دمشق (رويترز) - انضمت فرنسا وبريطانيا إلى حلفاء عرب يوم الاربعاء في السعي لحث مجلس الامن التابع للامم المتحدة على مساندة دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الاسد للتنحي وهو ما يمهد السبيل الى مواجهة مع روسيا حليفة دمشق. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "يجب أن يدعم مجلس الامن الدولي القرارات الجريئة للجامعة العربية التي تسعى لانهاء القمع والعنف في سوريا وايجاد حل للازمة السياسية."
وقال دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي ان المجلس قد يجري تصويتا الاسبوع القادم على مشروع قرار جديد يعكف على صوغه مندوبون من بريطانيا وفرنسا بالتشاور مع مبعوثي قطر والمغرب والولاياتالمتحدة والمانيا والبرتغال. ويحل مشروع القرار الجديد محل مشروع روسي قال دبلوماسيون غربيون انه ضعيف للغاية.
وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في كلمته بشأن حالة الاتحاد ان الاسد "سيكتشف قريبا أن قوى التغيير لا يمكن اعادتها للوراء".
وقال دبلوماسيون ان مسودة القرار الجديد تدعم خطة الجامعة العربية التي تتضمن تنحي الاسد عن السلطة وافساح المجال لتشكيل حكومة وحدة من أجل وقف اراقة الدماء.
ولم يتضح بعد هل روسيا مستعدة مرة اخرى لعرقلة اصدار قرار بشأن سوريا في مجلس الامن. وكانت روسيا اعترضت مع الصين بحق النقض (الفيتو) على مشروع قرار اعدته اوروبا في اكتوبر تشرين الاول ويدين سوريا ويهدد بفرض عقوبات عليها بسبب حملتها على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
وقال مبعوث للامم المتحدة "نأمل ألا تستخدم روسيا حقها في النقض لاحباط مسعى الجامعة العربية."
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان موسكو ما زالت تعارض فرض عقوبات على سوريا وأكد معارضة موسكو لاي تدخل عسكري أجنبي في سوريا. غير ان المشروع العربي الغربي الذي حصلت رويترز على نسخة منه لا يدعو الى اجراء عسكري او عقوبات انما الى مساندة المجلس لخطة الجامعة العربية.
وغادر أكثر من 50 مراقبا من دول الخليج العربية سوريا يوم الاربعاء بعد أن قالت حكوماتهم انها متأكدة من "استمرار نزيف الدم وقتل الابرياء".
لكن زملاءهم في دمشق الذين يبلغ عددهم زهاء 120 مراقبا تعهدوا بمواصلة مهمة المراقبة التي تقرر تمديد عملها حتى 23 من فبراير شباط لتقييم التزام سوريا بخطة سلام عربية طرحت في وقت سابق.
وقال مراقب عربي كبير طلب عدم نشر اسمه ان رحيل مراقبي دول مجلس التعاون الخليجي لن يؤثر على عمل البعثة العربية مضيفا أن بقية أعضاء الوفد بامكانهم أداء المهمة.
وأضاف "بالطبع نحتاج مزيدا من المراقبين وسيأتي المزيد قريبا ليحلوا محل من غادروا."
واتهمت جماعات معارضة سورية بعثة المراقبين التي بدأت عملها يوم 26 من ديسمبر كانون الاول بمنح الاسد غطاء دبلوماسيا للمضي في قمع المحتجين في سوريا حيث تقول الاممالمتحدة ان خمسة الاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات.
وكتب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني رئيس لجنة الجامعة بشأن سوريا رسالة مشتركة الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بشأن خطة من أجل حل سياسي في سوريا.
وقال فاليرو ان المحادثات ينبغي أن تمكن مجلس الامن من دعم الخطة العربية من خلال منحها الضمانات الدولية اللازمة لتطبيقها.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان مدير الهلال الاحمر العربي السوري في ادلب بشمال سوريا قتل رميا بالرصاص في هجوم ألقت دمشق باللوم فيه على "ارهابيين".
وذكرت وكالة الانباء العربية السورية الرسمية (سانا) أن "ارهابيين" قتلوا كاهنا بينما كان يساعد جريحا في مدينة حماة.
وتقول الحكومة انها تحارب "ارهابيين" متشددين مدعومين من الخارج قتلوا 2000 من الجنود وأفراد الشرطة. وذكرت سانا أن 30 اخرين من الجنود وأفراد الشرطة دفنوا في اليومين الماضيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان سبعة أشخاص قتلوا يوم الاربعاء أحدهم على يد جنود يطوقون حي باب قبلي بمدينة حماة في وسط البلاد وبينهم أيضا امرأة لاقت حتفها بعد سقوط قذيفة على منزلها قرب بلدة القصير على بعد عشرة كيلومترات من الحدود اللبنانية.
واضاف ان منشقين عن الجيش السوري اشتبكوا مع جنود في محافظة ادلب وأعطبوا ثلاث عربات مدرعة وأسقطوا ستة جنود بين قتيل وجريح.
وأرسل وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة الى الجامعة العربية تتضمن قبول تمديد عمل بعثة المراقبين على الرغم من رفضه الساخر لدعوة الجامعة التي تضم 22 عضوا الاسد لتسليم السلطة الى نائبه والسماح لحكومة وحدة جديدة بالاعداد لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
وقال المعلم "لا نريد الحلول العربية فقد رفضنا المبادرة."
وأضاف "ان التوجه نحو مجلس الامن كان منتظرا وهذه المرحلة الثالثة من خطتهم ولم يبق امامهم سوى مرحلة اخيرة هي استدعاء التدخل الخارجي."
وعبر المعلم عن استيائه من دعوة الجامعة الاسد لتسليم السلطة الى حكومة وحدة. وقال انه على الرغم من أن نصف العالم ضد سوريا فان حليفتها روسيا التي تورد لها السلاح وتتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي لن تسمح أبدا بالتدخل الاجنبي في سوريا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "تزويد النظام السوري بالطائرات والاسلحة ليس من شأنه سوى زيادة اراقة الدماء.. ولهذا فرض الاتحاد الاوروبي حظر أسلحة على سوريا وندعو الاممالمتحدة لفعل نفس الشيء."
واضاف "ينبغي لجميع أعضاء مجلس الامن بمن فيهم روسيا دعم جهود الجامعة العربية لوقف العنف وتحقيق انتقال سلمي. نحث روسيا على دعم تلك الجهود بدلا من توفير غطاء لقمع وحشي من جانب النظام."