" مُرسي " راوغ في القضايا الساخنة .. و " الصحفيون " اكتفوا بالصور التذكارية رغم التشوق الكبير للقاء الأول مع الرئيس المُنتخب، والصورة الذهنية المُسبقة بأنهم سيخرجون بمانشيتات ساخنة، وأخباراً تحمل صفة الانفراد والسبق، وبعد ساعات كثيرة، انتظر القراء مرورها لمعرفة ما دار في اللقاء المهم .. إلا أن النتيجة هي " صفر ". هكذا ملخص اللقاء الذي تم ظهر اليوم الخميس، بين الرئيس محمد مرسي، وعدداً من رؤساء تحرير الصحف المصرية، والذي استغرق نحو ساعة ونصف، لكنه لم يخرج بأي جديد، وجاء خالياً من المعلومات الجديدة، التي تجيب عن الأسئلة الساخنة، مثل مكان آداء الرئيس لليمين الدستورية، والموقف من الإعلان الدستوري المُكمل، واحتمالية لقاءه بمسئولين إسرائيليين. اللقاء الذي تم في حضور كوكبة من الصحفيين، في مقدمتهم مفيد فوزي، وعبدالحليم قنديل، رسم صورة ذهنية سلبية لدى المتابعين، حيث راوغ الدكتور محمد مُرسي عند إجابته على كثر من الأسئلة، في حين استسلم رؤساء تحرير الصحف لبرودة اللقاء وختامه باللتقاط الصور التذكارية مع أول رئيس مصري منتخب عقب الثورة. الدكتور عبد الحليم قنديل، رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، أكد أنه أصيب بالإحباط بعد لقائه برئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، و ذلك لشيئين، أولهما أنه من الناحية المهنية لم يخرج كبار الصحفيين الموجودين فى هذا الاجتماع بخبر واحد إلا خبر إبقاء الرئيس على عضويته فى حزب الحرية و العدالة. و أضاف "قنديل"، أنه لم يستطيع التفرقة بين "مرسى" كرئيس للجمهورية و "مرسى" كمرشح لرئاسة الجمهورية، فخطابه لم يختلف كثيرًا، و هذا هو الشيء الثانى الذى أصاب قنديل بالإحباط على حد وصفه. و فى سياق متصل أشار قنديل إلى أن اللقاء سيطرت عليه تناول التخوفات من الدولة الدينية، و تخوفات النساء فى مصر، و تخوفات الأقباط ، و تخوفات من أخونة الدولة، و مرسى كان دائمًا يقول أننا جميعًا مواطنين، ولا أحد يملك التطمينات لأحد. وصرح محمود نافع رئيس تحرير جريدة الجمهورية، أن الرئيس المنتخب "أكد على دعمه لحرية الصحافة وحرية الرأى والتعبير والنقد مطالبا فى النفس الوقت الجميع بالتكاتف وتغليب المصلحة العامة". ومن جانبه طالب ممدوح الولي نقيب الصحفيين، خلال لقائه بالرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، بخمسة مطالب منها "سرعة إصدار قانون إتاحة المعلومات الموجود الآن في وزارة الاتصالات، واستبدال عقوبات الحبس بالغرامة فيما يخص نشر المعلومات، إضافة إلى إصدار الصحف بالإخطار والنظر للصحف المتوقفة والمتعثرة".
واقترح الولي على مرسي "رفع بدلات الصحفيين والمعاش وبدلات التكنولوجيا"، لافتا إلى أن "التكلفة النهائية لتلك الزيادة وفقا لدراستي 53 مليون جنيه".
وأوضح الولي أن "حصيلة إيرادات وزارة المالية من الصحافة والإعلان 727 مليون جنيه"، مشيرا إلى أن "تكلفة زيادة البدل والمعاش للصحفيين قليلة بالمقارنة بالإيرادات".
واعتبر النقيب أن اللقاء كان تآلفيا بين الطرفين، "للتأكيد على المصلحة المشتركة على الرغم من اختلاف الوسائل"، موضحا أن اللقاء "تطرق أيضا لمسألة حلف اليمين، إلا أن الرئيس لم يعط إجابة محددة، حيث أكد أن الإجابات ستكون خلال الساعات المقبلة".
وأضاف نقيب الصحفيين أن الرئيس "وعد بعقد عدة لقاءات فى المرحلة المقبلة، إضافة لعقد مؤتمر خاص بمستقبل المؤسسات القومية في مصر قد يستمر لعدة أيام حتى تتم مناقشة بشكل كاف".
وقال الولي "إن مرسي أكد أن هناك العديد من روؤساء دول أجنبية وسفراء أبلغوه برغبتهم في حضور حلف اليمين، إلا أنه رفض باعتباره أمر داخلى يخص المصريين فقط".