"هذه آخر تويته قبل نزولي للدفاع عن الثورة بالتحرير وإذا استشهدت لا أطلب منكم سوى إكمال الثورة نقطة".. تلك كانت التغريدة الأخيرة للزميل الحسيني أبو ضيف قبل أن تصيبه رصاصة غدر إخوانية ب "الاتحادية"، وتتسبب في وفاته شهيدا أمس الأربعاء 12 ديسمبر. مات الحسيني ودماءه في رقبة رئيس الجمهورية ورقبة جماعته.. مات من لا يستحق الموت، وكان هم الوطن همه وإكمال الثورة حلمه، برصاصة غدر أطلقتها جماعة لا تعرف الإسلام ومبادئه دفاعا عمن ليس أهلا للحكم.
كان الحسيني أبو ضيف يقف وحيدا بساحة كليتنا - كلية الحقوق - في جامعة أسيوط يهتف ضد مبارك، مطالبا بسقوطه، ومنددا بسياساته.. وفي ذات الوقت كان محمد مرسي مسئول لجنة الانتخابات بجماعة الإخوان والذي يشغل حاليا منصب رئيس الجمهورية، ينسق مع الحزب الوطني في بعض الدوائر، ويتفاهم مع أمن الدولة، ويخرج مصرحا بأن زكريا عزمي ويوسف بطرس غالي رموز وطنية.
موت الزميل الحسيني أبو ضيف ومن قبله جابر صلاح الشهير ب"جيكا" ومن قبل علاء عبد الهادي وعماد عفت ومينا دانيال وغيرهم من الثوار يلخص الحال.. الثوار والمناضلون يقتلون، فيما يجنى المنافقون الثمار.
قتل الحسيني وما شهدته الاتحادية يجب آلا يمر دون توقف.. فما شاهدنا يؤكد أن للإخوان ميليشيات.. ويؤكد أن الإخوان يرون أنهم هم فقط المسلمون، ويبدوا جليا أن الإخوان يرونا كفار، وما يعدونه من قوة ورباط خيل يعدونه لنا.
إن خروج المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر للدفاع عما ارتكبته ميليشياتهم من جرائم ضد الإنسانية، جعلني أتذكر قول الله عز وجل :"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون".
يا من عصرتهم على أنفسكم لمون وانتخبتم مرسي رئيسا مرددين :"الخلاف مع الإخوان سياسي أما شفيق فبيننا وبينه دم".. اليوم بين الإخوان وبين الثورة دم..
يا أيتها الجماعة الكاذبة .. يا من تتاجرون بالدين .. يا من تدفعون شبابكم لقتل إخوانهم في الوطن .. يا من ضللتم طريق الحق .. اؤكد لكم إن دماء الحسيني لن تذهب هدرا.. دماء الحسيني النقية ستكشف قبحكم.