نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه انه صدر مذكرة اعتقال ضد المذيع الساخر باسم يوسف الذي يعد برنامجه الأكثر شعبية في الشرق الأوسط، و تم استجوابه من قبل المدعي العام في مصر لإهانة الإسلام و الرئيس المصري. و قد سلم باسم يوسف، المعروف باسم جون ستيوارت مصر، نفسه امام النيابة العامة بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه يوم السبت. وأفرج عنه بكفالة قدرها 15 الف جنيه مصري بعد استجوابه لمدة ثلاث ساعات.
و يعد هذا الاعتقال الاحدث في سلسلة من الاعتقالات لنشطاء المعارضة والمحامين والسياسيين هذا الاسبوع. و قال دعاة حقوق الإنسان،ان هذا أخطر إهانة لحرية التعبير منذ تولي جماعة الإخوان في مصر السلطة. وقالت هبة مرايف، مدير هيومن رايتس ووتش في مصر "هذه هي الحملة".
ظهر يوسف على الساحة بعد انتفاضة 2011. و يتابع برنامجه اكثر من 30 مليون مشاهد في منطقة الشرق الأوسط، وقد تم رفع دعوى ضد عدة مرات من قبل الأفراد. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يبحث فيها المدعي العام، طلعت عبد الله، واحدة من الشكاوى باتخاذ الإجراءات القانونية . و يعد هذا لفتة رمزية لاستعداد الرئيس الاسلامي محمد مرسي لاتخاذ موقف أكثر استبدادا ضد منتقديه.
ينتقد برنامج باسم يوسف كل من رجال الدين الأصوليين ومرسي وينظر اليه انه انتصارا لحرية التعبير في حقبة ما بعد مبارك. ولكن تم ضرب هذا الرؤية الوردية بتدخل المدعي العام. و قد أوضح يوسف اهميته في مقابلة مع صحيفة الغارديان في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال: "لا يمكنك منع الناس من مقاضاتنا، وسوف تكون نقطة التحول إذا تم تنشيط دعاوى قضائية من قبل النائب العام. "
في نهاية هذا الاسبوع، وصلت هذه اللحظة ورد عليها المعارضين للحكومة بشراسة. و قد غرد محمد البرادعي، زعيم ائتلاف المعارضة الرئيسية في مصر عبر تويتر " الجهود المثيرة للشفقة لخنق المعارضة وترويع وسائل الإعلام هي علامة على وجود نظام هش وعقلية القبو".
ركز يوسف نفسه بشكل مميز على الجانب المضيء من محنته، فقد وصل الى المحكمة في موكب هزلي ضخم يرتدي القبعة التي كان يرتديها مرسي في حفل أقيم في باكستان هذا الشهر. اثناء وجوده في الداخل، قال عبر تويتر: "ضباط الشرطة والمحامين في مكتب المدعي العام يريدون التقاط صور معي، ربما هذا هو السبب في أمر اعتقالي؟"
و رددت الحشود خارج المحكمة: "باسم، باسم" بعد اطلاق سراحه. وقالت مرايف "اعتقد انها مستهدفة، و مخطط لها، ومن الواضح أنها تأتي بعد بضعة كلمات لمرسي اعلن بها تهديدات واضحة للغاية". يوم الأحد الماضي، نشر مرسي عدة تغريدات وعد فيها باتخاذ التدابير اللازمة ضد شخصيات المعارضة الذين حرضوا ضد ما أسماه العنف والشغب.
يضاعف اعتقال يوسف قلق المعارضة المتباينة لأنه يأتي بعد يوم واحد من اعتقال تسعة من نشطاء المعارضة و اربعة محامين في الاسكندرية – و بعد أقل من أسبوع من اطلاق عبد الله دعوى قضائية ضد خمسة من النشطاء البارزين (بما في ذلك الأشقاء علاء عبد الفتاح و منى سيف) بتهمة التحريض على العنف ضد الإخوان المسلمين.
وأثار ذلك أيضا إمكانية فرض رقابة أوسع على وسائل الإعلام. لعدة أشهر، استدعي المدعي العام الصحفيين للاستجواب بتهمة التشهير الجنائي. ولكن لم يتم اتخاذ إجراءات قانونية ذات الصلة المنصوص عليها في الحركة بعد، وهذا هو السبب في تطورات هذا الأسبوع التي اثارت قلق المعارضة.
