بعد نضال سنوات فى مواجهة الغلاء والخصخصة والإستبداد الذى فرضه نظام حسنى مبارك, وبعد أن تخيل الجميع إنتهاء عصر الفساد والغلاء وقهر العمال وإستعبادهم , وجد العمال أنفسهم فى بداية نضال جديد ضد نهضة مرسى التى شردتهم فى الشوارع ودفعتهم لتسريح أبنائهم بالمناديل فى الشوارع ليستطيعوا توفير قوت يومهم. حيث قال " مصطفى -59 عام " ، أحد العمال الذين تم تسريحهم من شركة إنكوباب بعد هروب رجل الأعمال الذى يتولى إدارة مصانعها ,بعدها تغيرت حياته بشكل كلى وإضطر إلى تطليق زوجته لعدم قدرته على توفير مطالب الأسرة ,وإضطر عمال أخرين لتسريح أبنائهم بمناديل فى الشوارع .
ويوضح مصطفى أنهم إتبعوا كل الطرق القانونية والإحتجاجية للمطالبة بإعادة تشغيل المصنع من جديد,وتقدموا باكثر من شكوى لوزارة القوى العاملة التى أحالت ملف الشركة اكثر من مرة الى النائب العام؛ لتمكين العمال من ادارة الشركة وتشغيل المصانع ذاتيا، لافتًا الى أن النائب العام أصدر قرارا بتعيين مفوض لادارة الشركة، والى الآن لم يتم تنفيذها، موضحًا انهم استنفذوا جميع محاولاتهم، وتوجهوا الى جميع الجهات المعنية الا ان جميع محاولاتهم فشلت بسبب تجاهل الحكومة لهم.
"وتعد مشكلة عمال ميناء العين السخنة المعتصمين بسبب فسخ عقد شركة موانئ دبى مع شركة بلاتنييوم, من أبرز المشاكل التى تشهدها الساحة العمالية الأن ,خاصة بعد فشل قيادات الجيش الثالث فى حل المشكلة والتوصل لإتفاق مع العمال الذين أصروا على تنفيذ مطالبهم بالتعيين فى الشركة الرئيسية وهى شركة مؤانى دبى التى تدير ميناء العين السخنة."
حيث يقول شوقى عبدالمولى أحد عمال شركة بلاتنيوم بالسويس والمعتمصين داخل ميناء العين السخنة منذ إسبوعين أن مطلبهم الوحيد هو تعيينهم على شركة موانئ دبي، والتي فسخت عقدها مع شركة الخدمات البترولية "بلاتينيوم" لتستبدلها بشركات خدمات جديدة وبعمالة جديدة، الأمر الذي يؤدي إلى تشريد 1200 عامل بعد استمرارهم بالعمل داخل موانئ دبي لمدة تزيد على 8 سنوات.
ويضيف أنه من الإهانة تسريحهم وإستبهدالهم بعمالة أجنبية على أرض مصر بعد أن قضوا عمرهم خدمة فى الميناء مشيرا إلا أنهم سيضطرون للتصعيد فى حالة عدم الوصول لحل ,بعد أن فشلت محاولات قيادات الجيش الثالث الميدانى فى حل المشكلة مؤكدا انهم لن يرضوا بغير التعييين على شركة موانئ دبى.
"تثبيت العمالة المؤقتة من أبرز مشاكل العمال فى مصر فى عهد مرسى ,فالنهضة أدت إلى فصل وتشريد أكثر من 12 ألف عامل وغلق 4500 عن طريق حالات الإغلاق الكلى، أو حالات الإغلاق الجزئى التى تعنى أن توقف الإدارة خطوط إنتاج بعينها داخل المصانع، أو عن طريق عمليات تخفيض الورادى داخل المصنع الواحد وتخفيض العمالة دون اللجوء إلى الإغلاق وذلك وفقا لإحصائيات مؤتمر عمال مصر ."
حيث يقول أحمد عبدالرحمن أحد عمال شركة صب سى للخدمات بميناء سوميد بفرعى السويس أن مطالبهم هى تثبيت العمالة المؤقتة بالشركة وتعيينها بالإضافة إلى عودة العمال المفصولين والذين تم تشريدهم,وحالهم مثل حال الكثير من العمال فى شركات أخرى مثل شركة بتروتريد للمطالبة بعودة العمال المفصولين أيضا .
وعن مشكلات العمال يقول زياد بكرى ,أحد محامى المركز المصرى أن المشكلة الرئيسية للعمال فى مختلف الشركات وخاصة الشركات التى تدير المؤانى هو وجود شركة رئيسية تدير الميناء بشكل ظاهرى إلا أنها تتعاقد مع شركات خدمات تقوم بالإدارة الفعلية وتتعاقد مع العمال للعمل فيها ,وبعد إنتهاء مدة العقد يتم التعاقد مع شركة خدمات جديدة بعمالها مما يتسبب فى تسريح العمالة القديمة والأصلية مما يؤدى إلى ضياع حقوق العمال.
وأضاف أن ما يزيد من خطورة الأمر قيام قوات الجيش خاصة فى الشركات التى تقع فى المحافظات الحدودية بالتدخل بالقوة لفض إعتصام العمل ,وهو ما يؤدى إلى تعرض العمال للمحاكمات العسكرية ,كما حدث قبل ذلك مع عمال سكر سوميد بعد الثورة ,حيث تم تقدسم خمسة منهم للمحاكمة العسكرية,مشيرا إلى أنه حتى الأن لم يتدخل الجيش بالقوة مع الإعتصامات الحالية لأن الوضع العام فى مصر لا يحتاج لمزيد من المصادمات.
أشار أن مشكلة هروب رجال الأعمال الأجانب وإغلاق الشركات والمصانع التى كانوا يتولوا إدارتها من أهم المشكلات التى تؤدى إلى تشريد وتسريح العمال ,خاصة مع تقاعس الحكومة ووزارة القوى العاملة عن تشغيل هذه المصانع بقوة العمال ولصالح الدولة .
وطالب بكرى بضرورة تعديل الإطار التشريعى الذى ينظم العمل لدى الشركات الأجنبية ,ووضع قانون يمنع تسريح عمال القطاع الخاص أو من يعملون فى الإستثمارت الأجنبية.
