أكد الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية أن إفريقيا أكثر قارات العالم تأثرا بما يحدث من أزمات اقتصادية ومالية في العالم ، مؤكدا أن وقع الأزمة المالية العالمية كان مضاعفا على دول القارة من خلال تناقص حجم الاستثمارات المتجهة للدول الأفريقية بجانب تراجع الصادرات ، والتأثير السلبي على موازنات الدول الإفريقية بسبب ارتفاع فاتورة دعم السلع الغذائية والطاقة. جاء ذلك خلال رئاسته للاجتماع السادس لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية للجنة الدول الإفريقية العشر والتي عقدت بالقاهرة الأحد بمشاركة رئيس بنك التنمية الإفريقي دونالد كباروكا، والمفوض الاقتصادى للإتحاد الإفريقى ماكسويل مكوازالامبا، وممثل للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة ، وذلك لبحث سبل مواجهة الآثار السلبية لتطورات الاقتصاد العالمي على الدول الإفريقية. وقال الببلاوي أن الاجتماع بحث عدداً من الآليات التمويلية التي يمكن أن تسهم فى تنمية التجارة والاستثمارات على المستويين المحلي والإقليمي خاصة فى مجالات البنية الأساسية والطاقة. وأضاف أن مواجهة المشكلات الاقتصادية يحتاج لمزيد من الانفتاح على دول القارة الأفريقية وتعزيز التعاون معها خاصة في التجارة والاستثمار، داعيا إلى بلورة رؤية أفريقية مشتركة حول تلك الملفات لمناقشتها مع مجموعة دول العشرين وهي الدول التي تقود حركة الاقتصاد العالمي بصورة فعلية الآن. وأوضح رئيس بنك التنمية الافريقي دونالد كباروكا أن الأزمة العالمية أثرت على الاقتصاد الافريقي ، وأن توقعات معدل النمو الاقتصادي للقارة الأفريقية تبلغ نحو 5% للعام الحالي 2011، ترتفع إلى 5.8% عام 2012 ، مشيرا إلى أن الدول الافريقية هي الدول النامية الوحيدة في العالم التي يتوقع تحقيقها العام المقبل لمعدلات نمو أفضل من العام الحالي. وأشار إلى أن هناك سيناريوهين لتحسن أداء الاقتصاد الأفريقي على المدى الطويل وهما أن زيادة معدلات نمو اقتصاد آسيا سيسهم في زيادة الطلب علي الصادرات الأفريقية، أو أن تتراجع أسعار الغذاء والحبوب بفضل استقرار معدلات نمو دول البريك ، والتي تضم الصين وروسيا والبرازيل والهند، مما يؤدي لتراجع حجم الإنفاق العام لدول القارة الافريقية. ودعا كباروكا إلى الاهتمام بالاستثمار في مشروعات البنية الأساسية مع الاهتمام بالجوانب البيئية للاقتصاد أو ما يطلق عليه الاقتصاد الاخضر. وقال إنه يجب أيضا الاهتمام بتعزيز نمو التجارة البينية بين دول القارة الافريقية ، والتي تشهد نموا في السنوات الأخيرة ، مشيرا إلى أن حجم التجارة البينية ارتفعت من 48 مليار دولار عام 2005 إلى نحو 76 ملياراً عام 2009، وإن كان أغلبها يتركز في نمو تجارة دول جنوب إفريقيا مع دول شرق القارة. وأوضح أن التضخم يعد المشكلة الأهم بالنسبة لأفريقيا ، حيث تجاوز معدله 10% في معظم الدول الافريقية خاصة دول شرق افريقيا، كما ارتفعت أسعار الغذاء في أوغندا العام الحالي بنحو 50% عن مستويات العام الماضي.