قارئ من الزمن الجميل ... هكذا يُطلق عليه أهالى محافظة البحيرة ... استطاع أن يحفظ القرآن الكريم خلال ست سنوات فقط بدأت وعمره ست سنوات حتى اكتمل عمره 12 عاماً حفظ خلالها القرآن الكريم كاملاً ، لم ينسى حتى الآن اسم الشيخ الذى تعلم ( القرآن على يده رغم تقدم السن به فهو من مواليد 25/ 12 / 1938 ومتزوج وله خمسة أبناء أتموا جميعهم التعليم الجامعى ، لا زال صوته كالماء العذب يشرب منه المستمعين ولا يعترف بالقراء الشباب فيقول عنهم أنهم لا يعرفون من القرآن إلا رسمه ! أنه القارئ " العجوز" الذى لا زال صوته شبابياً ، انه الشيخ " محمد حسين العربى" ابن محافظة البحيرة ومن أشهر قُراءها ... وظيفته الحالية " قارئ سورة " كما يطلقون عليها ومُحفظ قرآن كريم، ويقوم بإحياء ليالى رمضان بمسجد ابو بكر الصديق بقرية " الطود" )بالبحيرة . تتلمذ على يد الشيخ " عبدالمقصود نصار" وأتم حفظ القرآن وعمره 12 عاماً ، والتحق بمعهد القراءات بدمنهور ، وعمل فى مجال " القراءة " وعمره 20 عاماً وتقاضى فى أول قراءة له مبلغ جنيهاً ونصف الجنيه وكان يقرأ وقتها بدون اذاعة .
ولازال يتذكر بداياته الجميلة وخاصة قراءته بمركز الدلنجات وتحديداً بقرية " زهورالأمراء " بلد المشير عبدالحليم أبو غزالة " الرجل الطيب والشجاع " حسب قوله .
كما يتذكر زمالته بالشيخ الشهير " فرج الشاذلى" قبل دخوله الاذاعة ، خاصة وأن فرج الله كان يقول لزملاءه " بعد الشيخ العربى مافيش "
. كما قرأ " العربى " مع مشاهير القُراء بجمهورية مصر العربية مثل القارئ " شعبان الصياد " ، " الحصان " ، و" محمد البحيرى" ، وكذلك قرأ بجوار الشيخ " راغب مصطفى غلوش " الذى كان له قصة طريفة معه حسب ما سرد لنا .، فقال لقد كان ذات مرة يقرأ الشيخ " راغب غلوش " فأخطأ فى قراءة الآية الكريمة التى يقول فيها المولى عز وجل " الحمد لله الذى وهبنى على الكبر اسماعيل واسحاق " فقال بالخطأ " الحمد لله الذى وهبنى على الكبر ابراهيم واسحاق " أى أنه قال " ابراهيم " بدلاً من " اسماعيل " فصححت له خطأه الغير مقصود ولكن بطريقة ظريفة حيث قلت له " كل دول عيلة واحدة ومش عاوزين نزعل اسماعيل " فابتسم الشيخ راغب وقال لى جلا مالا يسهو ثم صحح قراءته وشكرنى بعدها !
وبمناسبة الأخطاء فى قراءة الآيات ... ذكر لنا الشيخ " العربى " أن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية أخطأ فى قراء آية قرآنية أثناء احدى خطاباته بعد فوزه بالرئاسة حيث قرأ الآية الكريمة وهذا نصها الصحيح " الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أؤلئك لهم الأمن وهُم مهتدون " ولكن " الريس " أخطأ وقال " ولم يتبعوا " بدلاً من " ولم يلبسوا " فقلت ساعتها وانا امام التلفاز " غلط يا ريس " ولكنه تنبه بالفعل وقام بتصحيح الآية ... وده شئ وارد مع أى انسان !
وبمناسبة الكلام عن الدكتور محمد مرسى أكد الشيخ محمد حسين العربى على أن ثورة ينايرهى معجزة القرن وهى بإرادة الله عز وجل ثم الشعب لأنهم مسكوا الأسباب وتركوا الباقى للمُسبب ، وتفاءل الشيخ العربى خيراً بمستقبل مصر فى المستقبل ان شاء الله ثم قال نحن نعيش بين ( لعل وليت ) أى لعل يكون خيراً وليت لسنا لنا دخل فيه !
أما عن شباب اليوم من القراء فقال عنهم " العربى " : لا يعرفون من القرآن إلا رسمه لأنهم يتلاعبون فى المد العارض للسكون " قصر توسط مد " 4 حركات و2 حركة و 6 حركات ، ولكن بعضهم يتطاول 8 حركات فأكثر وهذا خطأ فى التجويد لأن تعريف التجويد هو رد الحروف إلى أصولها مع ما فيها وقد اشتهر فى الصفات ومما يستحق بلا تعسف بل بلطف .
.ثم إستكمل حديثه " الشيخ العربى" بوصف جميل ومختصر عن قراءة القرآن فقال " القارئ كالحالب ... والسامع كالشارب " وأضاف بأنه يكره القارئ " المُقلد " ويعتبر من يقوم بتقليد الآخرين أنه ضعيف الشخصية ، وقبل أن ينهى الشيخ القارئ " محمد حسين العربى" كلامه ل " فيتو " سألناه عن الكُرة ومن يشجع . فقال: انا أشجع اللعبة الحلوة ويعجبنى محمد جدو لاعب الأهلى ابن حوش عيسى بالبحيرة
وأضاف : كما أحترم شخصية وتاريخ حسن شحاتة ابن كفر الدوار بالبحيرة .
أما عن الغناء فقال " العربى " أنا من عشاق الست أم كلثوم فهى كانت تغنى وكأنها تُجود لأنها كانت كانت حافظة للقرآن الكريم وحفظها له ساعدها على الغناء بلغة عربية صحيحة وجميلة فما أجمل القرآن ... فقد قال رسول الله " صل الله عليه وآله وسلم " زينوا القرآن بأصواتكم ... وزينوا أصواتكم بالقرآن " ... ثم أنهى العربى كلامه بالدعاء لمصر وللمصريين بالهداية والرشاد ، ثم أسمعنا بصوته الجميل بعض آيات القرآن الكريم ، ثم انصرفنا بعدها وتركنا الشيخ محمد حسين العربى القارئ البحراوى الجميل يستكمل رحلته الطيبة مع القرآن الكريم ... ولا نملك انهاء هذا التناول للشيخ العربى إلا بقول الله عز وجل ... صدق الله العظيم