أوردت مجلة "لوبوان" الفرنسية خبرًا يُفيد بأن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دعت اليوم الأربعاء الصين إلى التفاوض مع دول جنوب شرق آسيا بشأن إطار دبلوماسي يسمح بمنع تصعيد النزاعات الإقليمية في منطقة تمر بها طرق بحرية استراتيجية.
وتحتل التوترات الأخيرة في بحر الصين الغربي مكانًا مركزياً في الجولة الطويلة التي تقوم بها كلينتون في دول آسيا والمحيط الهادئ وتستمر لمدة عشرة أيام، وهي الرحلة التي تعتبر ردًا على تطلعات بكين المتنامية.
وقد صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية في بكين: "نعتبر أنه من المصلحة المشتركة أن تطلق الصين واتحاد دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عملية دبلوماسية نحو تحقيق الهدف المشترك" المتمثل في مدونة قواعد السلوك.
وقد استقبل الرئيس الصيني هو جينتاو وزيرة الخارجية الأمريكية في قاعة الشعب الكبرى، في الوقت الذي اعتبرت فيه الصحافة الصينية الرسمية أن هذه الزيارة تندرج في إطار من انعدام الثقة المتزايد بين الصين والولايات المتحدةالأمريكية.
وكان من المفترض أن تلتقي كلينتون بنائب الرئيس الصيني شي جين بينغ، ولكن تم إلغاء اللقاء في اللحظة الأخيرة من جانب بكين، وفقًا لما صرح به مسئول أمريكي. ولم يحدد هذا المسئول سبب تغيير جدول الأعمال، ولكن كانت السلطات الصينية قد ألغت في الماضي مقابلات رفيعة المستوى في مراحل من تجميد العلاقات الثنائية.
ومن جانبه، رحب الرئيس الصيني هو جينتاو بجهود هيلاري كلينتون من أجل دفع العلاقات بين الصين والولايات المتحدةالأمريكية.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن بكين تطالب بالسيادة على بحر الصين الغربي بأكمله، بما في ذلك المناطق القريبة من سواحل دول المنطقة، وبصفة خاصة فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي. وهو النزاع الذي قد يكون له عواقب مدمرة على التجارة العالمية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع هيلاري كلينتون، حاول وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي طمأنة الجميع، حيث قال: "إن حرية الملاحة (...) في بحر الصين المغربي مضمونة". وأضاف أنه "بالنسبة إلى الصين والدول المجاورة لها، فإن بحر الصين الغربي يمثل بالتأكيد رابطًا حيوياً لعمليات التبادل والتجارة". وأعرب جيتشي عن استعداده لاجراء مفاوضات بشأن مدونة قواعد السلوك في بحر الصين.
ويبقى أن الصين لا تعتزم عملياً حل نزاعاتها الإقليمية عن طريق المفاوضات الثنائية، في الوقت الذي دعت فيه هيلاري كلينتون دول جنوب شرق آسيا إلى العمل معًا.