نشرت صحيفة التلجراف خبراً أوردت فيه أن جماعة الإخوان المسلمين تقود مظاهرات جديدة في ميدان التحرير احتجاجًا على قرار المجلس العسكري الحاكم بحل البرلمان وكذلك اعتراضًا على الإعلان الدستوري المكمل، الذي أُعلِن قبل وقت قليل من قيام محمد مرسي بإعلان فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في مطلع هذا الأسبوع. وهذا الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري الحاكم يجعل الرئيس الجديد بلا صلاحيات، على الأقل في الوقت الحاضر. لكن جماعة الإخوان المسلمين كثفت من خططها لدخول مبنى البرلمان، الذي كان محاطاً بالجنود وقوات مكافحة الشغب. فعندما حاول اثنين من أعضاء البرلمان دخول مبنى مجلس الشعب عنوة، تم التصدي لهم من قِبَل حرس المجلس. وقال ياسر علي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، "نرغب في فتح صفحة جديدة ترتكز على الحوار لإعادة بناء مصر". وبينما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وكذلك الصحف المصرية عن فوز الدكتور محمد مرسي بنسبة 52% في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، قامت حملة منافسه الفريق أحمد شفيق بإعلانه فائزاً في هذه الجولة. ولا يزال احتمال قيام المجلس العسكري واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بإعلان فوز شفيق نظريًا في بيان رسمي يوم الخميس قائمًا، مما يعني تجريد جماعة الإخوان المسلمين من سلطتها الثانية في الدولة في غضون أسبوع واحد. ومما لا شك فيه أن هذا قد يؤدي إلى نشوب صراعات، ربما تكون عنيفة، بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين، والناشطين العلمانيين والسلطات. وبافتراض أنه تم تأكيد فوز مرسي بمنصب رئيس البلاد، سيتم تمهيد الطريق لمرحلة جديدة من التعاون غير المستقر بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين. وقد احتفظ الجيش لنفسه بالسيطرة على جميع الشئون العسكرية والأمنية، وسيكون لها صلاحيات التشريع وإقرار الميزانية الخاصة بمجلس الشعب وذلك حتى يتم إجراء انتخابات برلمانية جديدة. ويظل من حق الرئيس تشكيل الحكومة. وأعلنت بعض المجموعات التي تضم ناشطين علمانيين، والتي شاركت في ثورة العام الماضي، عن وقوفها بكل قوة وراء جماعة الإخوان المسلمين في مواجهتها للمجلس العسكري. وقد تجمع الآلاف في ميدان التحرير مرددين شعارات مناهضة للمجلس العسكري. وأشارت الصحيفة إلى أن قيام المجلس العسكري بانتزاع السلطة ومنح الشرطة العسكرية الأسبوع الماضي حق اعتقال المدنيين بالقانون بما في ذلك المتظاهرين أثار قلق حلفائه التقليديين في الغرب. وبعد أن أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تحذيراً شديد اللهجة ليلة الاثنين للمجلس العسكري بمنع المساعدات الأمريكية في حالة عدم تسليم السلطة بنهاية يونيو، أصدر ويليام هيج، وزير الخارجية، أمس بياناً رحب فيه بالسلوك السلمي الذي ساد أجواء الانتخابات في مصر، لكنه قال: "إن عملية صياغة دستور جديد وشامل وإجراء انتخابات برلمانية جديدة ينبغي أن تتم في أسرع وقت ممكن".