في أولي الحلقات الخاصة التي تناقش أحداث أسبوع ذكري ثورة 25 يناير، أستضاف برنامج "جملة مفيدة" الذي تقدّمه الإعلامية منى الشاذلي على "MBC مصر" الناشط السياسي وائل غنيم أمس، الذي وجه خلال الحلقة العديد من الرسائل وتحدث بصراحة كبيرة حول توقعاته للأيام المقبلة. وقبل استضافته طرحت الإعلامية منى الشاذلي عددا من الأسئلة المغلقة التي تحتاج إلى إجابة، خلال حلقة "جملة مفيدة"، وهي: هل نحن أفضل حالا عما كنا قبل الثورة أم أسوأ أم الأمور تسير كما هي؟، وهل صحيح أن ثورة يناير غيرت نظاما سياسيا، ولكن هل أتت بسلطة لمصر أقل ديكتاتورية وتعسفا وخيلاء وتكبر من السلطة السابقة أم لا؟، وهل أهدتنا ثورة يناير نظاما يمكن أن يغير في البلد؟، وهل السلطة الآن تنظر باستعلاء أم بتواضع للدولة والناس والسياسة والشعب؟، وهل هذه السلطة تتمهل للوصول لصيغة محترمة في إدارة هذه الدولة، أم أنها سلطة هرولت لصياغة دستور انسحب منه أغلب طوائف الشعب؟، وحينما قتل أبناء الوطن أمام قصر السلطة، قصر الاتحادية، هل اعتذرت السلطة عن ذلك؟.. هل قالت لمن قتلوا من الإخوان وغيرهم نحن مسئولون عن هذه الدماء بما أننا أصدرنا إعلانا دستوريا قتلتم من أجله أم لا؟ ودعا البرنامج جمهوره للإجابة عن هذه الأسئلة والمشاركة بالرأي مع "جملة مفيدة".
ومن جانبه فقد كشف وائل غنيم عن سر تأييده للرئيس محمد مرسي خلال جولة انتخابات الإعادة، ومشاركته في مؤتمر "فيرمونت" المؤيد لمرسي فور العلم بنتيجة الانتخابات، وكشف أيضا عن أكثر الاتهامات التي واجهته بعد الثورة.
هذه الاتهامات كان أبرزها أنه عميل، وماسوني، ورد عليها مفسرا لماذا يتم إطلاقها عليه منذ أن ظهر على الحياة السياسية فجأة قبل أيام من ثورة 25 يناير.
وأكد غنيم أنه سينزل إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير في الذكرى الثانية للثورة، مشيرا إلى أن له مطالب محددة من النظام الحالي، ولن ينزل للاحتفال أو المطالبة بإسقاط الرئيس.
واستضافة غنيم هي الحلقة الأولى من سلسلة حوارات خصصها برنامج "جملة مفيدة" بمناسبة الذكرى الثانية للثورة، وعلى مدار الأسبوع ستستضيف منى الشاذلي كلا من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والدكتور علاء الأسواني، والدكتور أكرم الشاعر، والإعلامي حسين عبد الغني.
وقال غنيم: "لن أنزل للاحتفال أو إسقاط رئيس منتخب، لأن الدكتور مرسي في النهاية هو رئيس شرعي منتخب، وإسقاطه لا تعني بالضرورة استمرار الذي يأتي بعده، فما الضمانة أن تأتي مظاهرات بعد تعيين غيره وتطالب بتغييره هو الآخر، ولكن نزولي في الأساس لحماية الصندوق من التزوير".
وأضاف: "لاحظنا في مرحلة ما بعد الإعلان الدستوري أن هناك نوع من الاستقواء والإقصاء تمارسه مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة –وهذه قراءتي- وكان ذلك واضحا من طريقة عرض الدستور على الناس، لذلك من المهم أن نرسل رسالة مفادها أنهم ليس وحدهم من "يمشي" البلد، ولكن هناك من هو غير راض عن ذلك".
محاسبة قتلة شهداء 25 يناير وما بعدها من أحداث من الأسباب أيضا التي ستدفع وائل غنيم للمشاركة، إضافة إلى الممارسات الخاطئة التي حدثت خلال فترة حكم الرئيس والتي منها تعيين النائب العام طلعت إبراهيم بطريقة غير قانونية.
كما سيدعو غنيم خلال مشاركته بتقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين التي قال عنها: "لا يصح أن تكون جماعة بهذا الحجم موجودة بشكل غير قانوني، وتقنينها سيكون من باب تكافؤ الفرص.
وانتقد الناشط السياسي وائل غنيم الولاء الكامل الذي يظهره البعض للرئيس المصري محمد مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين، معتبرا أن ذلك يعني أنهم ملائكة وهذا غير صحيح، مؤكدا أنه غير نادم على إعلانه تأييد مرسي في جولة الإعادة وبعد ظهور النتيجة، بينما انتقد بشدة الإعلان الدستوري الذي أصدره وكان سببا في أزمة الاتحادية.
وقال وائل غنيم –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة": " مشكلتنا الأساسية أننا شيطنا النظام السابق ونتكلم عن النظام الجديد على أنهم ملائكة، نحن معرضون لارتكاب الأخطاء، لذلك يجب أن ينظم القانون العلاقة والعمل بيننا.
وائل غنيم في تعليقه على تعيين النائب العام طلعت عبد الله، وإقالة عبد المجيد محمود، قال: "حينما يكون مأخذك على النائب العام القديم أنه كان منحاز للنظام السابق، فإن الناس بالتأكيد ستعترض علي وجود النائب العام الحالي باعتباره منحاز للسلطة".
وأكد غنيم أنه غير نادم على مشاركته في المؤتمر الذي كان لتأييد مرسي والمعروف ب"مؤتمر فيرمونت"، وقال عنه: "لم أخرج لشيء إلا لاحترام الديمقراطية، كانت النتيجة تقول إن محمد مرسي هو الرئيس الذي فاز، حاولنا وقتها أن نبحث عن توافق، لظهور علامات تشير لانقسام المصريين، وكانت حالة الاستقطاب بين الأطراف في الشارع قد بدأت، وكانت القوى قد بدأت الانشغال بنفسها وصراعاتها ونسيت الهدف من الثورة وهم الناس "الغلبانة، والجعانة".
تأييد غنيم لمرسي تحول إلى نقد شديد بسبب الإعلان الدستوري الذي تسبب في أحداث الاتحادية، وراح ضحيتها العشرات، وقال عنه غنيم: "الإعلان كان صادما، وطريقة التعامل معه كان أكثر سوءا، لو أتكلم عن الرئيس بشكل شخصي هو إنسان محترم، نشعر أنه صادق النية، ولكن صدق النية غير كافي لإدارة دولة".
غنيم رد على الاتهام بالعمالة والماسونية –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة" مع الإعلامية منى الشاذلي- بقوله: "أول ما لاحقني هذا الاتهام دخلت على محرك البحث، وقرأت فعلا على الماسونية، واكتشفت أشياء لم أعرفها من قبل، والحقيقة أن الرسم على "التي شيرت" هو لماركة عالمية، ورغم ذلك "بطلت ألبس ماركات".
وأضاف: "قالوا عن شخصية عامة إنه خالي، وهو جزء من المؤامرة التي أشترك فيها، قالوا أيضا أن اسمي كان ضمن قضية عبدة الشيطان في التسعينيات، وهذا كله كلام غير صحيح".