قالت الاممالمتحدة وجماعة سورية معارضة ان الاممالمتحدة تأمل بافراج مقاتلي المعارضة السوريين عن 21 جنديا من قوات حفظ السلام يوم السبت خلال هدنة لمدة ساعتين اتفقت عليها القوات السورية وجماعات المعارضة بعد التخلي عن محاولة لاطلاق سراح هؤلاء الجنود يوم الجمعة. وقال هيرفيه لادسو رئيس عمليات حفظ السلام بالاممالمتحدة ان جنود حفظ السلام الفلبينيين محتجزون في بدرومات اربعة منازل في قرية الجملة قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلفة والتي تعرضت لقصف مكثف من جانب القوات السورية.
واحتجز مقاتلو لواء اليرموك يوم الاربعاء جنود حفظ السلام وهم جزء من قوة الاممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك والتي تتولى مراقبة خط لوقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل في مرتفعات الجولان منذ عام 1974.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان الطرفين المتحاربين في سوريا استهدفا وقفا لاطلاق النار في المنطقة فيما بين الساعة العاشرة صباحا والثانية عشرة ظهرا (من 0800 الى 1000 بتوقيت جرينتش) حتى يتسنى اطلاق سراح جنود حفظ السلام.
وقالت الاممالمتحدة ان ترتيبات اتخذت لتسليم هؤلاء الرجال امس الجمعة ولكن متحدثة باسم قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام قالت انه"نظرا لتأخر الوقت وحلول الظلام اعتبر ان الظروف غير مواتية لمواصلة العملية. ستتواصل الجهود غدا."
وقال أبو عصام تسيل من المكتب الإعلامي للواء (شهداء اليرموك) ان قافلة لنقل هؤلاء الرجال وصلت الى قرية تبعد نحو كيلومتر شرقي الجملة ولكنها لم تستطع التقدم اكثر من ذلك بسبب القصف المكثف من جانب الجيش السوري.
واحتجز جنود حفظ السلام في سوريا على بعد 1.6 كيلومتر من الخطوط التي تسيطر عليها اسرائيل. وكان لواء شهداء اليرموك قد قال انه سيسلم جنود حفظ السلام فور انسحاب القوات الحكومية من المنطقة الواقعة حول الجملة وتقف عمليات القصف.
وقال لادسو للصحفيين بعد اطلاع مجلس الامن الدولي على الوضع ان قرية الجملة" تتعرض لقصف مكثف من قبل القوات المسلحة السورية.
وحذر ايضا من انه فور اطلاق سراح جنود حفظ السلام"نتوقع بقوة الا يحدث عمل انتقامي من جانب القوات المسلحة السورية ضد القرية وسكانها المدنيين.
وقال بشير الجعفري سفير سوريا لدى الاممالمتحدة ان الجيش يستهدف مناطق تقع خارج الجملة قال ان مقاتلي المعارضة يتمركزون فيها وليس القرية نفسها.
وقال"نعرف بالتأكيد ما نفعله ونعرف مكان تواجد قوات حفظ السلام.
"القوات الحكومية السورية تفعل على وجه الدقة ما يتعين عليها فعله من اجل اعادة جنود حفظ السلام سالمين وضمان سلامة وامن سكان هذه القرى وجعل الجماعات الارهابية المسلحة تغادر المنطقة."
وقال تسيل ان ثلاث دبابات وعربتين عسكريتين تابعة للجيش السوري انسحبت من المنطقة الواقعة حول الجملة ولكن قوات الاسد مازالت منتشرة حولها وتقصف المنطقة.
وقال جنود حفظ السلام في عدة شرائط مصورة بثت يوم الخميس انهم يعاملون بشكل طيب من جانب المدنيين ومقاتلي المعارضة.
وقالت الأممالمتحدة إن حوالي 30 من مقاتلي المعارضة احتجزوا الجنود الفلبينيين لكن تسيل قال إنهم "ضيوف" لا رهائن وإنهم موجودون لدى المقاتلين حفاظا على سلامتهم.
ويسمح اتفاق توسطت فيه الأممالمتحدة عام 1974 لسوريا وإسرائيل بالاحتفاظ بعدد محدود من الدبابات والقوات على مسافة تبعد 20 كيلومترا عن خط وقف إطلاق النار.
وقال تسيل إن الجيش السوري تجاوز تلك الحدود وإن طائراته تقصف أهدافا للمعارضة تبعد 500 متر عن خط وقف إطلاق النار وهو امر قال انه كان من واجب قوات حفظ السلام منعه.
وجاء في تقرير للأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول أن مقاتلي كل من الجيش السوري والمعارضة منتشرون في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين القوات السورية والإسرائيلية وأن عمليات الجيش السوري "تؤثر سلبا" على عمليات قوة مراقبة فض الاشتباك .
وأشار التقرير إلى أحداث شملت انطلاق قصف من أراض سورية العام الماضي قائلا "أظهرت أحداث عبر خط وقف إطلاق النار في الآونة الأخيرة إمكانية تصاعد التوترات بين إسرائيل والجمهورية العربية السورية على نحو يعرض وقف إطلاق النار بين البلدين للخطر."
وقال دبلوماسيون ومصادر أمنية في يناير كانون الثاني الماضي إن إسرائيل قصفت قافلة أسلحة في سوريا ربما كانت في طريقها لحزب الله بلبنان. وقالت إسرائيل إنها لن تقف "مكتوفة اليدين " إذا امتد العنف إلى مرتفعات الجولان التي احتلتها عام 1967.
وقالت الاممالمتحدة في بيان ان سبعة من جنود حفظ السلام كانوا يتولون حراسة موقع في المنطقة الفاصلة انسحبوا الى القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام امس الجمعة "كاحتياط امني بعد سيطرة عناصر مسلحة من المعارضة على موقع قريب للجيش السوري."
ومن المرجح ان يثير هذا الاجراء مزيدا من الاسئلة بشأن مستقبل قوة حفظ السلام. واعلنت كرواتيا الاسبوع الماضي انها سحبت جنودهاالعاملين ضمن قوات حفظ السلام كخطوة وقائية بسبب القلق على سلامتهم بعد تقارير اخبارية قالت انه يجري ارسال اسلحة كرواتية الى مقاتلي المعارضة.