حرصاً منا وفي إطار جولة "الفجر"لكشف فساد مؤسسات الدولة فى عهد المخلوع "حسني مبارك" وخاصة وزارة الصحة كان لنا هذا الحوار مع الدكتور "باسم السواح " رئيس المجلس المصري للأطباء ومؤسس جبهة إنقاذ الثورة ومحاربة الفساد كاشفا بالمستندات تورط الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة الأسبق فى مجموعة من قضايا الفساد. ويتمركز الجزء الأول من اللقاء فى عدة محاور :_ أولاً (الصحة مدخل لحقوق الإنسان) ثانياً (برنامج التحول الصحي) ثالثاً (فساد وزارة الصحة فى عهد حاتم الجبلي( أما الجزء الثاني فيشمل:_ " رسالة السواح ل اللواء "مراد موافى" وخاصة كشف فساد وزارة الصحة مع شركة وادى النيل بالأمر المباشر من الجبلي".
أولاً : الصحة وحقوق الإنسان _
أوضح أن الحديث عن حقوق الإنسان فى مصر فريضة غائبة ، فالمستوي الأول من حقوق الإنسان لدي السواح يشمل "الأفكار والمبادئ والعقائد " ، أما المستوي الثاني هو "الواقع المجتمعى المعايش " مؤكدا "هناك فجوة بين الإثنان ، فنحن نبحث فى الفترة القادمة الربط بين المستويين بحيث نربط بين الأفكار والتنفيذ ، موضحا حتى يشمل ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتابع السواح معلقا على حقوق الإنسان فى مصر " العلاقة بين حقوق الإنسان والصحة فى مصر لا يربطها شئ ، فالوضع الصحي أسوء ما يكون ، وإذا تحدثنا عن آدامية المواطن يجب الحديث أولاً عن حقوق الإنسان، فنحن نحتاج ثقافة مجتمعية وسياسات حقيقية ، ضاربا مثلا عضو جبهة إنقاذ الثورة بما إشتمل عليه دستور 71 حول النظام الصحي وحق المواطن فى الرعاية"الدولة ترعي المواطن صحياً" مشيرا السواح أن هناك فارق بين الكلام والتنفيذ على أرض الواقع ، مؤكدا نحن لا نمتلك إرادة التغيير ".
وفى رده على لماذا عدم الربط بين ما يشمله الدستور والتنفيذ ؟ أوضح السواح أن هناك ثقافة اسمها ثقافة الوضع ، وثقافة الموقف ، مؤكدا نحن نتملك الوضع ولا نمتلك ثقافة الموقف ، مشيرا أن "الوضع " ترفض التجديد والتغير وتعيش فى الماضي ، أما الموقف فعكس ذلك ، ومن هنا ثار الشعب المصري وخرج فى ثورة 25 يناير معترضا على ثقافة الوضع مفجرا مفاجأة للنظام الذى إعتمد على أن الشعب أصبح جثة هامدة.
وتابع السواح فى حواراً خاص أن الإعتراف بالأخطاء ومواطن القصور يدفع الى التعامل معها وحلها ، موضحا فالحديث عن التنفيذ لا يتم الا بالحديث عن العلم لصناعة المستقبل موضحا فالعلم هنا أقصد به الوعى والثقافة وسلوك الإنسان ، فهو أحد أهم الأسس للوصول الى ثقافة حقوق الإنسان فى مصر.
ثانيا : برنامج التحول الصحي فى مصر _ "سلبيات النظام ، فكرة التغيير ، الجمهورية التركية ومشوار الصحة " بهذه الأسس بدأ السواح حديثه عن التحول الصحى فى مصر ، مشيرا أن سلبيات نظام مبارك بوزيره "الجبلي" فى الصحة هو إنعدام قاعدة بيانات واضحة ضاربا مثلا بعدد متحدي الإعاقة فى مصر ، مؤكدا أنهم قد وصلوا من 10 الى 12 مليون ، موضحا " كان لنا تجارب معهم فى المجلس المصري خلال ندوات "البرادعي"بساقية الصاوي ، وقانون الصحي الذى خلى من حقوقهم ، ومن تلك النقطة إنطلق المصري للأطباء ، مطالبا الرئيس الدكتور محمد مرسي ، وحكومته القادمة عمل منظومة معلوماتية شاملة". وحول فكرة التغيير أوضح السواح أن مصر حاليا تعيش مرحلة التحول الديمقراطي ، واصفا"هذه ظاهرة صحية"، مؤكدا حكومة مبارك لم تنظر فى آدامية المواطن المصري ، فالصحة ، والإقتصاد ، والتعليم منظومات مترابطة ، وخير دليل على ذلك التنمية الشاملة التى حصلت فى المجال الصحي بتركيا عندما تم البدأ فى عام 2003 ، فضلا عن إنشاء أول وزارة كانت للصحة عام 1920 .
أما أسباب التحول الصحي فى مصر أوضحها السواح فى النقاط التالية :_ (1) زيادة تكاليف مصاريف العلاج ، بالإضافة للخدمات الصحية. (2)زيادة تطلعات المواطن وخاصة بعد الثورة لرعاية صحية متكاملة . (3) محدودية قطاع الدفع لدي القطاع العام ، فالإمكانات ضعيفة جدا ، فميزانية الصحة لا تتعدي 3 % من موازنة الدولة ، مضيفا على الأقل يجب أن تكون 15 % . (4) ظهور تشكك المواطن فى المنظومة ، مطالبا السواح بالإهتمام بمعهد الأورام ، موضحا بحكم عمله "فالناس والحزن والإهمال تنهش فى أجساد الناس ، حتى المشرحة أصبحت مكاتب للأطباء".
وإستطرد السواح كاشفا أسباب العجز لدي المنظومة الصحية فى مصر :_ 1 _ إنعدام الرؤية 2 _ إفتقاد التخطيط 3_ عدم حماية المواطن من التكاليف المرتفعة للعلاج 4_ عدم وجود تمويل ومتابعة ، فهدف المنظومة الصحية يشمل الجودة ، والخدمة ، مطالبا رئيس الجمهورية "إستكمال مشوار محاربة الفساد داخل وزارة الصحة ، وخاصة القيادات، والايمان بالتغيير، ووضع المواطن أمام عينه ، وتطهير الوزارة من بقايا مبارك ، والإهتمام بقدرات الشباب.
ولم يكتفى السواح بعرض المشاكل وفساد الوزارة بل وضع الحلول المتمثلة فى رفع مستوى التمريض"أساس الصحة " تطوير التجهيزات ، مقترحا وجود وحدة رعاية لحقوق المرضى فى كل مستشفى ؛ لتعريف المريض بحقوقه ، وواجباته .
ثالثاً "فساد حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق" "فساد الصحة ليس فساد فى نظام وإنما نظام فى فساد" بهذه الجملة إتهم السواح "الجبلي"بالإستحواذ على المنحة الألمانية" ouDa "التي خصصت لتدريب الأطباء الغير عاملين فى ديوان الوزارة ، ولكن فجأة تصرف المنحة على هيئة مكافآت لقيادات الوزارة ، وعلى رأسهم "سهام أنيس صادق" سكرتيرة الجبلي ، وأطباء مستشفى دار الفؤاد ، مؤكدا" السواح" ليس لهم أي حق فى أخذ المكافآت ، مرسلا رسالة شكر الى الوزير الحالى "فؤاد النواوي" الذى تقدم للنائب العام ببلاغ يحمل رقم"520_ " موضحا خلال المستند المذكور تضارب المصالح بين الجبلي ومسئول وحدة التوصيف بالوزارة "محمد الصوري" أحد قيادات الوزارة الذى حصل على المكافأة المذكورة.
وغداً الجزء الثاني فى "رسالة" فساد وزارة الصحة مع شركة وادي النيل " لمراد موافى" حول تجهيزات الشركة بالأمر المباشر من الجبلي" بالفيديو" إنتظرونا.
