سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفقى:شواهد تؤكد أن الساعة إقتربت..حادث المحلة،ظهور"كفاية"،عودة البرادعى الفقى:مبارك كان يتصرف كأن أمامه أبد الضهر..لا يعرف قيمة الوقت،لديه إحساس بالثقة المُفرطة
الفقى: بُطء النظام فى فهم ما يجرى وإستعابه للموقف هو الذى أدى للتداعيات للإطاحة به فى أقصر مدة ممكنة فى تاريخ النظم العربية. يستطرد الدكتور مصطفى الفقى كلامه عن سنوات الفرص الضائعة فى ال 30 سنه الماضية، وذكرياته مع نظام مبارك ، مُحللا وشاهداً على العصر بشاهدة للتاريخ والأجيال القادمة، مع تحليلاته الشخصية بخبرته وحنكته وخضرمته السياسية والدبلوماسية يقول.. "إننى عندما أتأمل الأن وأعمل "فلاش باك" وأرى السنوات ال 30 الماضية، أجد أن ذورة المأساة لهذا النظام تجسدت فى أيام التعامل مع ثورة الشباب الثورة الشعبية المصرية فى يناير 2011 ، وأن ال 18 يوم تلك جسدت تماماً كل مساوئ النظام مُركزة. النظام علاقته بالزمن وتأخره المعتاد، وكنا نشعر دائما أن مبارك يتصرف كأن أمامه أبد الضهر، لا يعرف قيمة الوقت المناسب للقرار المناسب ،مشكلة تاريخية عنده يبدو فيها مثل الشعوب الآسيوية التى تشعر أنها ليست فى عجلة من أمرها وتريد أن تأخذ وقتها، فى الحكم والسلطة القضية مختلفة . ولذلك فى ال 18 يوم أضاع أيضاً فرصاً جديدة ، فهو كان أستاذ إضاعة الفرص نتيجة العناد الذى يقول أنه "واخد دكتواره فيه" نتيجة عدم الإحساس بالتوقيت المناسب للعمل المناسب. أنا أتذكر أن الشباب النقى يوم ما طلع يوم 25 يناير ، قبلها باسبوع كان هناك تهوين كامل من تلك المظاهرة، قالوا سوف يخرج لها 500 واحد فى ميدان التحرير وهنروحهم. كان عندى وفد أجنبى فى مجلس الشورى ومعى الدكتور "عمرو سلامة" وكنت رئيس الجلسة والدكتور سلامة رئيس لجنة، والدكتور محمد عبدالله وآخرون، الوفد الأجنبى كانوا بيسألوا ماذا سوف يحدث غداَ؟ الحقيقة كان لدينا إحساس بالتهوين كأى مظاهرة كانت تحدث. بينما من يأخذ باله من أن حادث المحلة كان محطة لم نأخذ بالنا منها، ظهور جماعة كفاية كان محطة لم نتنبه لها، عودة البرادعى كان محطة لم نعطها قدرها، يعنى كان فى شواهد تؤكد أن الساعة إقتربت. يوم 27 دعانى الإعلامى الصديق خيرى رمضان إلى حديث فى التليفزيون المصرى، وشعرت أن واجبى يُحتم على أن أكون متحلياً بالشجاعة الحقيقية للحظة، فوجهت حديثى لمبارك وقلت له "عليك سيدى الرئيس أن تغيير الحكومة فوراً، وأن تحل البرلمان المعيب، وأن تبدأ مسيرة إصلاح فيها إلتزامات بجدول زمنى، وأن يتم ذلك قبل صلاة الجمعة وإلا فإن العواقب وخيمة، طبعاً لم يسترح النظام لذلك ولا وزير الإعلام فى ذلك الوقت، وكانت الحقلة على الهواء وخرجت الطلقة". ويضيف الدكتور مصطفى الفقى قائلاً.."كانت مطالب الشباب فى البداية ليست بهذا الإتساع الذى جرى فيما بعد، وكانوا يطالبون بإقالة وزير الداخلية، تغيير الحكومة..ولكن بُطء النظام فى فهم مايجرى وإستعابه للموقف هو الذى أدى للتداعيات للإطاحة به فى أقصر مدة ممكنة ربما فى تاريخ النظم العربية كلها من خلال ثورة شعبية، لماذا لأن النظام لديه إحساس بالثقة المفرطة، أن الأداة الأمنية هى كل شئ..العمل السياسى ليس مطلوباً.. طالما وزارة الداخلية بتقول تمام، وأن هؤلاء شوية أولاد وهنفض إعتصامهم ويبقى هذا صحيحن لم يستوعب وضع النظام المترهل الذى دخل مرحلة الشيخوخة منذ سنوات وأن هذه المرة لن تكون مثل سابقتها".