ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حاول أن يصلح الأوضاع والعلاقات بين الولاياتالمتحدة والدول الإسلامية، بعد خوض القوات الأمريكية حروباً في العراق وأفغانستان ؛ وأن الجميع كان يشعر بالقلق إزاء الفجوة الكبيرة بين أمريكا والعالم الإسلامي، فحاول أوباما أن يتعامل مع الدول الإسلامية، مثل القاهرة واسطنبول وجاكرتا والرباط، بلغة جديدة. واسترجعت الصحيفة خطاب أوباما في جامعة القاهرة منذ خمسة أعوام، حيث قال ''تستطيع أن تحتفظ بالسلطة عن طريق الرضا وليس الإكراه، فعليك احترام حقوق الأقليات، والمشاركة والتسامح وإرضاء جميع الأطراف، عليك وضع مصالح الشعب، فوق مصلحة حزبكم، فالانتخابات وحدها لا تصنع الديموقراطية الحقيقية''. وأشارت إلى أن مصر واجهت بعد ذلك الخطاب ثورة يناير 2011، ثم تولى الإخوان المسلمين الحكم، قبل أن يقوم الجيش بعزل الرئيس السابق محمد مرسي، وجماعته من الحكم في يوليو الماضي؛ فحاول أوباما أن ينقل نفس الرسالة إلى الإخوان المسلمين وأن يقنعهم بتطبيقها، إلا أن مرسي وجماعته لم يستجيبوا للرسالة، ولم يطبقوها بالشكل المناسب ؛ وحسب الصحيفة فقد استهزأ الإخوان المسلمين بوصفة أوباما لتحقيق الديمقراطية، توليهم السلطة، حيث حاول الإخوان المسلمون فرض سيطرتهم على القضاء، وفشلوا في توفير الحماية للمسيحيين. على جانب اخر لم يستطع الإخوان التعامل مع الناشطين السياسيين والصحفيين، والمعارضة العلمانية، وحاولوا استبعادهم من المشاركة في الحياة السياسية ومحاولة مرسي وجماعته تعزيز الأهداف السياسية للجماعة على حساب الأمة، مما يؤكد على عدم التزامهم بتحذيرات أوباما؛ وتسبب عدم التزام الإخوان بنصائح أوباما، وضعه ووضع إدارته في موقف محرج، فعلق رئيس الجمعية العامة بالأمم المتحدة على الموقف الذي يمر به أوباما قائلاً: ''وجهت الكثير من الاتهامات لأوباما والبيت الأبيض، بعد تدخله في الشئون الداخلية بمصر، حيث اتهم بأنه سبب من أسباب الصراع الداخلي في مصر، وأنه أحد الداعمين للإخوان المسلمين'' ومع ذلك رأت الصحيفة أن الاتهامات الموجهة إلى أوباما غير منطقية، ذلك لأن إدارته كانت من أكبر المنتقدين لانتهاكات الإخوان في حقوق الإنسان ؛ ونشرت الصحيفة تصريحا لوزارة الخارجية الأمريكية عندما سُئلت عن رأيها في سياسة مرسي، ومحاولته لمنح نظامه صلاحيات استثنائية، فقالت: ''تلك العملية هي عملية سياسية مصرية، ولا نستطيع التدخل بها''.