يزور الموفد الدولي الخاص كوفي انان دمشق الاثنين للبحث في خطته للسلام التي اقر اخيرا بفشلها، في حين استمرت العمليات العسكرية في سوريا على وتيرتها التصعيدية وحصدت الاحد 37 قتيلا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لوكالة فرانس برس الاحد "من المؤكد ان السيد انان سيزور دمشق غدا. والزيارة تأتي في اطار مهمته والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست" التي وضعها موفد الاممالمتحدة بهدف وقف العنف في سوريا ووافقت عليها السلطات السورية واعلنت الاممالمتحدة دعمها لها. وستكون هذه الزيارة الثالثة لانان في اطار مهمته كمبعوث خاص الى سوريا. وتعود الزيارة الاخيرة الى 29 ايار/مايو. وتنص خطة انان على وضع حد لكل اعمال العنف وسحب الدبابات من الشوارع والسماح للاعلام والمساعدات بالوصول الى مناطق النزاع واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث وبدء حوار حول عملية انتقالية. واعلن في 12 نيسان/ابريل، استنادا الى خطة انان، وقف لاطلاق النار لم يتم التقيد به على الارض، رغم تعهد طرفي المعارضة والسلطات الالتزام به. وارسل مجلس الامن بعثة مراقبين دوليين من 300 عنصر الى سوريا للتحقق من وقف اطلاق النار، الا انها علقت عملياتها في منتصف حزيران/يونيو. واقر انان السبت بفشل مهمته. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية ان "هذه الازمة مستمرة منذ 16 شهرا، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة ايجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك اي ضمانة باننا سوف ننجح". ويأتي الاعلان عن الزيارة بعد وقف قصير على تحذير وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من ان الوقت ينفد قبل انقاذ سوريا من "هجوم قد يكون كارثيا". وقالت كلينتون في تصريح لها من طوكيو "يجب ان يكون واضحا ان الايام اصبحت معدودة بالنسبة الى الذين يساندون نظام" الرئيس بشار الاسد. واعتبرت ان ما قاله انان حول عدم نجاح مهمته "يجب ان يحدث صحوة لدى الجميع، لانه يقر بان النظام السوري لم يقم باي تحرك يتوافق مع خطة النقاط الست". واضافت "كلما تم الاسراع في وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، فان عدد القتلى لن يتراجع فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الامة السورية هجوما كارثيا يشكل خطرا على البلاد والمنطقة". واشار انان في تصريحه الى اهمية دور روسيا، حليفة النظام السوري، في الحل، مشددا كذلك على اهمية اشراك ايران في المحادثات. وقال "روسيا تمارس نفوذا لكنني لست واثقا من ان روسيا ستكون قادرة وحدها على تحديد مسار الاحداث. ايران لاعب، وينبغي ان تكون جزءا من الحل. لديها نفوذ ولا يمكننا تجاهلها". وكانت سوريا رحبت بالنتائج التي افضى اليها مؤتمر مجموعة العمل الدولية حول سوريا التي اجتمعت في حضور انان الاسبوع الماضي في جنيف، ووافقت على اقتراح وضعه في شأن خطة انتقالية تلحظ خصوصا تشكيل حكومة تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية وآخرين من المعارضة. واكدت المعارضة السورية انها لن تشارك في اي حكومة في ظل بقاء بشار الاسد في السلطة، بينما شددت "مجموعة اصدقاء الشعب السوري" التي التأمت الجمعة في باريس على ضرورة رحيل الاسد، مطالبة مجلس الامن باصدار قرار ملزم "تحت الفصل السابع" من ميثاق الاممالمتحدة لحل الازمة السورية. ميدانيا تواصلت اعمال العنف وحصدت الاحد 37 قتيلا في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي افاد عن محاولات قام بها القوات النظامية ليل السبت الاحد لاقتحام مدينتي الرستن والقصير في محافظة حمص في وسط البلاد. والقتلى هم 19 مدنيا وتسعة مقاتلين معارضين وجنود منشقين وتسعة عناصر من القوات النظامية سقطوا في اشتباكات وعمليات قصف وانفجارات واطلاق نار. وقال المرصد ان "اشتباكات عنيفة وقعت قرابة الساعة الثالثة من فجر الاحد في محيط القصير بين القوات النظامية والمجموعات الثائرة، ترافقت مع قصف عنيف على القصير والقرى المجاورة ومحاولة اقتحام". كما تعرضت مدينة الرستن مساء السبت ل"قصف من القوات النظامية السورية التي حاولت اقتحام المدينة واشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة اجبروها على التراجع". وذكر التلفزيون الرسمي السوري من جهته في شريط اخباري ان "الجهات المختصة اوقعت اصابات وخسائر في صفوف مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت المواطنين وقوات حفظ النظام في القصير وريف حمص". وتعتبر الرستن والقصير من ابرز معاقل الجيش السوري الحر في محافظة حمص. وتجدد القصف العنيف صباح الاحد على القصير والرستن واحياء في مدينة حمص محاصرة منذ اكثر من شهر.وافاد المرصد السبت ان 17012 شخصا قتلوا في سوريا منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في منتصف آذار/مارس 2011، وهم 11815 مدنيا و4316 عنصرا من القوات النظامية و881 جنود وعناصر امن منشقين.