الحسين محمد وافقت وزارة الدفاع الإسرائيلية على كشف وثائق جديدة عن حرب أكتوبر 1973 من خلال نشر بعض وثائق لجنة تقصى الحقائق المعروفة بإسم لجنة أجرانات التى تم تشكيلها فى 21 نوفمبر 1973 للوقوف على الإسباب التى أدت إلى فشل المنظومة السياسية العسكرية الإسرائيلية فى التنبوء والتعامل مع الهجوم المفاجىْ الذى شنته القوات المصرية والسورية . ومن ضمن الوثائق التى تم الكشف عنها ,شهادة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية خلال الحرب , ديفيد بن إليعازر ,التى تعد ضمن اهم الشهادات التى تم نشرها . وذكر بن إليعازر فى شهادته أن التقديرات التى وضعتها المخابرات الحربية لإمكانية نشوب حرب ,كانت ضئيلة للغاية ,وقال نصاً "لقد فاجئنا السادات أكثر كثيراً مما توقعنا" . وقال بن إليعازر :حصلنا من مصادرنا الخاصة فى شهر أبريل 1973 على معلومة تؤكد قيام مصر بشن حرب ضد إسرائيل خلال الصيف ,ووقتها تم عرض الأمر على المخابرات الحربية ,التى أكدت أن إحتمال نشوب الحرب فى هذا التوقيت ,ضئيل للغاية وشبه معدوم . وقال ديفيد بن إليعازر فى محاولة لتبرئة نفسه أمام اللجنة أنه لم يلتفت إلى تقديرات المخابرات الحربية بشكل جاد,وكان يرى أن النسبة التى وضعتها المخابرات الحربية لإمكانية نشوب الحرب ,قد إرتفعت منذ إندلاع حرب 1967 ,ودخل فى خلاف مع رئيس المخابرات الحربية أنذاك إيلى زعيرا ,كما صرح لرئيسة الوزراء فى أكثر من مناسبة أن مصر تفكر بشكل جاد فى الحرب ,وطالب على حد زعمه,أن يتم رفع درجة إستعدادات الجيش الإسرائيلى إلى أعلى درجاتها خلال شهرى مايو ويونيو . وأعترف بن إليعازرأنه قد مرت عليه فترة من الإطمئنان تأكد فيها من صعوبة فرصة مصر أمام إسرائيل وأن سر إطمئنانه يعود إلى المصادر الخاصة التى كانت تعمل لحساب المخابرات الحربيةالإسرائيلية داخل مصر والتى كانت تنقل كل كبيرة وصغيرة عن إستعداداتها وكيفية الحديث عن المعركة داخل الشارع المصرى كما كانت تنقل تلك المصادر درجات إستعاد الجيش المصرى وتوقيتات رفعها وخفضها . وأضاف بن إليعازر أمام اللجنة قائلاً "قلت لنفسى وقتها أن السادات لن يستطيع مفاجئتنا مثلما فاجأنا عبد الناصر عام 1967 ,وبالفعل لم يفاجئنا بنفس الطريقة لكنه فاجئنا بصورة أكبر مما كنت أتصور "
