لمساعدة الجيش المالي على القضاء على الحركات المسلحة بالمنطقة.
ووفقا للبيان تطرقت مباحثات العاهل المغربي والرئيس الفرنسي على هامش المأدبة أيضا إلى "الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية ذات الاهتمام المشترك".
ودعا الجانبان إلى ضرورة "تأمين مناطق الشمالي المالي ونشر الاستقرار فيها بالإضافة إلى فتح حوار بين مكونات المجتمع المالي وإجراء انتخابات في أقرب الآجال".
وفي سياق غير بعيد، قال الرئيس الفرنسي خلال كلمته بمأدبة العشاء إن فرنسا "تدعم التوجه الديمقراطي والإصلاح الهادئ الذي قاده المغرب خلال الفترة الأخيرة".
وأضاف الرئيس الفرنسي أن "المغرب وفرنسا تربطها أواصل ثقافية وتاريخية خاصة يتوجب على البلدين استثمارها في تقوية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات".
وفي سياق آخر ناقش كل من أولاند والملك محمد السادس خلال مباحثاتهما الثنائية اليوم الوضع الإنساني والسياسي في سوريا، حيث عبرا عن "الطابع الاستعجالي لانتقال سياسي سريع للسلطة في سوريا، مع دعوة المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها"، بحسب ما جاء في البيان.
وقال ملك المغرب خلال كلمته بمأدبة العشاء: "نأسف لعدم تمكن المجتمع الدولي من وضع حد نهائي للمأساة الإنسانية التي تضرب السكان المدنيين في سوريا. وعجزه عن مساندة تنسيق الخطوات المتخذة في الميدان من قبل المعارضة. التي تعرف حاليا مرحلة من التشتت".
واعتبر أن هذا الأمر "يؤخر انتقالا سياسيا لازما ولا محيد عنه في هذا البلد (سوريا)".
وبدأ الرئيس الفرنسي، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية للمغرب تستمر يومين بدعوة من ملك المغرب محمد السادس.
وينتظر أن يتوجه الرئيس الفرنسي غدا الخميس إلى العاصمة المغربية الرباط (وسط) لإلقاء خطاب أمام البرلمان المغربي بحضور رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، وعدد من الوزراء.
كما ستشهد الزيارة توقيع 29 اتفاقية لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة تشمل: الاقتصاد والمالية، والتربية والتعليم، والزراعة والصيد البحري، والطاقات الجديدة، والنهوض بحقوق المرأة.
وتكتسي هذه الزيارة، حسب مراقبين، أهمية خاصة؛ نظرا للعلاقات التاريخية والسياسية المتميزة التي تربط بين البلدين.
وتعد الزيارة هي الأولى لأولاند للمغرب منذ توليه رئاسة فرنسا في مايو/ايار الماضي.