شهدت أرجاء المعمورة شللاً تاماً من الشرق للغرب من خلال مسيرتين حاشدتين أعادت أجواء الثورة للمدينة الثائرة نتيجة الغضب الشعبى الذى أدى إلى تراجع الأجهزة الأمنية ، نظراً لإن الثورة فكرة والفكرة لاتموت حتى بالرصاص فرض ثوار الثغر حظر التجوال على الأمن فى عصيانهم المدنى الإجبارى تحسباً لدخولهم فى إصطدام مع القبضة الأمنية الغاشمه ، حيث إستحضر جموع المتظاهرين اليوم ابان جمعة الغضب يوم الثامن والعشرين من يناير 2011 الذى فقدت خلاله المدينة ثلاثة وثمانون شهيداً وعقب مرور عامين على ثورة 25 يناير المجيدة إسترجع نشطاء الإسكندرية المسيسين تلك اللحظات ليحى ذكرى هؤلاء وتقديم هذا اليوم لحياتهم ، مطالبين بمطالب موحدة " عيش حرية عدالة إجتماعية كرامة إنسانية " . حيث أكدت مصادرنا ان عدد من المصالح الحكومية بالإسكندرية قامت عقب ظهر يوم الإثنين خروج العاملين فى غير المواعيد الرسميه تحسبا لغلق مدينة الإسكندرية اليوم نتيجة الدعوات التى اطلقتها القوى الوطنية والسياسية بالاسكندرية . رغم تقلب الحاله الجوية تحدى الثوار برودة الجو فعند عقارب الثالثة عصراً ، إنطلقت ساعة الصفر للمسيرتين : الأولى من شرق المدينة ب(فيكتوريا) والمسيرة الثانية من وسط وغرب الإسكندرية بمنطقة (القائد ابراهيم) . حيث أغلقت المسيرتين عند دقات الرابعة طرقات الإسكندرية الرئيسية وأصيبت المدينة بشلل جزئى ، فمسيره القائد ابراهيم أغلقت الجانب الأيمن من طريق الجيش " كورنيش الإسكندرية سابقاً " جزئياً ، بينما مسيرة فيكتوريا أغلقت شارع أبو قير ، ثم اتجه الالاف من المتظاهرين إلى محطة سكك حديد سيدى جابر لإشعال النيران في عدد من الإطارات على القضبان ، هذا وبالإضافة إلى وضع الحواجز الخشبية على القضبان لمنع مرور القطارات المتجهه نحو القاهرة ، قام أخرين بإشعال عدة إطارات فى نهر طريق أبو قير الذى افترشه عدد من المتظاهرين لمنع مرور السيارات وعند دقات السادسة مساءً تحول الشلل المروى من جزئى إلى كلى حتى العاشرة ليلاً من كل محاور اسكندريه تماما من (خطوط السكك الحديد الخارجيه والداخليه - شارع ابوقير - الترام - الكورنيش) وتم السماح فقط لسيارات الإسعاف عقب تفتيشها عن بعد . رفع المتظاهرين أعلام مصرية طوال المسيرات وحتى أثناء غلق المدينة ، مرددين هتافات مناوئه لمرسى وحكومة قنديل وجماعة الإخوان المسلمين منها " يا تجار الدين مكانكم فى الزنازين ، ، يعني إيه دستور إخوان.. يعني مشانق في الميدان.. يعني مصر زي إيران ، قبل الثورة كان يا ما كان.. كل المعتقلين كانوا إخوان ، الثوار أهم الخرفان فين ، نازلين من بيوتنا ناويين على موتنا ، الشعب يريد إسقاط الرئيس ، يسقط يسقط حكم المرشد ، ما تعبناش ما زهقناش.. ثورة كاملة يا إما بلاش ، يا شهيد نام و ارتاح و احنا نكمل الكفاح" ، "الثورة مستمرة ومصر بلدنا هتبقى حرة " "يالى فاكرها زى زمان الثورة لسة فى الميدان"، "يا نموت زيهم يانجيب حقهم" ، "متعبناش متعبناش .. الحرية مش ببلاش ، إرحل " . قام العشرات بحرق نسخ من الدستور المصرى ، مشيرين إلى عدم إعترافهم بما قيل دستورهم ، وليس دستور المصريين " . من جانبه ، نفى الناشط السياسى " محمد حسنى " أحد الداعيين ومنظمى مسيرات اليوم ، فى تصريح خاص " بوابة الفجر " ، إن هذا اليوم بمثابة إحياء ذكرى شهداء جمعة الغضب مشيراً إلى ان الثورة مستمرة حتى تحقيق أهدافها ومبادئها ضد السلطه مهما كانت ، مشيراً إلى ان رسالة اليوم كانت واضحه للسلطه على ضرب الطريق مكملين ضد استبداد السلطه وضد قراراتها . لفت " محمد حسنى " إلى ان هذا الإجراء التصعيدى كنوع من انواع التصيعد الذى ستشهدة البلاد طالما السلطه غير راضيه ان تستمع لنا ، قام بتوجيه رساله مفادها " السلطه غالقه أذانها فمكان هذا الطبيعى فيكون اسفل اقدام الشعوب " . أنهى تصريحة للفجر قائلاً عن الشهداء " الشهداء لم يرتاحوا ولم يسعدوا فى قبورهم نظراً لعدم تحقيق ما ضحوا بأرواحهم من أجله وهى أهداف ومبادىء الثورة " . أعرب الناشط السياسى " محمد عبده " أحد المنظمين ، ومنسق التيار الشعبى المصرى بالإسكندرية فى تصريح خاص ل" بوابة الفجر " عن سعادته التى أرتطأها على وجوه المتظاهرين خلال مسيرات اليوم التى تضافر خلالها كل الطوائف السياسية ، معلنين رفضهم للأحداث التى تشهدها البلاد ، وقال لنعلن جمياً كامل تضامنا مع شهداء بورسعيد والسويس وغيرهم من المحافظات " . عقب سؤالنا عما يدور فى أذهان عدد من المواطنين من خلال وقف الطرق ووسائل التنقلات المختلفة قال " ما حدث اليوم تعبير سلمى للإعتراض وعودة جميع المتظاهرين الى منازلهم سالمين هذا دليل كافى وقطعى على سلمية التظاهر . أضاف " على إستمرار الامن لفض المظاهرات كان السبب الرئيسى والوحيد فى وجود ما يسمى " الطرف الثالث " والتخريب الذى أدى إلى إستباحة دماء المتظاهرين الشرفاء من هذا الوطن " . أشار " عبده " انه اليوم الاول الذى تشهده المحافظة من فاعليات مختلفة شهدت خلاله قطع القطار وطريق أبو قير الرئيسى لمرور السيارات هذا بالإضافة إلى قطع خطوط الترام والبحر وكل هذا ولم يحدث من قبل فى شوارع الاسكندرية كل هذا التصيد ولم يحدث حالة اصابة واحدة " . عن إنتقادات جماعة الإخوان عن ان التيار الشعبى وخصيصاً منسق التيار بالإسكندرية السبب وراء أحداث تصعيدية تنذر بتخريب البلاد قال " إن اليوم دليل قاطع بوجود جميع الفصائل السياسية وعلى رئاسهم التيار الشعبى ولم تحدث اى نوع من انواع العنف ولا التخريب ولا التكسير " . أشار ، إلى ان وجود الاخوان والشرطة بيحدث تصادم بين المتظاهرين والشرطة وأتباعها من بلطجية فضلا عن عناصر جماعة الإخوان المسلمين وذراعهم السياسى حزب الحرية والعدالة بينتج عنها اصابات وشهداء ، مشيراً إلى ان الطرف الثالث اختفى اليوم نهائيا من الإسكندرية وجميع المتظاهرين عادوا سالمين إلى منازلهم " . شدد " منسق التيار الشعبى بالإسكندرية " على إصراره فى التظاهر السلمى من خلال التنسيق مع باقى القوى الوطنية والسياسية لحين تحقيق اهداف ومبادىء ثورة 25 يناير المجيدة ، هذا وبالاضافة الى حق شهداء 25 يناير وأحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجزرة بورسعيد واحداث السويس وبورسعيد " . معرباً عن أسفه تجاه وجود حكومة لم تشعر الموطنينن بوجودها ولا فى اى بوادر لتحقيق المطالب او تقدم للامام حتى ولو خطوة واحدة ، فنحن مكملين فى الميدان حتى تحقيق تلك الأهداف ولا رجوع عنها " .