قالت صحيفة "الديلى تليجراف" البريطانية، أن الرئيس محمد مرسى فشل فى تمكين الإسلاميين فى الحكومة الجديدة، على الرغم من انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، خاصة أن الغالبية العظمى من وزراء حكومة قنديل يحظون بدعم كبير من جانب المؤسسة العسكرية التى مازالت تحظى بنفوذ كبير على الساحة السياسية فى مصر. حيث أبرزت الصحيفة التصريحات التى أدلى بها رئيس الوزراء الجديد هشام قنديل، أمس الخميس، والذى أكد أن جماعة الإخوان لم تحصل سوى على ثلاث حقائب وزارية فقط من حكومته التى تحتوى على 35 مقعداً وزارياً.
مضيفة أن قنديل – الذى يبدو مسلما متدينا رغم أنه لا يرتبط بأى علاقة مع الجماعة –أكد أنه كان دقيقاً، إلى حد كبير، فى اختياراته لأعضاء حكومته، موضحاً أن الانتماءات الدينية لم تكن بأى شكل من الأشكال عاملاً مؤثراً فى اختياراته لمختلف المناصب الوزارية فى حكومته. موضحة أن المؤسسة العسكرية سيطرت إلى حد كبير على اختيار عدد من الحقائب الوزارية، كوزارة الدفاع، والتى احتفظ بها المشير طنطاوى الذى يرأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالإضافة إلى حقيبتى الخارجية والمالية، واللتين احتفظ بهما اثنان من وزراء الجنزورى، واللذين تم تعيينهما بواسطة المجلس العسكرى الذى قاد البلاد فى أعقاب سقوط الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
وقالت الإندبندنت، إن سيطرة الجيش على الوزارات الثلاث الأكثر أهمية فى الحكومة يعكس أن الجنرالات مازالوا يحتفظون باليد العليا فى صراعهم الحالى مع الرئيس الإسلامى للبلاد.
و على جانب اخر، أوضحت الصحيفة أن تشكيل حكومة قنديل بشكلها الحالى سوف يحظى بقبول كبير من جانب إسرائيل، لأنها سوف تحرم جماعة الإخوان من السيطرة على السياسات التى سوف تتبناها مصر خلال المرحلة المقبلة، سواء بشن حرب ضد الدولة العبرية أو مجابهتها سياسياً.
مضيفة أن الجماعة تمكنت من الحصول على حقيبتى التعليم والإعلام، وبالتالى فيمكنها من خلال خطة طويلة المدى أن تعمل على توسيع نفوذها تدريجياً فى المجتمع المصرى، موضحة أن الوزراء الآخرين الذين يُنظَر إليهم باعتبارهم بيروقراطيين قد يتحولون نحو التيار الإسلامى خلال المرحلة المقبلة.