بعد ساعات قليلة من اختطاف السائحتين الأمريكيتين بوسط سيناء، يوم الجمعة الماضى، نجحت المفاوضات مع الخاطفين فى الإفراج عنهما، ورغم انتهاء الأزمة رسميا، إلا أن ملفها مازال مفتوحا، فالأسباب التى دفعت عدداً من أبناء قبيلة «الجرارشة» فى سيناء ، إلى خطف السائحتين ومرشدهما المصرى، لاتزال مستمرة، ومطالب الخاطفين الخاصة بالإفراج عن أربعة من أبناء القبيلة على ذمة قضية السطو على شركة صرافة فى شرم الشيخ، لم يتم الاستجابة لها، وهو ما يهدد بتكرار عملية الاختطاف. بدأت أزمة اختطاف السائحتين الأمريكيتين، باعتراض 8 من أفراد القبيلة، طريق أتوبيس سياحى خاص بشركة «ترافلرز ايجيبت»، أثناء سيره فى طريق وادى سعال متجها إلى القاهرة، فى صباح يوم الجمعة الماضى، واستخدم 4 من الخاطفين سيارة جيب، والآخرون استقلوا سيارة نصف نقل، تحمل مدفع «آر بى جيه»، واستولى الخاطفون على تليفونات جميع ركاب الأتوبيس، البالغ عددهم 25 فردا، ثم طلبوا من الجميع مغادرة الأتوبيس، واختاروا السائحتين الامريكيتين، باتى سبرانزا، 60 عاما، ونورما كامبا، 58عاما، والمرشد السياحى المرافق للمجموعة. الغريب أن الاتوبيس كان يرافقه أمين شرطة بحوزته سلاح آلى لتأمينه، إلا أنه فضل عدم التعامل مع المتهمين نهائيا، ثم طلب الملثمون من سائق الأتوبيس عدم التحرك لفترة، وتغيير مساره إلى منطقة سانت كاترين، وهددوا السائق بتفجير الأتوبيس فى حالة عدم تنفيذ التعليمات، واصطحبوا معهم السائحتين إلى المنطقة الجبلية. وبالفعل، عاد الاتوبيس السياحى إلى قرية «مورجن لاند» بمدينة سانت كاترين، وأجرى السائق اتصالا بمكتب الأمن القومى وشرطة السياحة فى المدينة، ومديرية أمن جنوبسيناء، لينتقل إلى القرية كل من محافظ جنوبسيناء ومدير الأمن، اللذين سارا فى إجراءات التحقيق العادية فى الواقعة، بينما أجرى صاحب شركة السياحة المختطف منها الرهائن، اتصالا بكل من عتيق المزينى وعمرو خضيرى وماضى الجرارشى وفرج محمود وأحمد أبو راشد، مشايخ قبائل الجبلية والمزاينة فى وادى سعال، وبالفعل تم التعرف على المكان الذى توجد به السائحتان، وتحديد هوية صاحب المنزل، الذى وافق على تسليمهما فور معرفته بتدخل باقى القبائل، وبالفعل تم إعادة السائحتين ومرشدهما السياحى إلى سانت كاترين فى الساعة السابعة مساء. وفى تصريحات خاصة ل «الفجر» أكدت السائحتان أنهما تلقيتا معاملة جيدة من الخاطفين، الذين قدموا لهما طعاما ومياها معدنية، ونظموا لهما رحلة سفارى فى الجبال، وأضافتا أن البدو عرضوا عليهما مبالغ مالية، للتأكيد على أن المال ليس هو سبب الاختطاف، وإنما الإفراج عن سجناء تم القبض عليهم بمعرفة الداخلية، وهم على قناعة من براءتهم. ورغم انتهاء الحادث بالنسبة للقيادات الأمنية فى المحافظة، فور تحرير محضر بالواقعة، إلا أنه لم ينته بين قبائل البدو، التى عقد مشايخها جلسة عرفية مؤخرا، انتهت بتوقيع غرامات مالية كبيرة على الخاطفين، بالإضافة إلى إلزام قبيلتهم بدفع 500 جمل، لأن حدودها ومنطقة نفوذها فى وادى الطور ووادى فيران المؤدى إلى سانت كاترين، تم قطعها من جانب رجال القبيلة منذ شهرين، بسبب مطالبهم المتكررة بالإفراج عن السجناء، رغم أهمية الطريق، وهو ما تسبب فى إلغاء عدد كبير من الحجوزات السياحية، التى أثرت سلبا على مصادر الدخل لأبناء القبائل الأخرى، العاملين فى مجال السياحة.