أكد حسين عبدالغني الإعلامي المصري المعروف ومدير مكتب الجزيرة السابق لوكالة أنباء فارس بالقاهرة ان التدخل الأمريكي الصارخ الزائد عن الحد هو أكبر تحدي يواجه "الربيع العربي" في كل دوله لأنه يتم الان محاولة إحتواء هذه الثورات بشكل كامل . وتابع عبدالغني الذي يعد أحد الرموز الميدانية للثورة المصرية والمتحدث الرسمي باسم جبهة الإنقاذ الوطني المصرية المعارضة انه إذا لم تعمل حكومات الإسلاميين التي وصلت للحكم في أغلب دول "الربيع العربي" على خلع العباءة الأمريكية فإن مصيرها سيؤول إلى ما صارت إليها مثيلتها من قبل فهذا هو أكبر وأهم تحدي على دول الربيع العربي" أن تأخذه في الحسبان . وعن رؤيته لوضع الثورات في البلدان العربية الآن قال أنه التعثر التام هو السمة الغالبة في مسيرة الثورات العربية الان وذلك لأنه تم تجريف التربة السياسية والإقتصادية في دول "الربيع العربي" بشكل تام من قبل الأنظمة السابقة مما أدى إلى هذه الضبابية والغموض اللذين يحيطان بلدان "الربيع العربي" الان وحول الاهداف التي حققتها هذه الثورات حتى الان قال ان إنجازات "الربيع العربي" في إزاحة الأنظمة المستبدة التي انتهت تاريخيا هو الإنجاز الأكبر الذي تحقق لدول "الربيع العربي" يليه فكرة إنهاء الدولة البوليسية من ذهن أي نظام جديد سيأتي كما أن "الربيع العربي" أحيا المشروع السياسي الشعبي لشعوب "الربيع العربي" فلم يعد هناك خمول سياسي أو سكوت على الظلم والطغيان و أنه لن يسمح بممارسة الاستبداد أيا كان نوعه مرة أخرى وعن اخفاقات هذه الثورات واسبابها قال حسين عبدالغني ان الإخفاق الأكبر هو أن القوى الثورية الحقيقية لم تصل للحكم وهذه هي الطامة الكبرى للثورات العربية حيث تم تفتيت هذه القوى وشرذمت نفسها وتم إستبدالها بخليط من التيارات الإصلاحية ممزوج ببعض رجال الأنظمة القديمة ومن الإخفاقات الشديدة أيضا أنه تتم الان محاولات إحتواء "الربيع العربي" من قبل القوى الإقليمية والعالمية الخارجية لكى تظل هذه الدول تسير في ركاب الهيمنة الأمريكية والتبعية للغرب إقتصاديا وسياسيا كما أنه لا يوجد مشروع كامل بديل للتغيير داخل بلدان "الربيع العربي" مما أدى إلى الاختطاف المؤقت للثورات هذا واكد عبدالغني أن الإستبداد السياسي والفساد كانا أبرز العوامل التي أدت إلى قيام ثورات "الربيع العربي" وأن الوضع في البلدان العربية وبالأخص [تونس _مصر ] كان قد وصل لذورته لدرجة لا يمكن تحملها كما أن للحركات السياسية والشعبية دور هام في إذكاء الشرارات الاولى للربيع العربي كحركات الضغط السياسي التي ظهرت في مصر قبيل ثورتها كما أن الطبقة الوسطى الحضارية في مصر وتونس ساعدت أيضا في الربيع العربي بشكل كبير كطبقة مدنية ساعدها تعليمها والنضال التاريخي المتراكم عندها على العمل للمطالبة بالحقوق وإنهاء دول الإستبداد وعن دور الإعلام فى "الربيع العربي" قال ان الإعلام الحر لعب دورا في كشف عورات الأنظمة السابقة وفسادها وإنتهاكها لحقوق المواطن العربي بشكل صارخ مما ساعد في تكوين رأي عام غاضب وساخط على تلك الأنظمة الإستبدادية وفيما يتعلق بالانتخابات الحرة ومكافحة الفساد قال أنه لم يتم تغيير جذري في مكافحة الفساد في الدول التي أقامت نظم جديدة بعد الثورة وذلك لسيطرة بعض أذناب النظام القديم على بعض المؤسسات الهامة في تلك الدول وأنه يجب على الحكومات التخلص منهم فورا لنستطيع أن تحدث عن مكافحة فساد حقيقية لا تلك الهراء الذي يحدث أما على صعيد الانتخابات فهي أحسن حالا ويوجد بها تقدم بقدر معقول رغم كل التحفظات التي حدثت في معظم الانتخابات التي حدثت بعد "الربيع العربي حيث شابها خروقات كبيرة ولكن ما يحدث هو تدريب ديمقراطي بشكل جيد"