مشهد الآذان داخل جلسات البرلمان دليل على التمسك بالاسلام المظهرى ومحاولة لاثبات الوجود . على مصر ان تستثمر مكانتها لتكوين كتلة مع تركيا وايران لسد الفراغ السياسى . ابتعدنا كثيرا عن مطالب الثورة والشعب المصرى تأثر بلغة الخطاب الدينى لظروفه الصعبة . تَخَلُص الاخوان من شخصية "السجين المطُارَد" سيحتاج الى وقت . يجب ان يُنظر الى المرأة ككيان انسانى. أدعو الى ثورة مستمرة على الموروث الثقافى . المفكر والفيلسوف الاسلامى الدكتور حسن حنفى قال امس للكاتب الصحفى والاعلامى الكبير عادل حموده فى برنامج (معكم ) الذى يذاع على شاشة سى بى سى تعليقا على حادثة الآذان أثناء انعقاد البرلمان أن هذا المشهد يدل على التمسك بالاسلام المظهرى وقال أن تاريخ الجماعات الدينية يجعلنا نلتمس اليهم العذر لأنهم يريدون أن يعلنوا عن انفسهم بعد سنوات من القمع والحظر وقال ان الجميع فى حاجة الى وقت لحدوث التغيير . ولم ينف الدكتور حسن حنفى أن التيارات الأخرى لديها بما اسماه أزمة الظهور ايضا بحسب قوله وكلٌ يسعى لاظهار نفسه وحذر من استمرار هذه الظاهرة أو ان تتطور الى صراع سلطة بدلاً من صراع على المقاعد ودعا الجميع الى الحوار . وأوضح المفكر الكبير أن دولة الخلافة كانت دائما الأمل والقيمة الروحية عند الناس والملاذ حيث كانت تدافع استقلال الشعوب الاسلامية وهذا ما جعل لتركيا المكانة فى العالم الاسلامى الآن وقال أن على مصر ان تستثمر مكانتها لتكون كتلة مع تركيا وايران لسد الفراغ السياسى وتكوين جبهة اخرى فى وجه الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل. وأكد الدكتور حسن حنفى ان الثقافة الدينية لدى المصريين تغلبت على الثقافة السياسية وأن الشعب يجد الخلاص فى اختيارالتيار الاسلامى لظروفه الصعبة ولتأثره بلغة الخطاب الدينى واعتبر هذا تحدياً للتيارات الاخرى التى يجب عليها أن تمزج بين الاسلام والأفكار السياسية المختلفة على حد تعبيره وقال أننا ابتعدنا كثيراً عن مطالب الثورة بهذا الخلاف. وانتقد الحكم على الاخوان من خلال فترة تاريخية واحدة قائلاً انه يجب علينا الصبر لكى يتخلص الاخوان من شخصية السجين المطارد الى شخصية المواطن وكذلك لتتخلص الذاكرة المصرية من الصورة التقليدية للاخوان ونصح الاخوان بالتحول من فكر تجريمى الى فكر نقدى والتركيز فى قضايا رئيسية وليست فرعية وطالبهم بتطوير أنفسهم والاقتداء بنماذج اسلامية متطورة كما فى تركيا وقال أن مبادىء الاسلام لا تتغير لكننا نفتقد الى تطوير ثقافتنا . وتحدث الدكتور حسن حنفى عن المرأة ودورها الذى تم تهميشه بعد ثورة ينايرو قال ان هذا نتاج موروث ثقافى قديم يجب ان يتغير وأن يتم النظر الى المرأة ككيان انسانى والآ ستظل المشكلة قائمة وحذر من تقسيم المجتمع الى فئات وطوائف لان هذا سيؤدى الى تفتيته . وأرجع ذلك الى مخططات غربية لتقسيم الوطن العربى وذكر امثلة كثيرة بما حدث فى السودان وسوريا وليبيا واليمن ووصف ما يحاك لنا بالقنابل الموقوتة وقال اننا لسنا على علم بمكامن قوتنا بكل اسف بينما يعلم الغرب مكامن الضعف فينا . واختتم الدكتور حسن حنفى حديثه بانه يسعى الى ثورة مستمرة وأوضح أنها ثورة على الموروث الثقافى وتطور ثقافى مستمر وربط العلوم الدنيوية بالعلوم الدينية فى اطار التطور الحضارى الطبيعى للحياة ودعا الجميع الى التمسك بالأمل فى ظل هذه الظروف الصعبة الحالية ومشاركة الجميع من علماء ومثقفين واعلاميين فى المرحلة الحالية .