نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً أوردت فيه أن السيدة الأولى الجديدة في مصر نجلاء علي محمود وسوزان مبارك بينهما على الأقل شيء واحد مشترك: فكلاهما شهدت زوجها وأبنائها معتقلين في السجون المصرية. وكانت زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك تتسم بالأناقة، فهي وُلِدَت لأم بريطانية وتخرجت من إحدى الجامعات رفيعة المستوى. وقد تم توجيه النقد لها لكونها من الصفوة ولغرورها وحبها لذاتها وتسلطها وإغفالها لمحنة المصريين العاديين. أما بالنسبة لزوجة الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي، على النقيض من ذلك، فهي محافظة وسيدة متدينة، ترتدي الحجاب وتتخرج من أي كلية. ويعتبرها المنتقدون، بالنظر إلى مظهرها، رمزا لمسيرة مصر الثابتة باتجاه الإسلام المحافظ، في حين يعتبر المؤيدون أن سلوكها وسيرتها المتواضعة يجسدان روح الديمقراطية للثورة. وأشارت الصحيفة إلى أن السيدة نجلاء أعربت عن عدم رغبتها في العيش في القصر الجمهوري، وكذلك إطلاق لقب السيدة الأولى عليها. وقالت لوكالة أسوشييتد برس من خلال مداخلة تليفونية "أريد أن أُدعَى زوجة الرئيس". وبدلاً من ذلك، ذكرت أنها تفضل أن تُنادَى بأم أحمد – ابنها الأكبر. انه اللقب الذي تحتقره بعض النخب العلمانية المصرية. وأوضح المدافعون عنها إنه لم يُنسَب إليها لقب زوجها علنًا، على عكس السيدات التي قبلها. وأكدت أنه إذا كان يجب أن ينسب إليها لقبًا فلا مانع أن يكون "الخادمة الأولى" للشعب. وحتى الآن، لم تُغيِّر من مظهرها أوسلوكها على عكس زوجة مبارك، التي أشرفت على عمليات الفساد الهائلة التي دعمت النخبة من رجال الأعمال وقادة الحزب الحاكم بينما عاني نصف الشعب المصري، البالغ عدده 85 مليون نسمة، من فقر مدْقِع. وقد تم اعتقال مرسي وأبنائه، مثل العديد من الناشطين من جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، على مدى ثلاثة عقود من تولي خلالها مبارك السلطة. فقد قام النظام السابق بحظر جماعة الإخوان المسلمين واضطهاد أعضائها وسجنهم وتعذيبهم، حيث كانوا معارضين سياسيين لهذا النظام. لكن الآن، كما تُبيِّن جميع آراء المصريين، انقلب الهرم رأسًا على عقب. وتعتبر الاختلافات بين السيدات الأولى رمزية، حيث ترتبط بالتغيرات الهائلة في السياسة المصرية. فمرسي هو أول رئيس مصري منتخب بحرية في التاريخ الحديث، وهو أول مدني وإسلامي يشغل هذا المنصب. أما عن الرئيس السابق مبارك، البالغ من العمر 84 عامًا، فهو يقضي حكمًا بالسجن المؤبد لإدانته بالتقصير في وقف أعمال قتل مئات المتظاهرين خلال الثورة. كما قضت المحكمة مؤخراً ببراءة نجليه علاء وجمال في تهم الفساد لانقضاء الدعوى القضائية، لكنهما بقيا في محبسهما على ذمة قضية أخرى بتهمة التلاعب بالبورصة. وخلال فترة حكم مبارك، كانت الدولة تتكبد آلاف الدولارات التي يتم انفاقها في تمهيد الطرق وزراعة الورود وغير من هذه المظاهر من أجل زيارة سوزان لمنطقة أو جامعة أو قرية ما، برغم أن مدة الزيارة لا تتجاوز ساعات قليلة. وعلى الفور، سعت أم أحمد للتمييز بشكل واضح بينها وبين أسلافها من زوجات الرؤساء. وسوف يترقب جموع المصريين عن كثب لمعرفة ما إذا ستقوم السيدة أم أحمد بإجراء لقاءات مع كبار الشخصيات الأجنبية وحضور المؤتمرات وغيرها من الأحداث مع أو بدون زوجها. وهناك سؤال آخر يطرح نفسه حول ما إذا كانت ستتبع مبادئ الإسلام المحافظة وترفض مصافحة أو لمس الجنس الآخر، حيث أعرب زوجها عن رفضه لهذه الأمور خلال هذا الأسبوع. ومن جهتها أعربت السيدة أم أحمد عن رغبتها في أن يكون لها دور في المشاريع الخيرية المحلية وتجنب السفر للخارج أو حضور اللقاءات الدبلوماسية رفيعة المستوى. وخلال حوار لها مع مجلة "نص الدنيا" الحكومية صرحت السيدة أم أحمد أنها لحقت بزوجها في لوس أنجلوس، حيث كان يدرس للحصول على درجة الدكتوراه في الهندسة في جامعة جنوب كاليفورنيا، بعد أقل من عامين من زواجهما. وقد عملت مترجمة من العربية إلى الإنجليزية للأميركيين المسلمين بخلال وجودها في ولاية كاليفورنيا.