المسؤلية تجعلك احيانا تقوم بأشياء ضد قناعاتك تلقينا وعودا بالتمويل من بلاد عربية لكنها لم تنفذ لا يمكن التعامل مع ملف الضرائب والجمارك بشىء من السذاجة والسطحية تعامل الاعلام مع ملف المعونات الأمريكية بعيد عن " الحصافة " لا اقتصاد بدون أمن ورؤية سياسية واضحة . الدكتور حازم الببلاوى الخبير الاقتصادى ونائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق كان ضيفا ًامس على الاعلامى خيرى رمضان فى برنامج "ممكن" الذى يذاع على شاشة قناة سى بى سى والذى كشف عن كتابه الذى يؤرخ للمرحلة الحرجة التى تمر بها مصرمنذ بداية ثورة الخامس والعشرين من يناير وشهادته عليها "أربعة شهور فى قفص الحكومة " قال أنه كان يشعر بالحصار وأنه كان حبيسا فى قفص لما واجهه من صعوبات أثناء توليه المسؤولية كنائب لرئيس الوزراء د/ عصام شرف وكوزير للمالية فضلا عن ضبابية الرؤية . وقال الببلاوى أنه تولى المسؤولية وهو يعرف أن الصعوبات كبيرة لكنه لم يتوقع انها بمثل هذه الصعوبة وقال ان الحكومة فقدت دعم الناس رغم جهدها الكبير لكنها لم تكن على مستوى توقعات الناس لذلك افتقدت دعم الشعب واتفق الببلاوى مع الرأى الذى يقول أن الاستجابات لم تكن تتفق مع الوعود التى وعدتها الحكومة وافتقادها للشدة فى أوقات معينة والحالة الامنية السيئة التى جعلتها تفتقد المصداقية رغم انها جاءت بناء على طلب الناس . ورفض الببلاوى الاتهام الموجه للادارة بشكل تقليدى فى مصر عبر الحكومات السابقة لكنه أرجع فشل الحكومات هو المشاكل المتفاقمة وأن تولى المسؤلية يختلف عن رؤية الأمر من الخارج وقال انه أحيانا تقوم بأشياء تختلف مع قناعاتك . وقال ان المشكلة الرئيسية هى التمويل لذلك بحثت الحكومة عن الموارد لسد عجز الموازنة وحل المشاكل العاجلة وان مشكلة الدعم مشكلة كبيرة لأنه يلتهم الميزانية مم يشكل عبئاً كبيراً و يأتى على حساب خدمات من الممكن أن يحظى بها المواطن مثل التعليم والصحة والطرق لان الدعم بحسب قوله لا يصل الى مستحقيه . وتحدث الببلاوى عن ترشيد النفقات المفقود لدينا وقال أنه لاقى قبولاً من الجميع لكنه قال أن التشدد يؤدى الى الصعوبة فى التنفيذ حيث ارتفع صوت المعارضة بالتطبيق على كافة المنشآت والمؤسسات مم عرقل تنفيذه . وعن العنف الذى واجه المعتصمين يوم التاسع عشر من نوفمبر فى ميدان التحرير والذى أكد رئيس الوزراء عصام شرف عدم العلم به قال انه على وجه اليقين لم يبلغ رئيس الوزراء بهذا الاقتحام لذلك رأت الغالبية الاستقالة لكنه قال أن استقالته بعد أحداث ماسبيرو كانت فردية وقال ان المجلس العسكرى رفض الاستقالة بسبب الظروف الصعبة لكنه لم يتراجع عنها . وتحدث الببلاوى عن وعود عديدة من جهات مختلفة بالوطن العربى بالتمويل ودعم الاقتصاد المصرى لكنه لم ينفذ وأضاف أن لديه ايمان بضرورة ان تكون مصر عامل جذب للاستثمارات العربية وأن من مصلحة الوطن العربى أيضا أن يستثمر فى مصر واستبعد أن يكون عدم تنفيذ هذه الوعود محاكمة الرئيس السابق واستبعد أيضا أن يكون للولايات المتحدة بعرقلة المعونة الاماراتية . وقال ان الضرائب التصاعدية يجب ان تكون على مستوى مجموع الدخول وألآ تتنافى مع أحكام قانونية ولا تكون بشكل عقابى على الدخول الكبرى أما البورصة فقال أنه يجب دراسة فرض ضرائب بحذر على مكاسب البورصة لانها تؤدى خدمة عامة ويتم فرض ضرائب معقولة وعن الجمارك قال الببلاوى أن مصر تستورد جزءا كبيرا من المواد الغذائية وكذلك الادوية لذلك يجب التعامل معها بحذر ايضا وقال أن التعامل بشىء من السذاجة مع مثل هذه الامور لأن زيادة الرسوم على الواردات قد تجعلنا نخسر معاملات تفضيلية مع البلاد المصدرة . وقلل الببلاوى من أهمية اقتراح تحصيل رسوم قناة السويس بالجنيه المصرى لان الدولار أكثر استقراراً وأن هذا الفعل قد يؤدى الى تهريب العملة . وتعليقا على أزمة تمويل المعونات الامريكية قال أن الالتزام بالقانون ضرورة لكنه يجب أن يتم فى اطار مصلحة الدولة وانتقد المبالغات الصحفية ووصفها انها بعيدة عن الحصافة . ودافع عن حكومة شرف واتهامها بانها كانت بلا صلاحيات وانها تنفذ أوامر المجلس العسكرى بان هذا لم يكن واردا وأن المجلس العسكرى كان يتراجع عن قرارات بناء على اقتراحات للوزارة . وعن رأيه فى حكومة الجنزورى انتقد الببلاوى دفاعه المتواصل عن نفسه وأنه لم يكن فى حاجة الى تبرئة نفسه والانسلاخ من النظام السابق وقال انه لم يقدم جديدا على مستوى السياسات سوى عودة المستوى الأمنى الى الصعود قليلاً . واستنكر الببلاوى ما حدث فى بور سعيد ووصفها بالمُحزِنة وانتقد مستوى تعامل الحكومة معها وخلل جوهرى فى الأمن . واختتم الببلاوى حديثه قائلاً أن الجدل القائم حول ميعاد تسليم السلطة لا جدوى منه الآن وأن التوافق هو الحل الآن وناشد الببلاوى الأمن بالقيام بمسؤلياته لأنه لا استقرار للاقتصاد بدون أمن كما قال أن الرؤية السياسية الواضحة هو الأمل للخروج من المرحلة الحرجة الحالية وقال أن المرحلة الانتقالية وارد فيه الأخطاء لحين الوصول الى مرحلة النضج بين الاخوان ومن جانب الشعب أيضاً وتوقع أن يبهر الاخوان العالم بتجربتهم فى حكم مصر واستبعد وصول مصر الى مرحلة الافلاس لكنه تمنى ظان نخرج من عنق الزجاجة سريعاً لخطورة التداعيات على الاقتصاد المصرى .