عقدت جامعة بني سويف برئاسة الدكتور أمين لطفي رئيس الجامعة ندوة هامة جدا بشأن توعية الشباب خاصة والشعب المصري بجميع طوائفه عامة حول تداعيات ثورة 25 يناير والأحداث الجارية والظروف التي تمر بها مصر وذلك بحضور السادة النواب وحاضر فيها كلا من اللواء دكتور أركان حرب محمد نجاتي أستاذ غير متفرغ بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ومركز الدراسات الإستراتيجية واللواء دكتور أركان حرب حمدي بخيت مستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا ورئيس كرسي إسرائيل بكلية الدفاع الوطني . افتتح رئيس الجامعة الندوة بالوقوف حدادا على أرواح الشهداء وأكد في كلمته أن الندوة هدفها هو التوعية حول تداعيات ثورة 25 يناير وعدم الزج بمصر في هذه الفترة الانتقالية الحرجة لأي صراعات داخلية أو خارجية والحفاظ على نسيجها القوي والمعروف على مر التاريخ وعدم تمكين الأعداء المتربصين بها من النيل منها أو تفتيتها لمصلحة أي قوى. وأضاف رئيس الجامعة أن المجلس يؤكد دائما تأييده الكبير والمستمر للثورة التي صنعها الشباب وأيدها الشعب وحماها الجيش وإدانة أي أحداث غير مقبولة . وأكد اللواء أركان حرب محمد نجاتي في محاضرته ان المصري هو المصري يفعل ما يريد عندما يريد وهو الذي صنع التاريخ منذ ثورة 1952 حتى ثورة 25 يناير 2011 ، الأولى كانت ثورة جيش أيدها الشعب والثانية كانت ثورة شباب أيدها الشعب وحماها الجيش وفي حرب 1956 كان الجيش والشعب يد واحدة حتى بعد نكسة 1967 وقف الشعب وراء الجيش في أصعب أوقاته وتحولت النكسة إلى نصر في أكتوبر 1973 والإرادة المصرية والفكر المصري صنع التاريخ، وبعد ثورة 25 يناير تم هدم النظام تماما وقفز من السفينة التي كان يديرها وتسلمها الجيش لإدارة الدفة حتى يصل بها إلى بر الأمان ، ولكن المليونيات والمطالب الفئوية والفوضى وتعجل الناس أربك الدولة ومع ذلك لم تتوانى القوات المسلحة عن عملها ، وظهرت إيجابيات الثورة في انتخابات أول مجلس شعب بشافية ثم مجلس الشورى وبعد ذلك ستتم انتخابات الرئاسة ثم الانتقال من الثورة إلى نظام سياسي له أهدافه وأسسه . وأضاف أيضا أنه لابد من إعادة تخطيط معالجة الأخطاء وعدم تعميم القضية الفردية وعدم تحويلها إلى رأي عام وعدم الانصياع وراء كل ما يضر بمصلحة مصر العليا والفترة القادمة دقيقة وهامة ، وأن هناك تيارات تحاول التدخل لإقصاء أهداف الثورة وكل من له مصلحة في عدم إستقرار مصر ، فلابد من أن يتكاتف الشعب مع الجيش للوصول إلى بر الأمان . وأكد اللواء أركان حرب حمدي بخيت في محاضرته أن الثورة قامت بعد فقدان الإرادة والثقة والتهميش للشعب من قبل النظام السابق خلال ثلاثون عاما وهدفه إلهاء الشعب في جميع مجالات الحياة في لقمة العيش والصحة والتعليم واللاأخلاقيات . وقامت إرادة الأزمة بالتغيير وعمل خطط مستقبلية لتحقيق الأهداف مع اتجاه كل إنسان إلى مجاله للنهوض بمصر ما بعد الثورة فالزارع إلى أرضه والعامل إلى مصنعه والطالب إلى محراب علمه ، ولابد من تطوير وزارة الداخلية لأن الهدف منها كان الأمن السياسي وحماية الطبقة الحاكمة أما الآن فيتجه هدفها لتحقيق الأمن الاجتماعي وهذا أفضل لارتباطه بالمجتمع ومسئولية الأمن مشتركة بين المواطن والشرطة على حد سواء في شكل جديد ، ويجب على الشباب بعد إظهاره للعالم بثورته أن يكون على درجة كبيرة من الوعي لأن نجاح الثورة سيكون مؤثرا في المنطقة كلها ، والهدف من الكثيرين المتربصين بمصر هو حرمانها من التغيير ، وشعب مصر له القدرة دائما على التغيير على مر التاريخ فهي دولة فاعلة أثرت في تحرير الدولة الأفريقية والحركات التحررية وهي مؤثرة في المنطقة ومحورية ، فحركة التجارة العالمية تمر بها عبر قناة السويس وأي جيوش في أي حرب في العالم كانت تمر عبر مصر وتسعى دول كثيرة إلى توطيد علاقتها بمصر لأن لها مصالح كثيرة معها. أما المساعدات الأمريكية لمصر تتم طبقا لاتفاقية كامب ديفيد للسلام وخسارة أمريكا من قطع هذه المساعدات أكبر من أي خسارة لمصر لأن لها مصالح بمصر وعدم تأثر مصر بقطع هذه المساعدات بالقدر الذي تمنى به أمريكا من خسارة ، ورفض تدخل منظمات المجتمع المدني في الشئون المصرية والتأكيد على أن شباب مصر الواعي رفض تدخل أمريكا في شئون مصر من خلال المساعدات ومنظمات المجتمع المدني ، وأمريكا سعت من قبل إلى تجزئة اليمن والسودان والعراق ولكن لم تستطع ذلك مع مصر لنسيجها القوي والعميق على مر التاريخ وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين بمصر لكسر الأمة عن طريق كسر الأمن والقوات المسلحة. وإنه لا ضرر من التعبير عن المطالب وحرية التعبير عن الرأي طالما أنه في إطار مصلحة مصر العليا وتستطيع مصر السير في الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها عن طريق وفاق وطني يجتمع على قلب رجل واحد عن طريق إرادة وطنية واعية والابتعاد عن سياسة الأنا والفئوية والمطالب الشخصية . الاهتمام بالدخل القومي والإنتاج والصادرات والواردات . الاهتمام بالحرية بمعناها الجميل التي تنتهي عند حرية الآخرين . عدم الانسياق وراء كل ما يؤدي بمصر إلى الدخول إلى منعطف الخطر وعدم الانزلاق في فوضى الاقتصاد وفوضى الأمن والاتجاه إلى مصلحة الوطن والحفاظ على كيانه. وفي الحوار الذي دار بين الشباب والسادة المحاضرين طرحت أسئلة حول مدى تأثير الثورة بالسلب على مصير اقتصادنا وكانت الإجابة أن مصر لم تتأثر إنما عدم الاستقرار وعدم وجود أمن يؤثر على الاستقرار وعلى النمو الاقتصادي . وفي سؤال حول عدم اهتمام المجلس العسكري بالسفن الإيرانية التي تمر محملة بالسلاح لسوريا وعدم إيقافها . أكد اللواء أركان حرب محمد نجاتي أن الدولة لها تعاهدانها واتفاقياتها التي لا تستطيع التنصل منها فقناة السويس معبر عالمي مباح لكل الدول طالما كان المرور سلميا وإلا تمت الإساءة لمصر بعدم احترامها لاتفاقياتها . وفي سؤال حول موقف مصر من اتفاقية كامب ديفيد إذا تغير موقف الولاياتالمتحدة من مصر وكذلك موقف إسرائيل . أجاب اللواء أركان حرب محمد نجاتي بأن اتفاقية كامب ديفيد للسلام جاءت نتيجة حرب 1973 وتحريك القضية سياسيا بعد إلحاق الهزيمة بإسرائيل وإسرائيل الآن في أضعف ظروفها نظرا لمشاكلها مع إيران وتركيا وليس أمامها إلا مصر فهي تسعى جاهدة للحفاظ على معاهدة السلام وأمريكا أيضا نظرا لما لها من مصالح في مصر . وسؤال حول مخالفة المجلس العسكري للجدول الزمني في تسليم السلطة لرئيس منتخب بعد ستة اشهر من بداية الثورة ولم يتم التسليم حتى الان . أجاب اللواء أركان حرب حمدي بخيت أن المجلس العسكري والقوات المسلحة هي جزء من هذا الشعب ، وكانت الخطة الزمنية مرتبطة بحالة الاستقرار فقد تم إطالة الجدول الزمني نحو تسليم السلطة نظرا لعدم الاستقرار فالقوات المسلحة لا تلعب سياسة ، إنما هي لحماية الشرعية وهي مع الثورة والشعب وهذا مذكور لها منذ بداية التاريخ.