سلطت صحيفة "ذى كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية الضوء على الأجواء الديمقراطية التى تشهدها ليبيا حاليا ، وما ينتظرها من مستقبل يكتنفه الغموض. وأوضحت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها على الشبكة الإلكترونية - أن ليبيا تشهد للمرة الأولى منذ أكثر من ستين عاما إنتخابات ديمقراطية اليوم وسط أجواء من الفرح والسعادة الغامرة اتسمت بالأصابع المغطاة بالحبر الإنتخابى. غير أن الصحيفة حذرت من المستقبل الغامض المقبل الذى ستتمخض عنه نتائج هذه الإنتخابات فى ظل تزايد وتيرة نزاعات الميليشيات المسلحة وغياب المؤسسات القوية التى تحول دون هذه الصراعات فضلا عن الصراع القائم بين الفصائل السياسية فى البلاد. وقالت الصحيفة إن الليبيين توجهوا إلى مراكز الإقتراع اليوم للادلاء بأصواتهم فى أول إنتخابات ديمقراطية تشهدها ليبيا منذ ستة عقود ، حيث أشارت التقارير الواردة من هناك حتى الآن بأن حالة من السعادة والفرح الغامرة والفخرتسود أجواء ليبيا ، لكنها تشير فى بعض الأحيان إلى مخاوف من النزاعات المسحلة المستمرة التى ابتلي بها البلد الواقع شمال أفريقيا، منذ الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي من سدة الحكم فى البلاد العام الماضى. ولفتت الصحيفة إلى تضارب التقارير الواردة من ليبيا ففى حين أفادت تقارير بأنمدينة بنغازى الليبية - قلب الثورة الليبية التى أطاحت بالعقيد الليبي ونظامه - شهدت اقتحام العديد من الثوار لعدد من مراكز الإقتراع فضلا عن قيام العناصر المسلحة بمنع الناخبين من دخول مراكز الإقتراع بمدينة - راس لانوف - الواقعة شرقى البلاد، أفادت تقارير أخرى بأن مسئولين ليبيين قالوا إن 94% من مراكز الإقتراع كانت مفتوحة وتمت عملية التصويت فيها بسلمية تامة. ورأت الصحيفة أن هذه الأحداث وإن كانت متجاوزة إلا أنها لا تعوق تحرك ليبيا بجدية تجاه إرساء الديمقراطية فى البلاد ، منوهة إلى أن السلطات الليبية لا يزال أمامها الكثير للقيام به. وتابعت الصحيفة أن إجراء أول إنتخابات ديمقراطية هى أولي البدايات المؤقتة التىتمهد للدخول فى العمليات الصعبة من أجل النهوض بليبيا وجسر الفجوات والهوات السياسية التى تعصف بالبلاد. ونوهت الصحيفة إلى ضرورة أن تتعلم السلطات الليبية من الدروس التاريخية وتفادى المشكلات السياسية واردة الحدوث، حيث من الممكن أن تتعرض الإنتخابات الحرة إلى الكثير من المشاكل وعلى رأسها تلبية المطالب والدفاع عن المظالم العامة فضلا عن الاستعداد التام لردود الأفعال غير المتوقعة من جانب الخاسرين المسلحين.