قال بولنت أرينتش نائب رئيس الوزراء التركي ، إن دولت بهتشَلي رئيس حزب الحركة القومية التركي المعارض، قد ارتكب أكبر خطأ سياسي في حياته، في إشارة إلى تحريض الأخير للشعب في إحدى لقاءاته المباشرة مع الجماهير مؤخرا، للخروج على القانون، ولانتقاداته لمفاوضات السلام غير المباشرة التي تجريها الحكومة التركية مع منظمة "بي كا كا" الإرهابية .
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها أرينتش عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء التركي الاعتيادي، بقيادة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، ورد من خلالها على أسئلة الصحفيين.
وأضاف أرينتش أن "بهتشلي بما قاله في ذلك اللقاء، وكأنه يحرض الناس على ارتكاب جرائم، وهذا لا يمكن أن يكون شيئا سوى تحريض واضح وصريح للشعب للخروج على القانون"
يشار أن الجماهير في إحدى اللقاءات المفتوحة لبهتشَلي قد رددوا هتافات تدعو للعنف والقتل، رفضا منهم لمفاوضات السلام الجارية في البلاد، فما كان منه إلا أنه قال لهم إن "زمن هذا سيأتي في يوم من الأيام".
يذكر أن حزب الحركة القومية يعارض الحكومة التركية لإجرائها مفاوضات غير مباشرة مع عبد الله أوجلان زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية الذي وصفه مسؤول في الحزب في وقت سابق بال"المجرم المسئول عن مقتل 35 ألف مواطن برىء".
وأضاف أرينتش أن "عملية انسحاب عناصر المنظمة الإرهابية ستتم وفق نظام معين"، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة أردوغان سيأخذ الضمانات الكافية في هذا الشأن حتى لا تتكرر نفس الأحداث التي وقعت في العام 1999.
وأوضح أن "أن انسحاب تلك العناصر سيتم من خلال استيراتيجية ما ستتابعها الحكومة التركية بنفسها، وليس البرلمان" .
يذكر أن ثمة مفاوضات غير مباشرة ، تجري منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بين الحكومة التركية، وعبد الله أوجلان، بوساطة من حزب السلام والديمقراطية التركي المعارض (حزب كردي)، وبحضور ممثلين عن الاستخبارات التركية، بشأن الخطوط العريضة لإتفاق ينهي أعمال الارهاب التي أودت بحياة نحو 40 ألف شخص منذ العام 1984، وفي خطوة تهدف لاقناع عناصر المنظمة بالتخلي عن السلاح، وصولًا إلى حل المسألة الكردية، وتحقيق المزيد من الاستقرار في البلاد.
وفي إطار تلك المفاوضات قامت المنظمة الإرهابية، في وقت سابق الشهر الجاري، بإطلاق سراح 8 موظفين أتراك كانت قد احتجزتهم على مدار عامين، وذلك بناء على توجيهات من أوجلان، بحسب محللين ومراقبين وصفوا تلك الخطوة ببادرة حسن نية من أجل دفع محادثات السلام قدماً.
كما أن زعيم منظمة "بي كا كا" الارهابية، عبد الله أوجلان، قد دعا، قبل أيام، في رسالة له، عناصر المنظمة إلى إلقاء السلاح ومغادرة البلاد، موضحاً من خلالها أن المرحلة الراهنة، هي مرحلة الانتقال من ثورة السلاح إلى الديمقراطية، ومعترك العمل السياسي.
الاعتذار الإسرائيلي:
وبخصوص الاعتذار الذي قدمته إسرائيل لتركيا مؤخرا على اعتداء قواتها على السفينة التركية "مافي مرمره" في العام 2010، ذكر أرينتش أن ذلك الاعتذار يعد نجاحا كبيرا للسياسة الخارجية التركية، موضحا أن "إخلاص الحكومة التركية، وعزمها وثباتها على مواقفها، هى التي تسببت في ذلك النجاح الذي أحدث اصداء واسعة في العالم أجمع".
وكانت سفينة "مافي مرمرة"، التي انطلقت من تركيا إلى غزة عام 2010، بهدف كسر الحصار المفروض عليها، تعرضت لهجوم من جانب قوات إسرائيلية أسفر عن مقتل تسعة من النشطاء الأتراك، وأدى إلى توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل منذ ذلك التاريخ، وحتى قبول تركيا الاعتذار الذي تقدم به رئيس الحكومة التركية بنيامين نتنياهو، قبل ايام.