يقضى الإنسان ثلث عمره نائمًا, فالنوم ضرورى للصحة, ولكن أغلب الناس يجهلون أن ما يؤثر فى الصحة ليس فقط كمية النوم ونوعيته بل أيضًا الوضع الذى يتخذونه . حيث يعتمد معظم الناس على وضعية النوم نفسها كل ليلة مهما عانوا من أوجاع أو آثار جانبية منها, ولكل وضعية إيجابياتها كما أن لها سلبياتها, ومن أكثر الوضعيات إنتشارا, وضعية "النقاهة", التى تُفيد مرضى إرتجاع المرئ وتضر تجاعيد الوجه .
وتُسمَّى هذه الوضعية ب "النقاهة", لأنها شبيهة للحالات المستخدمة فى حالات الطوارئ الطبية, فهى تَحُدَّ من آثار إرتجاع المرئ, وتساعد فى عملية الهضم, غير أن هذه الوضعية للأسف تزيد من تجاعيد الوجه وتجعلها أكثر عمقا وخصوصا تلك المسماة بتجاعيد الإبتسامة . ووضعية الجثة هذه تفيد فى إلتهاب المفاصل, ولكنها تضر بمرضى الربو و"الشخير" والقلب, وهذه الوضعية هى إختيار جيد جدًا لكل من يعانى أوجاع المفاصل, لأن الإستلقاء على الظهر يوزع الوزن بتساوى على جميع أنحاء الجسم, غير أنها تُفاقِم مشكله "الشخير" .
وبحسب الباحثين, فإن من ينام على ظهره لديه مستويات منخفضة من الأكسجين فى دمه, وهو أمر خطير خصوصا من يعانى من مشاكل فى القلب والرئتين, وهناك أيضا وضعيه الجنين وهى تفيد منطقة أسفل الظهر ولكنها تضر بالعنق, وهذه الوضعية منتشرة جدًا وهى مفيدة جدًا لاوجاع أسفل الظهر .
فقفل الجسد إلى الداخل يفتح الظهر مخففا بالتالى الضغط على الديسك فى العمود الفقرى ولكن وضيعة الجنين قد تؤذى عضلات وأعصاب العنق إذا لم يحرص النائم على أن يبقى رأسه متوازيا فى مستوى الجسد كله .
أما وضيعة المتشمس التى تفيد الأشخاص الذين يعانون "الشخير", فتضر بالأسنان والزراعين, فالنوم على البطن قد يَحُدُّ من "الشخير", لأن عضلات الحلق قد تتدلى إلى الخلف, ولكن إذا كان من يعتمدها من الذين يصرون على أسنانهم فهذه الوضعية تزيد عادته سوءً .
كما أنها تؤذى أعصاب الجرء الجزء العلوى من الجسد لأن الرأس لا يكون متوازيا فى مستوى العمود ويضر من يعتمدها إلى إدارة رأسه يمينا ويسارا مسببا الضغط على جانب واحد من العنق .