طائرة هليكوبتر من طراز خاص صنعتها الفنانة البرتغالية جوانا فاسكونسيلوس من ريش النعام، وكريستال سواروفسكي في معرض يستمر في قصر فيرساي بفرنسا من 19 حتى 30 من يونيو الجاري. وقد أثارت هذه الطائرة وتشكيلات أخرى، مثل المنحوت من القناني الزرقاء الفارغة وغيرها، جمهور فيرساي بين مؤيد ورافض، لكنه حقق نسبة مشاهدة فاقت المعارض التقليدية الأخرى في العاصمة الفرنسية. تؤمن الرسامة جوانا فاسكونسيلوس بأن قصر فرساي هو مكان الفن بامتياز، ويشعر فيه الفنان بأنه في بيته. ومن المعروف أن قصر فيرساي يقدم مساحة كبيرة للمعارض، إضافة إلى مشاهدته من قبل جمهور كبير.
الفن الحديث
لم يتقبل الجمهور الفرنسي قيام معارض الفن الحديث في أروقة هذا القصر الكلاسيكي، لأنه يمثل روح فرنسا، وقد أقام فيه بعض الفنانين الأجانب من يابانيين وصينيين وغيرهم معارضهم، ما أعتبره هؤلاء الفرنسيون تعدياً على تراثهم وروحهم.
ولكن إدارة فيرساي جابهتهم بالحقائق الصلبة، لأن القصر بحاجة إلى ترميم، وهي مبالغ خيالية لا يمكن أن تؤمنها الدولة، لذلك لجأت إلى إقامة معارض الفن الحديث من أجل المحافظة على تراثها العريق هذا. وهكذا تحوّل فيرساي إلى مكان مثالي للتجريب الفني الجريء للمواهب الإبداعية القادمة من أنحاء العالم.
تقول الفنانة البرتغالية فاسكونسيلوس إنها وضعت عملها التشكيلي، وهو عبارة عن طائرة وثريا ومنحوت من القناني الزرقاء الفارغة وغيرها لأنها أرادت أن تلتصق أعمالها بالحياة أكثر فأكثر. وفي نظرها أن العالم هو عبارة عن دار للأوبرا، وقصر فرساي يجسد المثل الأعلى الأوبرالي والجمالي الذي من شأنه أن يُلهم ابداعات الفنانين.
ومن خلال عرض الأعمال في فيرساي فإنها تأخذ بعداً جديداً من خلال تأثيرها على الجمهور. وهي بالإضافة إلى ذلك، تقوم بتخليد هذه الأعمال وخاصة في ذاكرة الجمهور، لأنها ترتبط بالأعمال الفنية التي خلدها هذا القصر، سواء في العمارة أو الديكورات الداخلية والأثاث، أو في لوحات كبار الرسامين الفرنسيين الذين خلدوا معارك فرنسا وصراعاتها الداخلية والخارجية.
طاقة ابداعية
وتعتقد الفنانة البرتغالية فاسكونسيلوس أن مجرد التجول في غرف القصر وحدائقه، يمنحها طاقة ابداعية كبيرة، مزيج من الحلم والخيال والواقع والسحر والاحتفال في المأساة والملهاة. وهنا تشير الفنانة إلى التاريخ الذي تعبق به جدران فيرساي.
فهي تتمكن من سماع خطى ماري انطوانيت وهي تدوس على الأرضية الخشبية، وأجواء الموسيقى الاحتفالية التي تخرج من الغرف الفخمة وبواباتها المرصعة بالنقوش وماء الذهب. إنه عالم الفن وتفسير الأساطير في حركة دؤوبة من فرساي إلى العالم، ومن العالم إلى فيرساي.
وهذا هو الجوهر في نظر الفنانة البرتغالية، التي تفتخر أن تجد معروضاتها وابداعاتها ذلك الصدى لدى الجمهور، لأنها تكسر الإيقاع الكلاسيكي للقصر، أي تحدث التغيير، وهو ما يقوم به الفن الأصيل