تظاهر عشرات الناشطين الكويتيين أمس الاثنين بشكل غير مسبوق أمام قاعة محكمة كانت تتم فيها محاكمة القيادي في المعارضة والنائب السابق مسلم البراك بتهمة إهانة أمير البلاد. وهتف الناشطون الذين منعوا من الدخول إلى قاعة المحكمة الصغيرة في قصر العدل وسط العاصمة الكويتية، «اسجنونا مكان مسلم البراك» و «يا مسلم يا ضمير الشعب كله».
وهي المرة الأولى التي يتم فيها التظاهر داخل قصر العدل في الكويت، إلا أن الشرطة لم تتدخل ولم يتم تسجيل أي احتكاكات. وتتم محاكمة البراك بتهمة إهانة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح في كلمة ألقاها خلال تجمع عام في 15 أكتوبر.
وعند خروج البراك من القاعة، حمله الناشطون على الأكتاف واستمروا بالهتاف. وقال النائب السابق في خطاب ألقاه في مناصريه أمام قصر العدل «باسمكم وباسم الأمة نقول إن هذا الحراك مستمر. إن السجون وعصيكم وقنابلكم (الغازية) لن تثنينا».
وأضاف «نحن لسنا ضد النظام بل ضد الفساد.. أنها حرب على الفساد والفاسدين الذين يحاولون سرقة مستقبل الكويت». وخلص إلى القول «آن الأوان لهذا الشعب أن يدير شؤونه بنفسه من خلال الحكومة المنتخبة». وقال أحد أعضاء فريق دفاع البراك المؤلف من أربعين محاميا، إنه تم تأجيل المحاكمة إلى 11 فبراير للاستماع إلى رد الدفاع.
ويواجه البراك إمكانية الحكم عليه بالسجن حتى خمس سنوات إذا ما تمت إدانته. وكان البراك أوقف لمدة خمسة أيام في أكتوبر وأفرج عنه بكفالة قدرها 35500 دولار، كما منع من السفر. ويفترض أن تصدر المحكمة أحكامها بحق ثلاثة نواب معارضين سابقين آخرين يواجهون تهما مماثلة في الخامس من فبراير. وكانت المحكمة حكمت على مغردين اثنين بالسجن سنتين بتهمة المس بذات الأمير، ويواجه العشرات من المغردين تهما مماثلة. وتخوض المعارضة التي قاطعت الانتخابات الأخيرة، مواجهة محتدمة مع الحكومة للمطالبة بإلغاء تعديل أدخله الأمير على قانون الانتخابات ولحل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات جديدة على أساس القانون القديم. وتطالب المعارضة أيضاً بإصلاحات سياسية جذرية كأن يكون هناك «حكومة منتخبة»، مع الإبقاء على حكم آل الصباح.
