نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك اورد فيه انه بعد بضع ساعات من احتفال انصار محمد مرسي بالانتخاب الديمقراطي لرئيس الجمهورية الإسلامي الأول في العالم العربي بصيحات "الله أكبر"، مشت امرأة مسيحية شابة مصرية الي جانبه وتصل إلى طاولة القهوة وقالت له انها كانت بالكنيسة للتو. و قالت " لم أر ذلك المكان فارغا أبدا , نحن جميعا خائفون." و يقول الكاتب : أود أن أقول إن خطاب مرسي يوم الاحد - ل سي ان ان والبي بي سي قدم رسالة شاملة للجميع لأنها تتناسب مع الرواية الغربية في الشرق الأوسط (تقدمية، غير طائفية، الخ) – و ظهر بها جهد واضح لمديح الجيش بقدر مديح الشرطة للمرحلة الاخيرة من الثورة في مصر. وبصراحة، سيسير مرسي على الطريق نحو الديمقراطية المصرية مكبل اليدين و القدمين , محفوفا بالخوف و الشك تجاه عناصر النظام القديم ونخبة رجال الأعمال، وبطبيعة الحال، المسيحيين، في حين تقييد المجلس الأعلى للقوات المسلحة لصلاحيات أي رئيس لمصر. انه ليس امامه اي دستور و لا برلمان وليس له الحق في قيادة الجيش في بلده. و من المؤكد ان لهجة مرسي الودية تجاه إيران أمس سوف تغضب الوحوش نفسهم. فبعد ان اغدق السعوديون المال لتمويل حملة الاخوان المسلمين, يجدوا مرسي الآن مبتسما للنظام الشيعي الذي يكرهونه كثيرا، قائلا انه يسعي لاستئناف "علاقات طبيعية". يجب علي جماعة الإخوان على الأقل أن تكون سعيدة لان ولي العهد الأمير نايف - الرجل الذي يمكن أن يرغب في العفو عن مبارك - قد مات ودفن، و لا يمكن أن يكون أبدا ملكا للمملكة العربية السعودية. وينبغي علي أي شخص يشك في الأخطار القادمة أن يعيد قراءة التغطية الفارغة للحملة الانتخابية الرئاسية في الصحافة المصرية. اعلنت الدستور أن جماعة الإخوان المسلمين تخطط لمجزرة إذا فاز مرسي، في حين أن جريدة الفجر قالت أن جماعة الإخوان المسلمين تعتزم اقامة "إمارة إسلامية" في مصر. كما اشار الروائي جمال الغيطاني"اننا نعيش لحظة قد تكون مشابهة لارتفاع ادولف هتلر الى السلطة"، و لكن هذه مبالغة قد تكون أقل هجوما إذا لم يكن أنور السادات ذات مرة جاسوس لرومل. ومن الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين عليها الاحتراس. سعد الكتاتني، رئيس البرلمان المنتخب ديمقراطيا قصير الأجل – و الذي حله المجلس العسكري الاسبوع الماضي - اصر على أن مصر لن تشهد "حرب الجزائر" حتى لو مدهم الجيش بقوتهم الحصرية للسنوات القادمة. عندما ألغي الجنرالات في الجزائر الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت في 1991 - لأن الإسلاميين قد فازوا بها - أشعلوا حربا ضد خصومهم السياسيين خلفت 200 الف قتيل. قال "الشعب المصري مختلف، وليس مسلحا, اننا نخوض النضال القانونية من خلال النضال الشعبي". قد يكون المصريون مختلفين عن أبناء عمومتهم الجزائريين - سواء كانوا غير مسلحين هذا أمر مختلف تماما. و قد سقطت جماعة الإخوان نفسها ، على حد تعبير الصحافي المصري عمرو عدلي " في شبكة الفخ القانوني والإجرائي التي نصبها الجيش".