اعتبرت مجلة فورين بوليسي أن أحداث العنف التي وقعت مؤخرا بين أتباع المذهبين السني والشيعي في لبنان تثبت أن نيران الحرب الأهلية في سوريا قد وصلت إلى أراضيها، لافتة إلى أن جماعة حزب الله ومنافسيه علىالساحة اللبنانية قد يسحبون البلاد إلى صراع بينهم أكثر عنفا.. مما تشهده لبنان حاليا بفضل الأزمة السورية. وقالت المجلة -في تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت- إن الدولة العربية الصغيرة المطلة على البحر المتوسط تبدو وكأنها تقترب من خط التماس مع الأزمة السورية ، وذلك بعد أن أدت معركة بالأسلحة النارية بين سنيين وعلويين بمدينة طرابلس شمال لبنان إلى مقتل وإصابة العشرات ، بينما شهدت الضواحي الجنوبية لبيروت ذات الأغلبية الشيعية خروج مجموعات من المواطنين إلى الشارع للتعبير عن غضبهم إزاء مقتل أعضاء في جماعة حزب الله تم اختطافهم من قبل ثوار سوريين في غارة شنتها قوات الجيش النظامي السوري. وفي مناطق مجاورة ، شنت قبيلة شيعية ذات سطوة حملة من عمليات الإختطاف ، واستهدفت فيها مواطنين سوريين وأتراك وآخرين من دول الخليج العربي ، وذلك للمساومة من أجل الإفراج عن أتباع لها تم اختطافهم في العاصمة السورية دمشق. وأوضحت المجلة أن المسألة الهامة التي تطرح نفسها بقوة في خضم الأحداث التي يشهدها البلدين المتجاورين هو مصير حزب الله في الجنوب اللبناني ، فالجماعة التي يربطها تحالف قوي بنظام الرئيس السوري بشار الأسد بدأت تقر بأن بقاء النظام السوري أمر محكوم عليه بالفشل، وأتبعت هذا الإقرار هو تمهيد الأرض في لبنان لأي معركة قد تتطلبها المراحل المقبلة من الأزمة السورية أيا كانت طبيعتها. وقالت فورين بوليسي /أن حزب الله قدم العون لأهالي المختطفين في سوريا أثناء قيامهم بالتحرك في الضواحي الجنوبية لبيروت بصحبة رجال ملثمين وإطلاق النار بكثافة في الهواء لإخلاء الشوارع من المارين بها، وعلى الرغم من نفي الجماعة لمشاركتها في هذا الحدث إلا إن بصمات جناحها العسكري والأمني بدت واضحة في اختطاف مواطنين سوريين أثناء قيامهم بتلك العملية/. وأضافت المجلة الأمريكية /أن حزب الله ليس العنصر السياسي والعسكري الأكثر قوة في لبنان فحسب، بل إنه يعد السلطة الوحيدة العاملة في لبنان بأكملها وفقا لقدرتهعلى تنفيذ ما يرغبه على الأرض ، والأمر الأخير يطرح تساؤلا حول أسباب انعدام أمن الجماعة الوحيدة التي تتمتع بالتماسك والصلابة السياسية في الساحة اللبنانية. وعزت المجلة الوضع المهتز لحزب الله إلى الأحداث في سوريا، ذلك أن نظام الأسد بات أقرب للانهيار، وبينما يبقى من غير الواضح إن كان الإنهيار سيحدث على نحو وشيك من عدمه إلا أنه من المؤكد أنه سيحدث بشكل غير سلمي على الإطلاق ، وعلى الرغم من أن قوات الأسد تواصل وتصعد من حملاتها الوحشية تجاه المناهضين له إلا أن قوة الثوار السوريين تتزايد من أسبوع لآخر. وأوضحت المجلة أنه وفقا للترابط والتداخل بين سياسات دمشقوبيروت ، فإن سقوط الأسد في سوريا يهدد بحدوث ارتدادات قوية في غير صالح حزب الله في بيروت ، وبالتالي فإن حزب الله يسعى لتأمين وضعه في لبنان بنفس القدر الذي يسعى فيه لحماية النظام في سوريا، ومن المنطقي إذن أن تشعر الجماعة بالسعادة عندما ترى مؤيديها يطوفون في شوارع بيروت ويعملون على فرض سيطرتهم عليها، مع الوضع في الإعتبار أنها تدخر جهود عناصرها عالية التدريب التي يجب أن تتواجد على الحدود مع إسرائيل استعدادا لمعارك قادمة بدلا من إهدار تلك الجهود في صراعات الشارع في الداخل اللبناني.