نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان رئيس مصر الجديد وصف النظام السوري ب "القمعية"، ودعا إلى نقل السلطة إلى نظام ديمقراطي خلال زيارة ايران حليف سوريا الرئيسي الإقليمي يوم الخميس. تعد زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران هي الاولى لزعيم مصري للجمهورية الاسلامية منذ عقود. و هي تمثل تحسن كبير في العلاقات بين قوى الإقليميتين بعد فوز مرسي بالانتخابات في يونيو في أعقاب انتفاضة عام 2011. لكن لا تزال البلدين منقسمتان حول الوضع في سوريا. وقطعت طهران العلاقات مع مصر بعد الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979. تحت حكم حسني مبارك، وقفت مصر مع السعودية وغيرها من الدول التي يهيمن عليها السنة العرب في محاولة لعزل إيران التي يقودها الشيعة. مرسي هو أول رئيس منتخب بحرية، وكذلك أول مدني واسلامي يشغل هذا المنصب. في كلمته الافتتاحية في قمة لحركة عدم الانحياز من 120 مقعدا في طهران، مدح الرئيس المصري موجة الربيع العربي من الانتفاضات التي اتت به الي السلطة والتي تسببت في إشعال الحرب الأهلية في سوريا.
و تعارض جماعة الاخوان المسلمين، أقوى مجموعة سياسية في مصر منذ الثورة، لدعم الشيعة في إيران النظام السوري وحملته القاتلة على المتظاهرين السنة إلى حد كبير. وقال مرسي في كلمته الافتتاحية "يجب أن نعبر عن دعمنا الكامل لنضال هؤلاء الذين يطالبون بالحرية والعدالة في سوريا وترجمة لتعاطفنا رؤية سياسية واضحة ندعم انتقال سلمي (للسلطة) إلى نظام ديمقراطي". كما انتقد مرسي حكم الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا إنه علي العالم "واجب أخلاقي" للوقوف مع الشعب السوري في نضاله "ضد النظام القمعي الذي فقد شرعيته".
وقال ان وجود نظام ديمقراطي في سوريا "يعكس رغبة الشعب السوري من أجل الحرية والعدالة والمساواة، وفي الوقت نفسه يحمي سوريا من الدخول في حرب أهلية أو تقسيمها من الاشتباكات الطائفية." كما دعا مرسي إلى توحيد المعارضة السورية، والتي لم تعد قادرة على توحيد الصفوف والاتفاق على خارطة طريق واضحة انتقالية لسوريا في مرحلة ما بعد الأسد. و أعرب الرئيس المصري في القاهرة عن استعداده للعمل مع جميع الأطراف لوقف سفك الدماء و"الاتفاق على رؤية واضحة ترتكز عليها سوريا الجديدة".
واقترح مرسي تشكيل فريق اتصال من اربع دول التي ستشمل مصر وإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية للتوسط لانهاء الأزمة السورية. على الرغم من ان الاقتراح يواجه انقسامات عميقة، تعهدت إيران بأنها لن تتخلى عن الأسد، والمتمردين يقاتلون النظام السوري قائلين انهم يرفضون مشاركة إيران في أي وساطة. وقال مرسي "اراقة الدماء في سوريا تقع على عاتق كل واحد منا، وينبغي أن نعلم أن هذا الدم لا يمكن أن يتوقف دون تدخل نشط من قبل كل واحد منا لوقف هذا, الأزمة السورية تنزف قلوبنا." وقال مسؤولون مصريون انهم لا يتوقعون لقاءات ثنائيةعلى مستوى عال مع نظرائهم الإيرانيين خلال زيارته.