توقعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الاربعاء أن يقدم بشار الأسد العديد من التنازلات خلال خطابه المتوقع اليوم، ورجحت الصحيفة ان يفقد الاسد السيطرة على البلاد في حال رفعه حالة الطوارىء.
وقالت الصحيفة: "من المتوقع ان يقدم الاسد تنازلات جديدة عقب استقالة الحكومة فى خطابه اليوم في محاولة لتهدئة الاحتجاجات المندلعة ضد نظامه خاصة عقب مقتل عشرات من الاشخاص خلال المظاهرات". وتوقعت الصحيفة ان يؤدي رفع قوانين الطوارىء السارية منذ 1963 الى اندلاع المظاهرات في الشوارع ، وانه فى حالة تفكيك جهاز الشرطة السرية سيكون عرضة لفقد السيطرة وسط دعوات واسعة النطاق بالحرية وحكم القانون وأنهاء الفساد العام. واشارت الصحيفة الى انه فى حال انهاء احتكار حزب "البعث" للسلطة فمن المرجح ان يخسر فى الانتخابات. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم انه حتى في حال رفع القيود على الحياة العامة سوف تظل القوانين التي تقيد حق التجمع والتعبير والتى سمحت لجهاز الشرطة السرية باستخدام اى وسائل للحفاظ على النظام وسيطرة حزب "البعث". وقال كريم إميل بيطار ، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس :" أن قانون الطوارئ هو حجر الزاوية في الحكم البعثي ، واذا ذهب القانون قد يذهب معها فالامور قد تنهار بالنسبة لهم اذا كانوا جادين في رفع الطوارىء وتحرير السجناء السياسيين". وقال رضوان زيادة المحامي الذي يدرس في جامعة جورج واشنطن ، في رسالة بالريد الإلكتروني :" ان رفع قانون الطوارئ لن يغير اى شئ على الارض بدون رفع ملحقات قانون الطوارئ واجراء تعديل جذرى في الدستور" . واشارت الصحيفة الى ان الجمهور يقابل توقعات هذه التنازلات بشك وريبة لان الشعب لم يعتاد من قيادته على القيام باي إصلاحات منذ سنوات. ونقلت الصحيفة عن أندرو جيه. تابلر ، الخبير في الشؤون السورية في واشنطن قوله: "الآن حان وقت تقييم كلمات الأسد وكيفية الحكم على تصرفاته ، فهو لا يملك سجلا جيدا". وأشارت الى ان الاسد تفاخر في البداية أن بلاده كانت في مأمن من الاضطرابات الشعبية التي اجتاحت المنطقة. ولكن الأحداث لعبت دورها في سوريا واضطرت نظام الاسد للانتقال من الانكار الى القيام بحملة دموية للتهدئة.
