ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أنه في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على واردات النفط الايرانية، يحذر المنتقدون من أن مثل هذه الخطوة،التي تهدف في أصلها إلى كبح جماح البرنامج النووي الإيراني، قد تتسبب في تدهور عميق لاقتصاديات القارة الأوروبية. وأوضحت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس - أن إيران تمارس دهاء سياسيا مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا، ففي الوقت الذي يرى فيه الغرب أن إيران ستخسر كثيرا حال فقدها القدرة على بيع نفطها، تراهن طهران على أن محدودية سوق النفط وضعف الاقتصاد العالمي، سيسلبان الغرب المقدرة على إقناع الدول الأخرى بالانضمام للحظر، وبالتالى تستطيع إيران ببساطة تامة إيجاد زبائن آخرين لنفطها.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتائج اللعبة بين طهران والغرب غير مؤكدة، إلا أنه سيكون لها تأثير مستدام على انتعاش الاقتصاد العالمي، وأنه من المتوقع أن يصدق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين المقبل على فرض حظر على واردات النفط الايرانية، بعد أن وافقوا مبدئيا على هذه الخطوة في وقت سابق من الشهر الجاري.
واضافت صحيفة "كريستسان ساينس مونيتور" الأمريكية أنه على ما يبدو فإن دول الاتحاد الأوروبي ستوافق على إدخال هذا القرار حيز التنفيذ بدءا من يوليو المقبل، بهدف إعطاء الدول التي تتعامل مع النفط الإيراني الوقت الكافي لإجراء ترتيبات البحث عن مصادر استيراد بديلة.
ونوهت الصحيفة إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي كثيرا ما حذروا من فكرة استهداف صناعة النفط الإيراني -الذي يساهم وحده بنحو نصف ميزانية الجمهورية الايرانية- التي يهدفون من ورائها إجبار قادة طهران على التخلي عن عملية تخصيب اليورانيوم التي يعتقد أن الهدف منها إنتاج أسلحة نووية، غير أن قادة إيران واجهوا هذه التحذيرات والضغوطات بمزيد من التحدي، وأصروا على المضي قدما في برنامجهم النووي.
واختتمت الصحيفة تقول إن حظر النفط الايراني ما هو إلا وجه من أوجه لعبة معقدة وتهديدات دبلوماسية عنيفة بين إيران وكل من الولاياتالمتحدة وأوروبا وإسرائيل قد يكون لها تاثير دراماتيكي على خطوط الامدادات العالمية، مشيرة في ذلك إلى التهديد الذي أطلقته إيران مؤخرا حول إغلاق مضيق هرمز، الذي يعبر من خلاله نحو 20 بالمائة من ناقلات النفط العالمية، وهو الأمر الذي قد يثير أزمة كبيرة في إمدادات النفط، فضلا عن تحذير الولاياتالمتحدة من أن هذه الخطوة قد تثير ردا عسكريا من جانبها.