أعلنت مؤسسة «وفاءً لمصر»، عن إطلاق حملة قومية لتجديد وتطوير المستشفيات العامة والمراكز العلاجية التابعة لجامعات حكومية، فى إطار تعزيز مسئوليتها الاجتماعية بدعم القضايا المهمة والملحة، وعلى رأسها تطوير الصحة والتعليم فى مصر، وعليه كان توجهها نحو السعى لتطوير المستشفيات العامة والمراكز العلاجية، لما لها من شق صحى وتعليمى واضح. تدعو المؤسسة مختلف الجهات والمؤسسات إلى المشاركة فى استكمال مشروع تجديد وتطوير مستشفى الأطفال أبوالريش الذى سيكون بمثابة نواة لمشاريع أخرى مماثلة سوف تتبناها المؤسسة.
وتهتم مؤسسة «وفاءً لمصر» بخلق نماذج متميزة فى مجالى الصحة والتعليم إيماناً بأن بناء الإنسان المصرى يتوقف على هذين العنصرين، وكذلك بهدف إحداث تأثير إيجابى فى المجتمع المصرى من خلال تقديم نظام مؤسسى واضح وقوي، يتم من خلاله جمع وتحريك الموارد الوطنية المختلفة.
وتحمل المؤسسة رؤية خاصة بأن تصبح «القوة الدافعة لإحداث أثر ملموس وتحقيق التنمية المستدامة فى قطاعى الصحة والتعليم بمصر»، وتتخطى المؤسسة كيان البنك العربى الإفريقى الدولي، إذ ينحصر دور البنك فى تولى جميع المصروفات الإدارية للمؤسسة بحيث يضمن ذهاب جميع التبرعات والمساهمات من الأفراد أو الشركات مباشرة إلى المشروعات التى تعمل عليها.
ويحمل برنامج المؤسسة للمستشفيات توجهاً واضحاً يعمل على عدة محاور، إذ يركز على العنصر البشرى قدر تركيزه على تمويل البنية التحتية، وذلك من خلال تدعيم الكوادر البشرية من أطباء وأطقم التمريض، عن طريق توفير برامج تدريبية وبعثات دراسية، بالإضافة إلى تقديم العون المادى والمعنوى للمرضي، وكذلك توفير مختلف المستلزمات والأجهزة الطبية.
فى أواخر عام 2003، اهتمت إدارة البنك العربى الإفريقى الدولى بإطلاق مبادرة تبلور من خلالها رؤيتها نحو العمل التنموي، فكان قرار التركيز على تطوير مجالى الصحة والتعليم، وبدأ برنامج المسئولية الاجتماعية لدى البنك بإطلاق مسابقة البنك العربى الإفريقى الدولى لطلبة الجامعات المصرية، بينما تم التركيز على المجال الصحى من خلال تجديد وتطوير مستشفى أبو الريش الياباني، وهو أكبر مستشفى متخصص لعلاج الأطفال فى مصر، إذ يستقبل ما لا يقل عن 15 ألف طفل شهرياً، وتجرى حوالى 1000 عملية جراحية للأطفال شهرياً، وكان الهدف منذ البداية هو تحويل هذا الصرح الطبى الذى يخدم الآلاف بالمجان إلى مركز متميز للخدمة الصحية لا يختلف عن أمثاله فى القطاع الخاص، وبدأت المؤسسة فى تجديد البنية التحتية للمستشفى بأربعة طوابق، كما قامت بتوقيع بروتوكول مع جامعة القاهرة لضمان التعاون مع الجامعة وإدارة المستشفي.
وقامت مؤسسة «وفاءً لمصر» بتوقيع اتفاقية فى مايو من العام الماضى بإهداء قطعة أرض إلى مستشفى الأطفال الجامعى التخصصي- أبو الريش الياباني- والتابع لجامعة القاهرة لإقامة مستشفى يلحق بالمستشفى الحالى وتشكل مبادرة إنشاء الملحق الطبى الجديد على الأرض المهداة بمساحة 500 متر إضافة فعالة تساهم فى توفير المكان المناسب لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الأطفال المرضي، والذين يبلغ عددهم ما يقرب من مليون طفل سنوياً، كما ستتضاعف الطاقة الخدمية للمستشفى ثلاث مرات بعد إنشاء الملحق الجديد، وهو ما يعنى تحسين مستوى الخدمة لأطفال مصر، وكانت الحكومة اليابانية -والتى أنشأت مستشفى أبو الريش اليابانى عام 1983- قد أبدت استعدادها لبناء المستشفى الجديد فى حال ما إذا توفرت الأرض المناسبة.
وقد علق حسن عبدالله، الرئيس التنفيذى للبنك العربى الإفريقى الدولى ورئيس مجلس أمناء مؤسسة «وفاءً لمصر»، على ذلك بقوله: «إن مؤسسة «وفاءً لمصر» تهدف إلى بناء نماذج صحية عالمية فى مختلف مستشفيات الأطفال فى مصر، وتستند فى ذلك إلى تجربة عملية استمرت على مدى ثلاث سنوات منذ أن بدأ البنك العربى الإفريقى الدولى عام 2004 بجهوده الذاتية، برنامج تطوير مستشفى الأطفال الجامعى التخصصى (أبو الريش الياباني)، إذ قام منفرداً بتقديم الدعم المادى وغير المادى للمستشفى فى إطار بروتوكول تعاون مع جامعة القاهرة، وقد أثبتت هذه التجربة إمكانية إحداث تغيير وتطوير بشكل إيجابى مع الأخذ فى الاعتبار، أن ذلك لا يتطلب المشاركة بالموارد المادية فحسب، وإنما يحتاج فى الأساس إلى نظام وإطار مؤسسى قوى يدعمه الانتماء والاهتمام ومتابعة جميع التفاصيل».
وأضاف حسن عبدالله: «إن هدفنا من الدعم الاجتماعى هو التأثير الإيجابى فى المجتمع وذلك من خلال المساهمة الفعالة والتميز فى العمل الإجتماعى بنفس الدأب والجدية التى نعمل بها فى مجال البنوك، ورغم ثقتنا بأن كثيراً من مؤسسات القطاع الخاص فى مصر تضع العمل الإجتماعى ضمن أولوياتها، إلا أن الجهود الفردية - مهما تعددت واختلفت- لا تحقق الطموح الذى نصبو إليه، لذا فإننا نأمل أن توفر مؤسسة «وفاءً لمصر» إطاراً لتكاتف مجتمع المؤسسات فى مصر لتوحيد الهدف والموارد والمنهج اللازم للتطوير وتحقيق التغيير الذى نعمل من أجله جميعاً».
وفى إبريل 2008، قامت مؤسسة «وفاءً لمصر» بتوقيع بروتوكول تعاون آخر مع المعهد القومى للأورام، الذى بموجبه تقوم المؤسسة بتجديد غرف العمليات ووحدة العناية المركزة بالمعهد، كما قامت المؤسسة بتوقيع بروتوكول تعاون مع مركز الكلى والمسالك البولية التابع لجامعة المنصورة، الذى تقوم بموجبه بتمويل ودعم المركز لتحديث نظام المعلومات (IT System) الخاص به، بالإضافة إلى تحديث قواعد بيانات المرضي، مما يؤدى إلى خدمة المرضى بشكل أفضل وزيادة قدرته البحثية وصيانته كمركز من مراكز التميز، وتعكف المؤسسة على توثيق التجربة الفريدة للمركز من أجل تكرار هذا النموذج فى مراكز صحية أخري.
ويقول حسن عبدالله: «إن ما استطاعت مؤسسة «وفاءً لمصر» تحقيقه فى تلك المشروعات يعد بداية لطموح لم يكتمل بعد، فكى نرى مؤسسات الصحة والتعليم فى مصر كما نتمناها، لابد أن تتكاتف جميع القطاعات من خاصة وعامة كى تحقق لأبناء مصر ما يستحقونه».